أكدت الأمم المتحدة، أن المهاجرين أثبتوا أنهم مصادر للازدهار والابتكار والتنمية المستدامة لبلدان المنشأ والعبور والمقصد، مشيرة إلى أن مساهماتهم المالية بالتحويلات هي شرايين العيش للأسر، فضلا عن أنها محفزة للأسواق المحلية وبخاصة الموجودة في البلدان منخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، وفي حين أن لهم في سوق العمل أهمية كبرى كما ظهر جليا عند التصدي لجائحة كورونا، فقد ساهمت معارفهم وشبكاتهم ومهاراتهم مساهمة كبيرة في تنمية المجتمعات المحلية المرنة.
جاء ذلك في بيان لمركز إعلام الأمم المتحدة؛ بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للمهاجرين، والذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام؛ اعترافًا بأهمية مساهمات المهاجرين في التنمية المستدامة، مع تسليط الضوء بصورة خاصة على التحديات التي يواجهونها.
وبحسب البيان، شددت المنظمة الدولية للهجرة على التزامها بتعزيز الإدارة الإنسانية والمنظمة للهجرة بما يعود بنفع الجميع، بما في ذلك مجتمعات المنشأ والعبور والمقصد.
وأشارت الأمم المتحدة أنه - في السنوات القليلة الماضية - زادت الصراعات وغياب الأمن وآثار تغير المناخ زيادة كبيرة في الحركة القسرية سواء داخل البلدان أو عبر الحدود، وفي عام 2020، كان هناك ما يزيد على 281 مليون مهاجر دولي وأكثر من 59 مليون نازح داخلي بنهاية عام 2021.
ولفتت إلى أنه وبغض النظر عن الأسباب التي تجبر الناس على الانتقال، فإن المهاجرين والنازحين يمثلون الفئات الأشد ضعفًا وتهميشًا في المجتمع، وغالبًا ما يتعرضون لسوء المعاملة والاستغلال، فضلا عن ضعف قدراتهم على الحصول على الخدمات الأساسية بما في ذلك الرعاية الصحية، ومواجهة ممارسات كراهية الأجانب، وغالبًا ما يعمل العديد من العمال المهاجرين في وظائف مؤقتة أو غير رسمية أو مهددة، مما يعرضهم لمخاطر أكبر تتمثل في غياب الأمن والتسريح من العمل ومواجهة ظروف العمل السيئة.
وأوضحت الأمم المتحدة أنه بسبب النقص المستمر في مسارات الهجرة المأمونة والنظامية، يواصل الملايين رحلات محفوفة بالمخاطر كل عام ومنذ عام 2014، قضى أكثر من 50 ألف مهاجر نحوبهم على طرق الهجرة.
وشددت الأمم المتحدة على ضرورة بذل جهود جماعية لتحسين إدارة الهجرة والتصدي للتحديات التي يواجهها المهاجرون، وذلك من أجل تعزيز مساهمة المهاجرين في التنمية المستدامة حيث يتيح الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، الفرصة والتوجيهات لتحقيق التنقل البشري واغتنام الفرص التي يتيحها.
الجدير بالذكر بأن المنظمة الدولية للهجرة ساعدت منذ تأسيسها قبل 70 عاما، الملايين من المهاجرين، كما عملت على مساعدة الأعداد الهائلة من الأوروبيين الذين شردتهم الحرب العالمية الثانية، ولا تزال تواصل بذل قصارى جهودها في سبيل تعزيز إدارة إنسانية ومنظمة للهجرة بما يعود بالنفع على الجميع، بما في ذلك مجتمعات المنشأ والعبور والمقصد.