صدر حديثًا عن وزارة الثقافة السورية رواية “حكايات حارة المؤيد ــ الجن والعاشقات” للكاتب السوري عماد نداف، وفيها ينتقل بالرواية السورية إلى مرحلة هامة في التاريخ العربي هي مرحلة الجمهورية العربية المتحدة، التي كانت الاسم الذي جمع مصر وسورية في دولة واحدة عام 1958 بزعامة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر .
ويعرض الروائي السوري لوقائع الحياة الشعبية في تلك المرحلة وعلاقتها مع الوحدة وعلاقة الشعبين المصري والسوري وظروف الانفصال التي وقعت في 28 أيلول 1961، وقد أسست الرواية إلى تقديم الحارة الشامية بنمطية جديدة تقارب حقيقة الحارة الوطنية في صدقها وعفويتها وتنوعها .
وتقع (حارة المؤيد) قبل تهديمها في حي الجسر الأبيض بجوار بيت الرئيس السوري الأسبق شكري القوتلي الذي تنازل للرئيس عبد الناصر عن الحكم من أجل قيام الوحدة، وتفتح علاقة الجوار هذه على الحياة السياسية في سورية على مرحلة من أدق وأهم المراحل في الحياة السياسية السورية.
وقد نشرت الهيئة العامة السورية للكتاب ترويجا عن تلك الرواية أشارت فيها إلى النقلة التي تحدثها هذه الرواية ، وقالت إن الأديب عماد نداف يتابع كتاباته عن مدينة دمشق وكأنه يؤسس لمشروع متكامل عن مدينة يحبها ويعشق خفاياها، فبعد حكاياته “المخفية في شقوق جدران دمشق” التي جمعها بعنوان “اذكريني دائما” الصادرة عن اتحاد الكتّاب العرب، ينشر اليوم “حكايات حارة المؤيد” من خلال عنوان سحري يجمعها هو “الجن العاشقات”.
تجري أحداث الرواية في حارة قديمة من حارات منطقة الجسر الأبيض، التي تقع في الطريق إلى قمة جبل قاسيون، في زمنين متقاربين وأسلوبين مختلفين، الأول ويحكي فيه عن أحداث عاشتها دمشق في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ويستخدم فيه لغة الهذيان في استرجاع الأحداث والشخصيات، والثاني سردي واقعي يعيد فيه صياغة الهذيان على نحو منطقي.
إن رواية (حكايات حارة المؤيد… الجن والعاشقات) يمكن بأسلوبها الجديد ولغتها السحرية اعتبارها شريطاً جديداً من أشرطة الأدب الشفاف الذي يحاكي وقائع هذه المدينة التاريخية العظيمة ومنعطفات تاريخها.