وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتنظيم خطط عمل متكاملة تتضمن إطلاق حملة "طرق الأبواب"، بحيث تضمن تقديم خدمات الصحة الإنجابية واستفادة كافة الفئات بالمحافظات والقرى والنجوع، وذلك لتحقيق أكبر نسبة تغطية ممكنة لتلك الخدمات.
فما هو مفهوم الصحة الإنجابية؟ وما أهمية هذا الملف تحديدا في دفع عجلة التنمية؟ وماهي الجهود السابقة المبذولة فيها؟.
القضية السكانية والصحة الإنجابية
عرض الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، خلال اجتماعه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، الجهود القائمة لتحسين صحة الأسرة المصرية وتعزيز برامج الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، حيث وجه الرئيس بعقد مؤتمر سنوي باشتراك كافة الخبراء ذوي الصلة، بحيث يتم تناول الأوضاع الصحية على مستوى الجمهورية، وموقف الخدمات والمبادرات المتنوعة المقدمة في هذا الصدد، فضلًا عن المساهمة في عملية التوعية الصحية، خاصةً ما يتعلق بتقديم خدمات تنظيم الأسرة، ونشر الوعي المجتمعي بأهمية القضية السكانية وتأثيرها على صحة الأم والطفل والأسرة من خلال الصحة الإنجابية.
ماذا تعني الصحة الإنجابية؟
الصحة الإنجابية تعني قُدرة الناس على الحصول على حياة جنسية مسؤولة ومُرضِيَّة وأكثر أمانًا، وأن يكونوا قادرين على الإنجاب ولديهم حرية اختيار توقيت وكيفية القيام بذلك، وتشمل أيضًا أن يكون الرجال والنساء على علمٍ بوسائل تحديد نسل آمنة وفعالة وميسورة التكلفة ومقبولة؛ وكذلك الحصول على خدمات الرعاية الصحية المناسبة للطب الجنسي والإنجابي، وتطبيق برامج التثقيف الصحي للتأكيد على أن الحصول على فترة حمل وولادة آمنين توفر للأزواج أفضل فرصة للحصول على طفل سليم.
لماذا يتم الاهتمام بالصحة الإنجابية فى مصر؟
بلغ عدد سكان مصر فى 12 سبتمبر 2022 نحو 103 ملايين و908 ألف و590 نسمة، وذلك وفقا للساعة السكانية التابعة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وسلطت الضوء على إجمالي أعداد السكان بالتعدادات المختلفة للوقوف على حجم الزيادة المطردة فى الأعداد خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ عدد السكان وفقا لتعداد عام 2006 نحو 72.6 مليون، والتعداد الذى يليه فى عام 2017 بلغ عدد السكان نحو 94.8 مليون نسمة، أى بزيادة تُقدر بنحو 22 مليون نسمة فى 11 سنة فقط (أى بمتوسط 2 مليون سنويا)، بينما كان عدد السكان فى تعداد 1986 نحو 48.2 مليون نسمة، ووصل فى التعداد الذى يليه فى عام 1996 نحو 59.31 مليون نسمة، أى بزيادة حوالي 11 مليون نسمة فى 10 سنوات (بمتوسط مليون سنويا).
جاءت أسباب المشكلة السكانية فى مقدمتها الزيادة الطبيعية حيث بلغت نحو 15.6 فى الألف لإجمالي الجمهورية عام 2020، فى حين أن المعدل العالمي للزيادة الطبيعية بلغ 10.37% وفقا للبنك الدولي.
وبلغ عدد المواليد 2.235 مليون مولود عام 2020، وبلغ معدل المواليد 22.2 فى الألف عام 2020.
الزيادة السكانية والتنمية
في دراسة بعنوان "الهبة الديموغرافية واستثمارها في التنمية الاقتصادية"، أكدت أن العلاقة بين السكان والتنمية من أكثر العلاقات المترابطة في المجتمعات المعاصرة، ومن هنا ظهرت أهمية التركيز على الجوانب الديموغرافية للسكان ودمجها مع الجوانب التنموية، لإن السكان هم صانعي التنمية والمسؤولين عن إنجاحها، فإن أعداد السكان وتركيبهم النوعي يشكل عوامل مؤثرة في التنمية، فالتغير في التركيب العمري للسكان هو نتيجة عمليات ديموغرافية خلال مدة زمنية طويلة نسبيًا، وهذا التغير الحاصل في السكان حاليًا.
عيادات خاصة للمقبلين على الزواج
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإضافة عيادات تخصصية لخدمات وحدات الرعاية الأساسية على مستوى الجمهورية، بما يساعد على تغطية تقديم الخدمات الصحية الخاصة بالشباب المقبلين على الزواج، وكذلك متابعة مرضى الأمراض المزمنة ورعاية كبار السن، فضلًا عن العمل على تفعيل خدمات الطوارئ على مدار الساعة في بعض وحدات الرعاية الأساسية، وكذلك دراسة تقديم خدمات منزلية لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
مبادرات وبرامج سابقة
اتخذت الحكومة العديد من الإجراءات والمبادرات الرئاسية والبرامج، وعلى رأسها إطلاق الاستراتيجية القومية للسكان (2015-2030)، وإطلاق الاستراتيجية القومية لتنمية الأسرة المصرية فى فبراير 2022، فضلا عن التوسع فى برامج الحماية الاجتماعية والتي كان آخرها إضافة مليون أسرة لبرنامج الدعم النقدي المشروط "تكافل وكرامة"، وصرف مساعدات استثنائية لـ ٩ ملايين أسرة خلال ٦ شهور.