الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

"ذا ديبلومات": محللون يشككون في اختبار بيونج يانج إطلاق صاروخ "هوانسونج 17" في مارس الماضي

صاروخ هوانسونج 17
صاروخ هوانسونج 17
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شكك محللون دوليون في صحة مقطع فيديو دعائي أذاعته كوريا الشمالية أواخر مارس الماضي، ويُظهر تجربة إطلاق صاروخ "هوانسونج-17" الباليستي العابر للقارات، أقوى صواريخها من حيث المدى ويُعرَف بالصاروخ "الوحش" في 24 مارس الماضي.
ووفقًا لتقرير نشرته مجلة "ذا ديبلومات"، المتخصصة في الشأن الآسيوي، يزعم بعض المحللين أن الصاروخ الذي ظهر في الفيديو الدعائي هو في الحقيقة صاروخ "هوانسونج-15" بحمولة متفجرة أقل من المذكورة في الفيديو، وأن عملية الإطلاق المعروضة في الفيديو هي محاولة إطلاق فاشلة يرجع تاريخها إلى 16 مارس.
وأوضحت المجلة أنه رغم عدم وجود أي دليل مباشر يثبت أن الصاروخ الذي جرى إطلاقه في الفيديو الدعائي ليس صاروخ "هوانسونج-17"؛ إلا أنه ثمة أدلة تشير إلى محاولة كوريا الشمالية دمج مقاطع من فيديو الإطلاق السابق في مشاهد الفيديو الدعائي، مما أثار شبهات تزييفه.
من جانبها، لم تُبد وزارة الدفاع اليابانية في أن الصاروخ الذي ظهر في الفيديو الدعائي هو صاروخ "هوانسونج-17"، بل وأشار بعض النقاد السياسيين إلى مجرد تعديل الحمولة المتفجرة أو كمية الوقود في صاروخ "هوانسونج-15" ليس من المحتمل أن ينتج عنه هذه الطفرة الكبيرة في مدى الصاروخ.
على جانب آخر، ترى وزارة دفاع كوريا الجنوبية، ويتفق معها في ذلك العديد من المحللين الدوليين، أن الصاروخ الذي جرى إطلاقه في 24 مارس ما هو إلا صاروخ "هوانسونج-15" خضع للتمويه ليبدو وكأنه صاروخ "هوانسونج-17"، بل زعمت الوزارة أيضًا اتفاق الاستخبارات الأمريكية مع هذا التقييم؛ في حين لم تُبد الولايات المتحدة رأيها في هذا الشأن بالتأكيد أو النفي.
وأشارت المجلة إلى تجربة إطلاق إحدى الصواريخ العابرة للقارات في 18 نوفمبر الماضي، والتي ظهر فيها مسار طيران يشبه إلى حد كبير مسار طيران الصاروخ الذي جرى إطلاقه في 24 مارس، ما حدا ببعض المحللين إلى اعتقاد أن الصاروخ الذي ظهر في الفيديو الدعائي هو صاروخ "هوانسونج-15" وذلك قبل أن يتبين أن الصاروخ الذي جرى إطلاقه في 18 نوفمبر كان صاروخ "هوانسونج-17".
وعن الأسباب التي ربما تؤكد حقيقة إطلاق كوريا الشمالية صاروخ "هوانسونج-17" في الفيديو الدعائي المذكور، أشارت المجلة إلى تقرير نشره موقع "38 نورث" الإلكتروني الأمريكي المتخصص في شئون كوريا الشمالية، حيث أوضح التقرير أن صاروخ "هوانسونج-15" – الذي جرَّبت كوريا الشمالية إطلاقه مرة واحدة فقط منذ خمس سنوات – ليس بالصاروخ الذي قد تعتمد عليه كوريا الشمالية وترى فيه ما يحقق مآربها، مقارنة بصاروخ "هوانسونج-17".
كما أشار تقرير موقع "38 نورث" إلى سجل كوريا الشمالية الحافل بتجارب إطلاق الصواريخ المتعاقبة، ما يجعل تكرار تجربة إطلاق صاروخ "هوانسونج-17" من جانب كوريا الشمالية أمرا لا غرابة فيه، فضلا عن اقتناع سلطات كوريا الشمالية بقدرة الاستخبارات الأمريكية على كشف نوع الصواريخ التي يجري إطلاقها في مثل هذه التجارب، ما يترتب عليه تضاؤل فرص الاستفادة من أي تزييف في هذه الشأن.
وأضاف التقرير أن إطلاق صاروخ عابر للقارات بحمولة متفجرة مشكوك فيها من شأنه أيضا تضييع فرصة ثمينة لتجربة صاروخ برأس حربية فعلية، هذا فضلا عن المشاهد الاحتفالية الدرامية التي يظهر فيها القائد الأعلى مع فريق تطوير الصواريخ ويبدو فيها من المغالاة ما يُستبعد معه فرضية إعادة إطلاق صاروخ سبق تجربته منذ خمس سنوات.
ووفقًا لمجلة "ذا ديبلومات"، يخدم برنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي غرضا مزدوجا يتمثل في تطوير تقنية ردع عسكرية من جانب، وتوفير ورقة ضغط تعتمد عليها في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة لتحسين العلاقات وتخفيف العقوبات التي تفرضها الأخيرة على بيونج يانج من جانب آخر.
يُذكر أنه بعد فشل قمة "هانوي"، التي جمعت رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الوصول إلى أي اتفاق بخصوص الملف النووي لبيونج يانج في يناير 2019، أصبحت كوريا الشمالية تتشكك في أي نية لدى أمريكا لتخفيف العقوبات بدون إيقاف برنامج بيونج يانج النووي بالكامل، مما دفع الأخيرة إلى إحجامها المتزايد عن أي طلبات للتفاوض والاتجاه بدلا من ذلك إلى تسريع برنامج تسلحها مع محاولة تعزيز علاقاتها مع حلفائها التقليديين.