رأي معهد دراسة الحرب، ومقره الولايات المتحدة الأمريكية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيحاول خلال زيارته لمينسك يوم الإثنين المقبل، ممارسة المزيد من الضغط على ألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا، للموافقة على نشر قوات بيلاروسية في أوكرانيا.
وذكرت أحدث مراجعة لمعهد دراسة الحرب -نٌشر على موقعه الإلكتروني اليوم /السبت/- أن "زيارة بوتين إلى مينسك قد تشير إلى أن بوتين يحاول وضع شروط هجوم متجدد ضد أوكرانيا - ربما ضد شمال أوكرانيا أو كييف - في شتاء عام 2023".
وفي الوقت نفسه، يتذكر المحللون الأمريكيون تقييماتهم السابقة بأن احتمال شن حرب روسية ثانية على أوكرانيا من بيلاروسيا منخفض، رغم أنه ممكن.
وأشار المعهد إلى أنه "لا يزال من غير المحتمل للغاية أن تغزو القوات البيلاروسية أوكرانيا بدون قوة ضاربة روسية، وليس من الواضح على الإطلاق أن لوكاشينكو سيلزم القوات البيلاروسية بالقتال في أوكرانيا حتى إلى جانب القوات الروسية، ولا توجد هناك مؤشرات على أن القوات الروسية تشكل قوة ضاربة في بيلاروسيا".
وفي الوقت نفسه، يضيف خبراء أمريكيون، أن الاجتماع بين بوتين ولوكاشينكو سيسهم على الأقل في خلق حالة نفسية تهدف إلى كسر إرادة أوكرانيا للمقاومة ورغبة الغرب في دعم أوكرانيا.
وأضاف المعهد أن هذا الاجتماع "سيعزز العملية الإعلامية الروسية المصممة لإقناع الأوكرانيين والغربيين بأن روسيا قد تهاجم أوكرانيا من بيلاروسيا وتشكل الضربات الروسية المستمرة ضد كييف ونشر القوات المستمر في بيلاروسيا والخطاب العدائي المستمر جزءًا من هذه العملية الإعلامية".
وفي الوقت نفسه، يُلاحظ أنه نظرًا لأنه من غير المرجح أن ينجح الكرملين في كسر إرادة الأوكرانيين بالمقاومة، فقد يكون هدف موسكو هو إقناع الغرب بعجز أوكرانيا عن تغيير الخطوط الأمامية الحالية بشكل كبير وأن الحرب " في طريق مسدود بشكل فعال ".
ويؤكد المعهد أن هذا التقييم غير دقيق وأن أوكرانيا لديها فرصة جيدة لاستعادة تضاريس حرجة كبيرة في الأشهر المقبلة.
وفي سياق آخر، أفادت وكالة أنباء "تاس" الروسية، اليوم /السبت/، نقلا عن مصدر في الحكومة الروسية، بأن الحوار بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) أصبح أمرًا غير وارد في ظل التطورات الحالية.
وقال المصدر - في تصريحات خاصة لـ"تاس"، نُشرت على موقعها الإلكتروني - إن العلاقات بين موسكو والناتو حاليا متدهورة لدرجة أنه "عند ظهور ممثلي الناتو كمنظمة في المنصات الدولية والعالمية، سنطالب بعدم حضورهم"، مضيفًا أن ذلك باستثناء منصات معينة مثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) ومنتدى التعاون الأمني.
وبحسب المصدر، فإن روسيا "لا ينبغي أن يُتوقع منها العودة إلى المنطق الذي كانت عليه عندما أرسلت المقترحات الخاصة بالضمانات الأمنية إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قبل نحو عام، مشيرا إلى أن روسيا لن تكون من يُقدم على هذه الخطوة.
وأوضح المصدر السبب قائلا: "لو فعلنا ذلك، فسيكون هناك حاجة إلى تحديث الموقف، وهو أمر لا يمكن أن يحدث حاليا لأن كل شيء يعتمد على كيفية تطور الأوضاع على الأرض خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا".
وفيما يخص حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تقديم ضمانات خاصة لروسيا، قال المصدر لوكالة "تاس"، إنه لا يوجد أفعال حقيقية وراء تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الحاجة إلى توفير ضمانات أمنية لموسكو.
وأضاف المصدر "أنا متأكد من أنه لا يوجد شيء وراء ذلك.. إنها ليست سوى محاولة لإثبات نفسه.. لا يوجد موقف واضح ومقترحات وراء هذه التصريحات"، مؤكدا أنه لا يوجد سبب لتوقع أن يقوم أي شخص بدور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا لأن الأمر لا يتعلق بنقل أي إشارات، ولكن المشكلة تكمن في أن مواقف الطرفين غير متوافقة.
وكان ماكرون قد صرح بعد زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، بأن الهيكل الأمني الأوروبي المستقبلي يجب أن يتضمن ضمانات أمنية لروسيا.
العالم
معهد دراسة الحرب: زيارة بوتين لبيلاروسيا للضغط على نشر قوات بيلاروسية في أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق