قصة حب وعشق وكفاح، يكتبها عم مصطفى محمود، الشهير بـ«مصطفى كرة»، الذي يعمل في صناعة وتصليح الكور، منذ أكثر من 50 عامًا، في مهنة توارثها عن والده.
ويُعد عم مصطفى، من أقدم الأشخاص الذين يعملون في مجال تصليح وتصنيع الكرات بأنواعها، واتخذ منطقة باب الخلق، مقرًا لمهنته، ويأتيه الزبائن من كل الأندية والمحافظات.
ويؤكد عم مصطفى، أن هذه المهنة تعلمها بعمر صغير من والده، منذ أن كان في عمر السابعة عشرة، وبعد وفاته قرر استكمال المسيرة والعمل بهذه المهنة.
وأشار إلى أن تصليح الكرة بأنواعها يحتاج لمهارة شديدة، حيث يصلح الشقوق والأخرام ويغير الكَفر الخارجي والداخلي، ما يعيدها كالجديدة تمامًا، بأسعار بسيطة.
وأضاف، أنه حرص على تعليم أبنائه الثلاث تعليمًا جامعيًا، بالإضافة إلى أنهم تعلموا منه أصول الصنعة، ويعملون الآن مهندسين في شركة.
ويشير عم مصطفى، إلى أنه كان يعمل في صناعة الكرات، ولكن بعد دخول الصين السوق المصرية، أصبح يعمل الآن على تصليح الكور فقط: «والدي أصلًا بتاع كورة وكان بيصنع وأنا كنت بساعده، ومع مرور الوقت الصين دخلت، فضربت الصناعة، وبعد كده الناس كانت بطالبني إني أصلح، وعشان اتحولت من صناعة الكورة لتصلحها».
ويقول عم مصطفى عن صناعة الكور: «بنجيب الجلد ونفصله مربعات، وبعد كده نبدأ نجمعه، ونفصله ونبطنه ونحطله الداخلي بتاعها، لحد ما تبفى كورة، وكنا بنعمل كورة متفرقش عن المستوردة، وكانت تنافس الكور المجري، أفضل كورة في هذا العصر».
وأوضح عم مصطفى، أنه كان يتعامل مع أندية ونجوم كبار: «كان بيتعامل معايا نجوم أندية، أبرزهم حسين الشحات، نجم منتخب مصر والنادي الأهلي، كان بيجي مع والده، وكان دايمًا يقولي الواد ده لعيب ونفسي أوديه نادي، لحد ما ربنا كرمه، وكان بيلعب ساعتها في نادي مدينة نصر».
وعن طبيعة عمله في الوقت الحالي، يقول عم مصطفى: «حاليًا بيجيلي ناس من محافظات مصر كلها، فمعظم الناس تفضل إصلاح الكرات بدلًا من شراء أخرى جديدة، نظرًا لارتفاع أسعار الكورة، فأقل كورة الآن لا يقل سعرها عن 200 جنيه».
