ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بقصة الطالب أحمد خالد، الذي أصيب بشلل رباعي نتيجة دخوله في تحدٍ خطير من تحديات "التيك توك"، يسمى تحدي "قوة التحمل".
بدأت قصة الطالب أحمد خالد، بمنطقة العبور باتفاقه مع زملائه في المدرسة على تجربة تحدي "ارمِ صاحبك" الموجود على تطبيق "تيك توك"، وتلتف مجموعة من الأصدقاء في شكل دائرة حول صديق يختارونه، ويلقونه في الهواء، ثم يتركونه يقع أرضا لمعرفة مدى قوة تحمله، ويفوز الصديق في حالة عدم تعرضه لأي ضرر.
لكن وقع ما لم يكن في الحسبان حيث تعرض أحمد وهو بطل الجمهورية في لعبة الجودو، لإصابة بكسور في عموده الفقري وقطع في النخاع الشوكي ما أدى إلى حالة شلل.
ومن جانبه، وصف الطبيب المعالج للطالب، الدكتور بيشوي نجيب، اختصاصي جراحة العظام والمفاصل، الحادثة بأنها من أسوأ ما شهده خلال عمره المهني، قائلًا: “ولد عمره 13 سنة نُقل للمستشفى وهو لا يتحرك، وبعد الفحص وعمل الأشعة تبين أنه يعاني من حالة شلل، وأحمد مصاب بكسر في الفقرات العنقية وضغط شديد على النخاع الشوكي والأمل في شفائه ضعيف”.
أما مدرسة أحمد التي تصنف بأنها "دولية" بمدينة العبور فأصدرت بيانا إعلاميا جديدا بشأن واقعة أحدث ضحايا "التيك توك"، مؤكدة أن الحادث الأليم وقع بعد نهاية اليوم الدراسي أمام أحد المولات التجارية بمدينة العبور وليس داخل المدرسة.
الألعاب الإلكترونية القاتلة
وتلك اللعبة ليست الأولى الموجودة على التطبيقات الإلكترونية التي وصمت بأنها لعبة قاتلة، حيث ظهرت خلال السنوات الماضية العديد من الألعاب التي حذرت منها العديد من الدول مثل لعبة «تحدي تشارلي»، لعبة «الحوت الأزرق»، لعبة «البوكيمون جو»، لعبة «مريم»، لعبة «جنية النار».
وفي أكتوبر الماضي انتقل تحد منتشر بشكل كبير على تطبيق الفيديوهات القصيرة "تيك توك" إلى مدارس مصر، ويعرف باسم "لعبة الموت"، ما دفع السلطات وغيرها إلى التحذير من خطورة هذه اللعبة على حياة الطلبة.
وأكدت وزارة التربية والتعليم أنها "رصدت قيام بعض الطلاب في عدد من المدارس التابعة لإدارات تعليمية مختلفة بممارسة لعبة خطرة يحاولون خلالها تطبيق لعبة على الإنترنت وخلال خطوات اللعبة تحدث حالة من الإغماء وتعرض حياة الطالب للخطر".
وتابعت الوزارة أنها "وجهت جميع الإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية بالتنبيه على مديري المدارس مراقبة أي أنشطة غير معتادة يقوم بها الطلاب قد تضر بهم، وتنفيذ حملات توعية بأضرار الألعاب الإلكترونية التي يسعى بعض الطلاب لتطبيقها على أرض الواقع".
وطالبت "أولياء الأمور بمراقبة سلوك أبنائهم على الهواتف الذكية وتوعيتهم بمخاطر الألعاب الإلكترونية باعتبارهم شريكا أساسيا مع الوزارة في تربية الطلاب".
الرقابة الأسرية
من ناحيتها قالت دكتورة دينا الهلالي، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب والاستشاري النفسي، إنه يجب أن تكون هناك رقابة على أي منصة رقمية خاصة لو كانت متاحة لاستخدام الأطفال بعد وقائع اللعب التحديات وتحدي كتم الأنفاس - والقفز إلى أعلى، ولعبة تشارلي التي أدت إلى أذية طالبيتين بمدرسة بإمبابة.
وطالبت "الهلالي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، الآباء بأن يكون لديهم الوعي والوقت لإدراك ما يتعرض له طفلهم، خاصة أن الهاتف المحمول أصبح متاحا للطفل في المرحلة الابتدائية وهي مرحلة تشكل الوعي لديه.
وتابعت "الهلالي" أنه لا بديل عن الرقابة الأسرية بشأن الهاتف، وهناك تطبيقات تسمح برؤية ما يستخدمه الأطفال وتلك ليست مراقبة لهم بل حماية لهم، رافضة فكرة إدراج الأمر تحت بند "التجربة" وجعل الأمر مفتوحا له.
وأضافت: العلاقة بين الطفل ووالديه مهمة جدا ويجب أن تقوم على الصداقة والاتفاق على أن الطفل سيقوم بعمل أي شىء أمام عيني، بدلا من القيام به من خلفي، فالفضول عند المراهقين يزيد بالمنع ويبنى معه أيضا "العند" في تنفذ الممنوع.
وضربت مثالا عن تحديات "تيك توك" القاتلة، قائلة "إذا وجدت ابني يريد تجربتها، أبدأ بجعله يشاهد ما ينفره منها، مثل الوقائع الشهيرة التي أودت بحياة مراهقين في سنه، أو إصابات بالغة الخطورة بسبب تلك التحديات، وفي حالة إصراره على تجربتها تأتي ثقافة العقاب من منعه من الهاتف أو محادثة من يقوموا بجره إلي تلك التحديات".
الصحة النفسية
وقالت فاطمة الزهراء المكاوي، مؤسس منصة برومنتال لتقديم برامج التوعية بالصحة النفسية بالمدارس، إن الرقابة التربوية مسئولية المدرسة مع الوالدين بالمنزل، مشيرة إلى ضرورة وجود توعية بالمشاكل السلوكية والنفسية المصاحبة لكل مرحلة عمرية للمدرسين والإدارة المدرسية لمعرفة كيفية التعامل الصحيح مع كل مشكلة تواجههم داخل الفصل الدراسي.
واستكملت "فاطمة"، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنه بمجرد ظهور أعراض أي اضطراب نفسي أو سلوكي دون التدخل من متخصص أو اللجوء إلي ولي الأمر ينتج عن هذا طول في مدة تعديل السلوك وتأثيره المباشر وغير المباشر علي الطالب وزملائه في محيطه الدراسي.