السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

نجل حارسة العقار يقتل ابن الجيران.. المتهم يطعن الضحية بسكين في الشارع.. وأسرته: زرعنا الخير وحصدنا الشر

المجنى عليه
المجنى عليه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«آخرة المعروف يضربونا بالكفوف»، مثل شعبى قديم، يصف حال الشاب العشرينى «محمد مجدى»، الذى دفع حياته ثمنًا لمعروف أسرته بعدما تعاملوا بحسن نية مع سيدة تعمل حارسة للعقار وأسرتها لأكثر من ١٥ عامًا، تمد أسرة الضحية يد العون لها وتساعدها ماديًا لظروفها الصعبة، دون أن يخطر ببالهم أن نجلها سيرد الخير بـ«الغدر»، بعدما تربص المجنى عليه فى ساعة مبكرة وسدد له عدة طعنات وسط الشارع بطريقة وحشية وتركه غارقاً فى دمائه وفر هاربًا، فى مشهد مأساوى أضحى حديث الساعة داخل منطقة باب الشعرية.
كواليس الجريمة المأساوية كما سردها «مجدى صالح» والد الضحية لـ«البوابة نيوز»، إن كل ما كان يشغل بال ابنه التفوق فى دراسته الجامعية كونه طالبًا فى السنة الثانية بكلية التجارة، وإنه لم يكتف بذلك بل أيضًا يعمل فى أحد المصانع للإنفاق على دروسه وتوفير متطلباته، ولم يفتعل مشاجرة يومًا مع أحد، وكان يرضى بأقل شيء، فهو كان يتصف القناعة والزهد، لا يعرف طريق المقاهى، ولا ينفق قرشًا فى ترفيه، وإنما مشغول طوال الوقت بهموم الأسرة، وعندما يتحدث كانت كلماته تخطف مسامع الجميع، فرغم صغر سنه لكنه كان متزنًا هادئ الطبع.
وأضاف الأب: «قبل نحو ثلاثة أشهر، قدمت شركة الغاز لتركيب وصلات الغاز، إلا أنهم رفضوا التركيب لأن الغرفة التى تقيم بها حارسة العقار المدعوة (بطة) سقفها من الخشب، فطلبت الشركة عدم جدوى ذلك، ولكننا جميعًا وقفنا بجوار حارسة العقار لأنها تقيم فى العقار منذ نحو ١٥ عامًا، وكنا جميعا نتعبرها وأبناءها منا، ولا فرق بيننا».
وتابع: «بعد فترة وجيزة نجحت مالكة العقار فى توفير شقة لحارسة العقار هم فى منطقة باب الشعرية، وانتقلت للإقامة بها وكانت أسرتنا وعدد من الجيران يتوجهون إليها لمنحها الشهرية التى لطالما كانت تحصل عليها، ولم يقم أحد طوال تلك السنوات بمضايقتها نظرًا لوفاة زوجها وقيامها بتربية أبنائها فالكل كان يسخر لها جميع ما تطلبه».
وأوضح الأب: «رغم ترك حارسة العقار البيت إلا أنها كانت تحتفظ بمفتاح العقار وتأتى وتفتح الباب كأنها من تمتلك شقة، إلا أن أمرًا غريبًا كان يحدث فقد كان يأتى نجلها (محمود) الشاب الثلاثينى، يجلس أمام العقار ومعه شنطة سوداء دون سبب، حتى أن زوجتى كانت تسأله فلا يجيب ولا يرد على أحد، فاعتقد الجميع أنه حزين على ترك والدته العقار، وفى يوم الواقعة خرج نجلى المجنى عليه (محمد) فى الساعة السابعة صباحًا متوجهًا نحو عمله، وفى أحد الشوارع القريبة من المترو كان القاتل نجل حارسة يتربص به وما أن شاهده هرول نحوه وسدد له عدة طعنات ليسقط غارقًا فى دمائه ويلقى مصرعه».
واستطرد الأب:» بعد القبض على القاتل قال أمام التحقيقات إن نجلى كان يسيء لأمه وهو ما لم يحدث قط، وقال أمام النيابة رواية أخرى، وحتى الآن لا نعرف سبب قيام المتهم بقتل ابنى، لكننا ننتظر حكم القضاء العادل حتى تهدأ النيران التى فى قلوبنا».