كشف تقرير نشرته صحيفة صينية أن عدد الكوادر السياسيين القادمين من خلفيات لأقليات عرقية، المنضمين إلى اللجنة المركزية الجديدة للحزب الشيوعي، قد سجل أدنى مستوى له في العشر سنوات الأخيرة.
وبينت صحيفة "سوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية، أن عدد الكوادر من الأقليات الأخرى الذين ينضمون إلى القيادة السياسية والحزبية للبلد، قد تراجع بشكل غير مسبوق، إذ يتم إجبار الأقليات الأخرى على تعلم اللغة الصينية.
ونقلت الصحيفة عن خبراء أن التنوع العرقي في البلاد لم يكن من أولويات الرئيس الصيني شي جين بينج، مشيرين إلى أن الحزب الشيوعي الحاكم تحت قيادة بينج يسعى بشكل أساسي إلى تعزيز اللغة الصينية، واحتضان الهوية الوطنية الصينية المشتركة، والحصول على الدعم للنظام العام.
وقال الباحث في مركز جامعة برينستون للصين المعاصرة، آرون جلاسرمان، إن سياسات الصين العرقية كانت معروفة في السابق باحترام العادات واللغات والهويات العرقية، لكن إعادة صياغة القواعد بسرعة، ربما تنفر الأشخاص الذين دعموا النظام منذ فترة طويلة، خاصة من الأقليات.
ويوجد في الصين 55 من الأقليات العرقية من غير الهان التي يشكل أعضاؤها 125 مليون ما يقرب من 9 في المائة من سكان البلاد - و7 ملايين منهم أعضاء في الحزب.
وانخفض عدد كوادر الأقليات العرقية من بين أعضاء في اللجنة المركزية الجديدة، المكونة من 205 عضوا، التي تم الكشف عن تشكيلها في المؤتمر الأخير، إلى 9، مقارنة بـ 17 عضوا، في مؤتمر اللجنة السابقة، ليصبح نصيب الأقليات 4.39% فقط.
وعلقت أستاذة العلوم السياسية في كلية بروفيدنس الأمريكية على هذا الانخفاض بالقول إن الرئيس الحالي يفضل كسر الأعراف التقليدية داخل الحزب الحاكم، مشيرة إلى أن الحفاظ على تمثيل الأقليات لم يعد يلقى اهتمام من قبل الرئيس تشي جين بينج.
تشير الصحيفة أنه خلال العامين الماضيين، تم تعيين اثنين من كوادر الهان (العرقية الحاكمة) لرئاسة لجنة الشؤون العرقية الوطنية، وهو دور كان تشغله تقليديا كوادر الأقليات. وكان قد تم تعيين تشين تشيوجيناج، ( من عرقية الهان )محل الكادر المنغولي باجتاور، كسكرتير للحزب في اللجنة، في عام 2020، قبل استبدال تشين بكادر آخر من الهان، وهو بان يو، في يونيو من هذا العام.
وينتاب الأقليات مخاوف من تقديم تعديلات أكثر صرامة لإزالة الفروق العرقية في السنوات القادمة، لاسيما مع توسيع انتشار اللغة الصينية لعرقية الهان الحاكمة.
يوضح التقرير أن تشين تشيوجيناج الذي تولى لجنة الشؤون العرقية قد وسع من سياسة تعليم اللغة الصينية في منغوليا الداخلية، خلال العامين الماضيين، وهو الموقف الذي أثار استياء واحتجاجات غاضبة.
ورغم الاحتجاجات، لم يتم التراجع عن هذه السياسات، بل كرر المسؤولون الصينيون أهمية اللغة الصينية في "تكوين شعور قوي بالمجتمع للأمة الصينية".
تمول بكين مراكز بحثية ومناهج مدرسية جديدة "لتشكيل حس عام بالهوية الوطنية الصينية"، وفقًا للجنة الوطنية للشؤون العرقية.
العالم
صحيفة صينية: الحفاظ على تمثيل الأقليات لم يعد ضمن اهتمام الرئيس شي
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق