لا يزال مشهد الاحتجاجات في إيران، قائما حتى الآن، فبعد ثلاثة أشهر من خلال الإدانات للقمع الحكومي، مازال يتم سجن المزيد من المعارضين وخطر الإعدام.
واستمرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عدة مدن مع تقارير عن قيام قوات الأمن باختطاف فتاتين على الأقل من منزلهما في حي أكباتان بطهران، كما اندلعت اضطرابات كبيرة في سجن كرج المركزي، حيث كان بعض المعتقلين محتجزين.
وبحسب وسائل الإعلام الرسمية، قُتل سجين واحد على الأقل خلال الاضطرابات، وعلى ما يبدو، اندلع حريق واضطراب عندما أغلق السجناء مدخل جناح ورددوا شعارات مناهضة للنظام وحاكمه علي خامنئي عقب نقل أحد المحكوم عليهم بالإعدام إلى الحبس الانفرادي.
بالإضافة إلى الاحتجاجات اليومية في الشوارع والاعتصامات في الجامعات، استمرت الإضرابات بين العاملين في العديد من الصناعات، لا سيما في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات.
ونظم رجال الإطفاء في مدينة تبريز شمال شرق البلاد، اليوم الأحد، مظاهرة خارج مبنى مجلس المدينة، احتجاجا على تدني رواتبهم وظروف عملهم.
وأصبح إشعال النار في صناديق القمامة والمباني الحكومية، خاصة تلك الموجودة في المعاهد الدينية وقواعد قوات الباسيج شبه العسكرية، وسيلة منتظمة للاحتجاجات خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
كما أعلنت الجماعات الشعبية والنشطاء عن دعوات لتنظيم احتجاجات وإضرابات أخرى على مستوى البلاد لمدة ثلاثة أيام تبدأ يوم الاثنين، في 19، 20، و21 ديسمبر الجاري.
وتتصاعد أصوات الإدانة من قبل بعض الشخصيات الدينية والسياسية الإيرانية، حتى المطلعين على النظام، ضد انتهاكات النظام لحقوق الإنسان التي تهدف إلى قمع الاحتجاجات المستمرة التي لا تظهر أي بوادر على الانتهاء.
وندد المئات من المثقفين والشخصيات الثقافية والناشطين، في بيان اليوم الأحد، بشدة بإعدام المتظاهرين، واصفين إياها بـ "القتل الممنهج من قبل النظام".
وكان الكتاب المشهورون وعلماء الاجتماع وأساتذة الجامعات من بين الموقعين، ولا يزال عددهم في تزايد.
وقال الموقعون، إن إيران أعدمت متظاهرين منذ بداية حركة "المرأة والحرية والحياة" منتصف سبتمبر الماضي، فيما لم تنجح استراتيجيتها في الترهيب والإعدام في ضمان شرعيتها وهي على وشك الانهيار.