الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عفريت المزيكا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


هو المجدد لشباب الموسيقى مع استاذه محمد فوزى، وهما الوصلة الحقيقية مع الرائد المبدع ابن كوم الدكة اسكندرية الموسيقار سيد درويش. 
في روايته المنشورة  على موقع "سينمائيات" يقول وجدى الحكيم «في عام 1972 كان السادات يحتفل بخطبة إحدى بناته في القناطر الخيرية، وكان النقشبندى موجودًا في الاحتفال الذي حضره الملحن بليغ حمدي، وكنت أنا حاضرًا هذا الاحتفال كمسئول في الإذاعة المصرية، فإذا بالسادات ينادى لبليغ ويقول له: «عاوز أسمعك مع النقشبندى»، وكلفني بفتح استديو الإذاعة لهما».
وأضاف: «أنه تحدث بعدها مع النقشبندى فقال له ماينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة»، حيث كان النقشبندى قد تعود على الابتهال دون موسيقى، وكان في اعتقاد الشيخ أن اللحن يفسد حالة الخشوع التي تصاحب الابتهال، وقال: «على آخر الزمن يا وجدي هاغنى»؟ وطلب منه الاعتذار لبليغ.
الإعلامي المصري تابع: «طلبت من النقشبندى أن يستمع إلى اللحن الذي أعده بليغ، واصطحبته إلى استديو الإذاعة واتفقت معه على أن أتركه مع بليغ لمدة نصف ساعة ثم أعود، وأن تكون بيننا إشارة أعرف من خلالها إن كانت ألحان بليغ أعجبته أم لا؟».
ويضحك الحكيم وهو يتذكر هذا الموقف قائلًا: «اتفقنا أن أدخل عليهما بعد نصف ساعة فإذا وجدت النقشبندى خلع عمامته فإن هذا يعنى أنه أعجب بألحان بليغ، وإن وجدته مازال يرتديها فيعنى ذلك أنها لم تعجبه، وأتحجج بأن هناك عطلًا في الأستوديو لإنهاء اللقاء، ونفكر بعدها في كيفية الاعتذار لبليغ».
وتابع: «دخلت فإذا بالنقشبندى قد خلع العمامة والجبة والقفطان، وقال لي: «يا وجدي بليغ ده جن، وفي هذا اللقاء انتهى بليغ من تلحين اشهر التواشيح الخالدة «مولاي إني ببابك» 
اهم ما يميز بليغ انه لماح يستطيع ان يقيم الصوت فيعطيه لحن يتناسب مع طبقاته مثل عفاف راضي، ولان صوتها غربي اوبرالي قام بليغ يتطعيمه بالنغم الشرقي فكانت مثل القنبله من اول اغنيه.
كذلك مع ام كلثوم قام بتغيير اسلوب التلحين مثلا فات الميعاد لاول مره تبدأ لم كلثوم اغنيه من اعلى طبقه واعطاها الحان يغلب عليها طابع الايقاع مثل الف ليله وليله ولأول مره بتاريخ ام كلثوم ترقص سهير زكي على انغامها من بليغ.
وفقا للموسوعة الحرة "ويكبيديا" كان الفنان محمد فوزي هو من قدم بليغ حمدي لأم كلثوم فقد كانت ام كلثوم تريد أن تخرج أو أن تتحرر قليلًا من اللون السنباطي لذا فقد طلبت من محمد فوزي أن يلحن لها ألا انه اعتذر وقدم لها بليغ حمدي، فكان اللقاء الأول في حفلة في منزل الدكتور زكي سويدان أحد الأطباء المعالجين لأم كلثوم وهناك بدأ بليغ في تلحين الكوبلية الأول وهو جالس على الأرض وسط ذهول الحاضرين فما كان من أم كلثوم إلا أن فعلت مثله وجلست بجواره وتطلب منه بعد تلحين أول كوبليه أن يكمل اللحن وتغني أم كلثوم أغنية (حب إيه) في ديسمبر 1960 وتحقق نجاحا ساحقا.
وتتوالى الالحان والاغنيات الناجحة ومنها أغنية أنساك من كلمات مأمون الشناوي (كان مقررا ان يقوم الموسيقار محمد فوزي بتلحين اغنية انساك وكان بليغ في زيارة لاستاذه ومعلمه (محمد فوزي) وقام فوزي لمقابلة أحد الضيوف وترك بليغ يقرا كلمات اغنية انساك التي اعجبت بليغ تماما واخذ العود وبدا يدندن ولما عاد فوزي كان بليغ انتهى من تلحين الأغنية واعتذر بليغ لفوزي عن تلحينه للاغنيه فقام الموسيقار والإنسان الرائع محمد فوزي بالاتصال بكوكب الشرق قائلا لها بالحرف الواحد (بليغ قام بتلحين الأغنية أفضل مني) وتنازل لبليغ عن اللحن رغم أن التلحين لام كلثوم كان احدي امنيات محمد فوزي ورحل دون تحقيق هذه الأمنية.
اهتم بليغ حمدي خلال مشواره بالمسرح الغنائي وقدم عدة مسرحيات غنائية وأوبرتات استعراضية كما وضع الموسيقي التصويرية لكثير من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية.
ويعد بليغ من أكثر الموسيقيين تلحينًا لمصر وفي حب مصر كما كتب وغنى بعضها بنفسه منها (عدى النهار) وهي التي قام بها بعد حرب 67 وأصبحت أغنية عدى النهار رمزًا لمرحلة النكسة كما أصبحت أغنية (على الربابة بغني) للفنانة وردة الجزائرية هي رمز لحرب أكتوبر المجيدة ومرحلة العبور، وقبلها لعبدالحليم /البندقية اتكلمت/لو عديت/عبرنا الهزيمة/فدائي/بسم الله/عاش اللي قال) لكن أشهر أغانيه الوطنية على الإطلاق هي أغنية (يا حبيبتي يا مصر) للفنانة شادية وهى الاغنية التى اصبحت ايقونة انتفاضة يناير ويونيو في كل ميادين مصر.
عرف عن بليغ حمدي نسيانه الدائم، حسه المرهف، طيبته الشديدة، وقد عرف عنه غزارة إنتاجه الفني، كما عرف عنه أن لم يقم وزنًا للمال ولا للوقت، يشبهه النقاد في حياته البوهيميه بموسيقار الشعب سيد درويش.
رحل بليغ حمدي عن مصر بعد اتهامه بحادث انتحار الفنانة المغربية الصاعدة سميرة مليان عام 1984، ووقعت هذه الحادثة في منزله، الذي يعتبر بمثابة ملتقى أهل الفن الكبار منهم والصغار، بعد أن ترك المدعوين في منزله وذهب للنوم، حيث لقت حتفها أثر سقوطها من شرفة شقته. تمت تبرئة بليغ لاحقًا من هذه القضية عام 1989م بعد أن أثيرت ضده خلال هذه الفترة الكثير من الاتهامات والشائعات، ونال منه المرض والتعب خلال فترة الغربة التي قضاها متنقلًا ما بين باريس ولندن ودول أخرى.
توفى بليغ في 12 سبتمبر 1993، عن عمر يناهز 62 عامًا بعد صراع طويل مع مرض الكبد، ونعته الأهرام في صبيحة اليوم التالي بقولها (مات ملك الموسيقى)، وأعلنت وزاره المالية المصرية أنها بصدد طبع عملة تذكاريه باسمه إلا أن ذلك لم يحدث حتى اللحظة ولم ينل بليغ من التكريم في حياته أو بعد مماته ما يوازي كونه أفضل من أنجبت الموسيقى العربية على الإطلاق ولم تتعرف الأجيال الجديدة من الشباب الذين يسمعو أغانيه في كل وقت عن الملحن العبقري الذي وضعها. 
قال عنه عبد الوهاب نحن نلحن خمس الحان ينجح لحنين، بليغ يلحن عشرين ينجحوا جميعا وقد وضع نفسه وسط عمالقة التلحين بزمن قياسي وكانت لديه موهبة كتابة الكلمات الراقيه ايضا.
ووصفه الشاعر كامل الشناوي بأنه أمل مصر في الموسيقى وكان دائمًا يقول أن بليغ حمدي طالب حقوق فاشل ولكنه أمل مصر في الموسيقى، ولقب أيضًا بسيد درويش العصر وكان لقبه الأشهر (ملك الموسيقى) و(بلبل) وهو لقب كان يعرف به بين معارفه، ومحبيه من الوسط الفني وخارجه. 
بليغ حمدى الف تحية في ذكرى ميلاده.