الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

الحيوانات البرية ضحايا الجفاف فى إفريقيا وآسيا

الجفاف
الجفاف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعاني العديد من الدول من الجفاف بسبب التغيرات التي طالت المناخ، وبات الجفاف يهدد حياة الإنسان والحيوانات و يتسبب في خسائر زراعية وتجارية وكبيرة.

ففي كينيا، قالت بينينا مالونزا، وزيرة السياحة الكينية، إن الجفاف أدى إلى مقتل 205 أفيال وعشرات من الحيوانات البرية الأخرى.

وأوضحت «مالونزا»، أن الجفاف تسبب في نفوق الحياة البرية بسبب نفاد الموارد الغذائية وقلة المياه، ولم يقتصر ذلك على الأفيال، فتسبب أيضًا في موت 512 من الحيوانات البرية، و381 حمارًا وحشيًا شائعًا، و12 زرافة، و51 جاموسًا، في المتنزهات الوطنية التي تعد نقطة جذب سياحي رئيسية للبلاد.

أما في دولة تشاد يتسبب الجفاف في تجويع العديد من الرعاة فتجدهم بدون طعام أو حليب، وحسبما ذكرت «رويترز»، أن الراعية البدوية فاطمة تشاري، رأت عجلًا جائعًا أثناء محاولتها حلب قطرات لبن من بقرة هزيلة في منطقة قاحلة بجنوب تشاد.

وقالت «تشاري»: «حاولت أن أحلب ست بقرات لكنني لم أتمكن من الحصول على لتر واحد من الحليب»، موضحة: «يصعب على الأبقار إنتاج الحليب لنا في هذه الظروف».

وفي كينيا يجبر الجفاف شعب الماساي الكيني على بيع الماشية الجائعة مقابل أجر زهيد، فالأبقار أصبحت ضعيفة ولا تقدر على الوقوف، والغالبية منها مصاب بالأمراض، فالكثير منهم تملأ جلودهم التقرحات نتيجة الاستلقاء على الأرض، إلى جانب وجود أقفاص صدرية بارزة من جوانبها.

وقال تاجر الماشية جوشوا كيدويا: «ارتفعت أسعار الذرة الصفراء، والبنزين أيضًا، بينما انخفضت أسعار الماشية بشكل كبير».

بينما تشهد الصومال أزمة جفاف تاريخية بسب قلة المياه، وذلك حسبما ذكر تقرير صادر عن شبكة معلومات الإغاثة الإنسانية التابع للأمم المتحدة، موضحًا أن الجفاف والصراع على المياه من أحد الأسباب الرئيسية للصراعات المسلحة في الصومال.

وأشار التقرير، إلى أن 15 مليون صومالي يواجهون مشكلات في الحصول على الغذاء، وأن 300 ألف منهم مهددون بالمجاعة في إقليم باي الصومالي الأكثر جفافًَا.

ومصر من ضمن الدول التي تعد أكثر جفافا، فقد ذكر ذلك رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في مؤتمر قمة المناخ قائلًا: «مصر تواجه التحديات الثلاثة : المياه والأمن الغذائي وتغير المناخ، حيث تعتبر من أكثر دول العالم جفافاً، وتعتمد فقط على نهر النيل في توفير مواردها المائية المتجددة».

وتعمل مصر جاهدة على مواجهة الجفاف وندرة المياه وذلك بإنشاء محطات التحلية، فذكرت مجلة «كونستركشن ريفيو أونلاين» الدولية، إن مصر تخطط لبناء 21 محطة لتحلية مياه البحر بصفقة قيمتها 3 مليارات دولار.

ويشهد العراق قلة في الأمطار ومناسيب الأنهار، فهو الموسم الأكثر جفافا منذ 92 عامًا، لذلك يعمل المواطنون على الإكثار من حفر الآبار واستخراج المياه الجوفية، ليتمكن المزارعون من الاعتناء بمحاصيلهم.

ويقول المزارع الفتلاوي، صاحب الـ54 عامًا، إنه يزرع منذ سنوات عدة الأرز والحنطة في حقله في محافظة النجف في جنوب العراق ويؤكد أنه لا توجد مياه.

بينما أوضح صلاح الفرعون، البالغ من العمر 75 عامًا، لموقع «فرانس برس»، أنه يعمل في الزراعة منذ طفولته، فهو يزرع الحنطة في الشتاء والأرز في الصيف، لكن أصبحت الزراعة الآن محدودة بسبب قلة المياه.

وفي الصين ذكرت وكالة «رويترز»، أنه في حوض نهر اليانغتسي يكون الجو جافًا جدًا، ويخوض المزارعون معركة كبيرة لإنقاذ التربة.

وتقول كارولين أولسون، صاحبة الـ55 عامًا، أنها فعلت كل ما في جهدها لحماية مزرعتها التي تبلغ مساحتها 1100 فدان بالقرب من كوتونوود، لكن العواصف المطيرة جرفت الكثير من التربة خلال موسم الزراعة.

وتشهد تونس، أيضًا أزمة جفاف كانت لها آثار واضحة على الإنتاج الزراعي، وأصبحت الدولة تعتمد على توريد الحبوب على رغم الأزمة الاقتصادية.

وبحسب أرقام رسمية، فإن حصة الفرد من الماء لا تتجاوز 400 متر مكعب في السنة، وقد تنخفض النسبة  في السنوات المقبلة لتصل إلى 350 مترًا مكعبًا سنويًا، وهي أقل من الكمية التي حددتها منظمة الصحة العالمي.

أما ليبيا فكانت «يونسيف» قد حذرت قبل ذلك من الجفاف الذي يحدث بها والذي سيؤدي إلى كوارث اقتصادية، وأوضحت المنظمة في بيان سابق أن أزمة جفاف ستضرب ليبيا إذا لم يتم وضع حلول سريعة لمشكلات المياه، فالجفاف جعل الملايين عرضة لندرة المياه.

الجدير بالذكر، أنه كانت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزارعة قد أوضحت خطتها في مواجهة مخاطر الجفاف والعطش، وذلك بالتركيز على مصادر المياه غير التقليديّة، عبر التخطيط والإدارة والدراسة الاقتصاديّة، ومن أهم تلك المصادر: المياه العادمة المُعادة معالجتها، والمياه شبه المالحة والمالحة، ومياه الصرف الزراعي.

وأكدت المنظمة على ضرورة التوعية والإرشاد بشأن قضية ندرة المياه، وتوفير قواعد بيانات وافية عن المياه الجوفيّة، وتحفيز البحث العلمي، والعمل على تطوير التقنيات المائيّة، والدراسة العميقة لعلاقة المياه مع الغذاء والطاقة، وتنمية الغابات والأشجار خصوصاً في الأراضي المتدهورة ومكافحة التصحّر.