الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الاحتفال بميلاد المسيح رسالة ملؤها السلام للشعوب.. أنوار الميلاد وسط الركام بسوريا.. والفاتيكان يدعو لتعضيد الأوكرانيين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحتفل الكاثوليك بعيد ميلاد المسيح في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر من كل عام، في حين تحتفل معظم الكنائس الأرثوذكسية بالمناسبة ذاتها في 7 يناير من كل عام، وتحتفل الكنائس الأرمينية به في 6 يناير؛ فهل يختلف المسيحيون على موعد ميلاد المسيح؟

المسألة لا علاقة لها بتاريخ ميلاد المسيح الفعلي، بل بحسابات فلكية وباختلاف التقاويم التي اعتمدت لقياس الأشهر والفصول على مر العصور، منذ نشأة المسيحية الأولى والأكيد أن التاريخ الدقيق لميلاد المسيح كما يرد ذكره في الأناجيل، أو النبي عيسى كما يرد ذكره في القرآن، غير معروف، ولا يمكن تأكيده والحقيقة أن تاريخ العيد المحتفل به اتفق عليه على مرّ السنين لأسباب يعيدها بعض المؤرخين إلى التلاقح بين طقوس الجماعات المسيحية الأولى، والعادات الوثنية التي كانت سائدة في مناطق واسعة من الإمبراطورية.

ومع اقتراب عيد الميلاد، ذكر البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، أنّه من الجميل الاحتفال بالميلاد والتّعبير عن البهج، داعيًا إلى "تقليص نفقات الاحتفال وإلى الاحتفال بشكل أكثر تواضعًا، وبالتّالي إلى إرسال ما يتمّ ادّخاره إلى الشّعب الأوكرانيّ الّذي هو في عوز ويعاني كثيرًا" من الجوع والبرد، ومن موت كثيرين بسبب عدم توفّر الأطبّاء والممرّضين بشكل سريع؛ مختتمًا بقوله: "نعم لعيد الميلاد، نعم لسلام العالم ولكن مع الأوكرانيّين في القلوب ومن خلال هذه اللّفتة الملموسة".

فيقول الأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي للسينما المصرية إن مدة صوم الميلاد تختلف باختلاف الكنائس فإن الكنيسة القبطية والإثيوبية والإريترية تدخل الصيام لمدة ٤٣ يوماً، بينما تبدأ الكنيسة الكاثوليكية صوم الميلاد يوم 9 ديسمبر، وتنهى يوم 25 ديسمبر يوافق عيد الميلاد "الكريسماس"، بينما تبدأ كنيسة الروم الأرثوذكس صوم الميلاد يوم  15 نوفمبر والاحتفال 25 ديسمبر، وتختلف الاحتفالات مع اختلاف التقويم لكل كنيسة.

أبشّركم بفرح عظيم تلك الجملة كانت بداية حديث البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بمناسبه ميلاد المسيح فقال ما أجمل أن يُعلِن الإنسان، كلُّ إنسانٍ، من موقعه، خبرًا يُولِّد الفرح في قلوب سامعيه المنتظِرين الخبر السَّارّ فهكذا فعل الملاك مع رعاة بيت لحم السَّاهرين اليقظين في ظلمة ذاك اللَّيل الذي اخترقه نور المولود الإلهيّ: "أبشّركم بفرحٍ عظيمٍ يكون للشَّعب كلِّه: لقد وُلد لكم اليوم المخلِّص، يسوع المسيح، في مدينة داود" (لو 10:2) فتَنادَى الرُّعاة وأَسرَعُوا إلى بيت لحم: ذهَبُوا، ورَأَوا، وأخبَرُوا بالكلمة التي قيلت لهم من الملاك.

ثمَّ رجعوا وهم يُسبِّحون الله ويُمجِّدونه على ما رأوا وسمعوا ومعروفٌ عيد الميلاد بأنَّه عيد تبادل الهدايا والفرح بالميلاد، الإله أهدانا الأرض ويوسف ومريم أهدانا حبَّهما وحنانهما وعنايتهما، المزودُ دفء القشِّ والبهائم، الرُّعاةُ الحليب واللَّبن واللَّحم، المجوسُ الذَّهب والمُرَّ واللُّبان، أمَّا هيرودس وأعوانه فالحقد وقرار القتل خوفًا على عرشه ومن عيد المسيح ندعوكم للحب والرحمة والتسامح وقبول الآخر.

وصرح الأب بولس ساتي المدبر البطريركي للكنيسة الكلدانية بمصر بأن شهر ديسمبر بدأت معه تباشير وزينات الكريسماس المبهجة .. لكننا نود أن يؤكد الآباء والأمهات والخدام لأطفالهم، وسط هذا كله، أن نجم الميلاد هو الطفل "يسوع" وليس سانتا أو بابا نويل (حتى لو كان أصل الشخصية هو القديس نيقولاوس) تلك الشخصية الخيالية التى صار الطفل يسعى لإرضائها لأنها تمتلك مكافأته أو معاقبته!

لننتبه لأى اتجاهات أو تقاليد مستحدثة تقلل من مركزية شخص المسيح فى الكنيسة وأعيادها، وتزيحه جانباً بشكل تدريجى هادئ (حتى فى يوم عيده) لحساب شخصية خيالية ينشأ الطفل على محبتها ومخافتها لأنها هى من ستعطيه ما يحب.

وقال الكاهن العراقي الأب ألبيرت هشام "كلّ نسمةٍ فلتهلل للربّ" (مزمور 150: 6) والآن نعايد بمغارة كنيسة تهنئة العذراء مريم - زيونة 2022 فوسط الفوضى العارمة التي جرفنا فيها العالم، ننسى غالباً أن نسبّح الربّ على وجوده معنا، بل على إصراره أن يولد بيننا هذا العام أيضاً، بالرغم من إصرارنا الخاطئ على ألاّ نراه متجسّداً فينا وبيننا! 

إنه يولد ليعلّمنا أن المسيحية لا تؤمن بالطبقية؛ فلا يوجد أحدٌ أفضل من أحد إلاّ بالخدمة المتواضعة التي تجعلنا نتعاون مع بعض لبناء الملكوت في منطقتنا، كنيستنا، قريتنا، مدينتنا.

الآلات الموسيقية تعلّمنا هذا التواضع والتعاون بدلاً من التفاخر والتكبّر الفارغ ؛ فلا ترفع آلة صوتها على الأخريات، بل تعزف وهي تصغي باهتمام لزميلاتها، فتخرج أنشودة مجدٍ لربّنا الذي وحّدنا بميلاده.

وأضاف الأب مارتن بني الكاهن الكاثوليكي قائلا تزيين شجرة عيد الميلاد في ساحة الحطب، التي تعد واحدة من أقدم ساحات مدينة ⁧‫حلب⁩ السورية، بين ركام المنازل المدمرة حيث ولد المسيح وسط الحظيره ووسط الدمار والخراب، فهو يريد أن يكون قريباً من كل المعذَّبين والمتألمين والمضطهدين وهكذا عشنا الميلاد في السنوات التي مضت في مدينتنا الموصل، حينما كانت مدمرة وفي هذا العيد نُصلي من أجل شقيقتها حَلَب كي تعود مدينة حيَّة بسواعد أبنائها وتستعيد بريقها مرة أخرى

 

البطريرك الكلداني يدعو للصوم ثلاثة أيام

ودعا البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو المؤمنين في كل مكان، إلى الصوم لمدة ثلاثة أيام 21، 22، 23 ديسمبر 2022 من أجل السلام في العراق والعالم وقال البطريرك ساكو، إنّ “عيد الميلاد ليس مجرّد الاحتفال بذكرى مرّت قبل ألفي سنة، والاحتفال به فولكلوريًا، إنما الميلاد وعيّ وإيمان باستمرار حضور الله بيننا، حضورٌ أبديّ بمحبة ورحمة، لذا يتوجب علينا الاستعداد له بصوم يُعيدنا إلى بشرى الميلاد: ”المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام، ويُعيننا على ترسيخ القيم الإنسانيّة والروحيّة".

أضاف "ساكو": "لنفكر بهذا الصيام الخاص بمساعدة العائلات المتعففة في مُجمَّع مريم العذراء بحي الزيونة في بغداد، الذين اُجبروا على تركه، ومُجمَّع البطريركية في الميكانيك، والعائلات المحتاجة الى المساعدة في الإبراشيات والخورنات وأنه صوم من خلال التركيز أكثر على الصلاة والتوبة والامتناع عن تناول اللحوم والأسماك وشرب الكحول، وخصوصًا الامتناع عن الرذائل: الكلام الباطل، الغضب، الحسد، الكبرياء، الجشع والبخل، وبالمقابل القيام بأعمال البِر والخير والإحسان.

 

رئيس رابطة كاريتاس في لبنان

ومع اقتراب الاحتفال بعيد الميلاد تنظم رابطة كاريتاس والكنيسة المحلية في لبنان حملات ترمي إلى توزيع الهدايا على الفقراء وخلوات روحية تساعد المؤمنين على الاستعداد للاحتفال بهذا العيد، الذي يأتي هذا العام مطبوعاً بالفقر والعوز، وسط تنامي التوترات الاجتماعية والسياسية. للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع رئيس رابطة كاريتاس الذي ذكّر بأن يسوع هو جوهر الاحتفال بعيد الميلاد.

تستعد بلاد الأرز للاحتفال بالأعياد وسط غياب اتفاق بين القوى السياسية حول انتخاب رئيس للجمهورية، بعد شهر ونصف من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، ما ولد فراغاً سياسياً في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية لا سابق لها. المسيحيون في لبنان يعيشون هذه الأعياد برجاء متجدد، وبروح من التأمل في سر ولادة الرب يسوع. كما أن فقر العائلة المقدسة ينعكس في آلام ومعاناة الشعب.

إذ تشير المعطيات إلى أن نسبة ثمانين بالمائة من المواطنين تعيش اليوم دون عتبة الفقر، بسبب التضخم المالي وتراجع قيمة الليرة اللبنانية بنسبة تسعين بالمائة في أقل من ثلاث سنوات. بعد سنتين من القيود المفروضة بسبب جائحة كوفيد بات اليوم بإمكان اللبنانيين أن يحتفلوا بالأعياد الميلادية، وأن يشاركوا في القداديس والاحتفالات الليتورجية بكل حرية، ويُقدر عدد اللبنانيين المغتربين الذين سيزورون بلادهم خلال هذه الفترة بالآلاف.

وللمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب ميشال عبود، رئيس رابطة كاريتاس لبنان، الذي أكد أن كل النشاطات التي تقوم بها الرابطة حالياً تأخذ في عين الاعتبار الاحتفالات الميلادية، لافتا إلى وجود العديد من العائلات التي تفتقر إلى الإمكانات المادية للاحتفال بالعيد، وقال إن هذا أمر مؤسف جداً، خصوصا أنه عيد الميلاد الأول الذي يُحتفل به بعد جائحة كوفيد ١٩.

وأوضح الأب عبود أنه بغية مساعدة العائلات اللبنانية على عيش فرحة الميلاد تقوم رابطة كاريتاس لبنان بجمع الهدايا التي ستوزَّع على أهالي الأطفال الفقراء، كي يجدوها تحت شجرة الميلاد. وأوضح أن هؤلاء الوالدين يستطيعون التوجه إلى مراكز كاريتاس واستلام الهدايا دون الكشف عن هويتهم، تفادياً للإحراج. لذا طلبت الرابطة من جميع العائلات الميسورة في لبنان أن تعتبر أن لديها طفلاً إضافيا تفكر به ليلة الميلاد، وتساهم في هذه الحملة الخيرية.

تابع الأب عبود حديثه مذكرا بأن العائلة المقدسة عانت هي أيضا من الفقر والعوز، مضيفا أن كاريتاس تساعد الأشخاص أيضا على الاستعداد روحيا للاحتفال بعيد الميلاد، كي لا ينسوا أن الرب يسوع يبقى محور هذا العيد. وقال بهذا الصدد: لسنا أول من يعاني من الوضع الاقتصادي الخطير، لكن على غرار القديسَين يوسف ومريم باستطاعتنا أن نعتمد على العناية الإلهية.

وأضاف: لا يكون الإنسان مذنباً إذا كان فقيرا، لكن يجب ألا يُفقدنا هذا الوضع إيماننا. ولفت في الختام إلى أن رابطة كاريتاس، وانطلاقاً من هذا المبدأ، تعمل على المستوى الروحي وعلى المستوى الخيري: فهي تحدّث الأطفال عن حياة يسوع وعن مجيئه من أجل البشرية، وتقدم لهم أيضا فرصة للحصول على هدية.

وعن بيروت فيترأّس راعي إبراشيّة بيروت الكلدانيّة المطران ميشال قصارجي احتفالات عيد الميلاد ورأس السّنة والدّنح في رعيّة مار رافائيل رئيس الملائكة- بيروت، بحسب البرنامج التّالي الاربعاء ٢١ ديسمبر رسيتال ميلاديّ يحييه تلامذة مدرسة مار توما الرّسول، يليه توزيع هدايا العيد وقدّاس العيد وقدّاس تهنئة العذراء وتذكار الموتى وقدّاس رأس السّنة الميلاديّة وقدّاس عيد الدّنح وتبريك المياه.

وعن الموصل بالعراق؛ فقال مطران العراق المطران فراس دردر مطران البصره للأقباط السريان الكاثوليك سنصلي نحن رعية القلب الأقدس للصلاة والتبرك وغرف النعم من طفل الميلاد المبارك، واستعدادًا لعيده المجيد فهلموا للمشاركة معنا في صلاة "تساعية عيد الميلاد" والتي ستبدأ في يوم الجمعة ١٦ ديسمبر ٢٠٢٢ الساعة ٥ مساءً في رعية القلب الأقدس للسريان الكاثوليك وعن الميلاد فقال الأسواق والمتاجر و”المولات”.

وتشهد العراق استعدادات واسعة للاحتفال بأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة، حيث تم عرض أنواع مميزة من أشجار أعياد الميلاد بأحجام وأشكال وألوان جذابة، فضلا عن مواد إنارة وهدايا أعياد الميلاد وهذا الاحتفال سيجمع الطوائف لتبادل التهاني.