تحت شعار «امسكوا طرف الخيط وشاركوا في القرار»، أطلقت وزارة التضامن حملة ال16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، في 25 نوفمبر الماضي ،حيث أقامت التضامن العديد من الندوات التوعوية في العديد من محافظات الجمهورية لنشر الوعي لدي المواطنين والتقت البوابة نيوز احدي ضحايا العنف لتروي كيف نجت وحققت المستحيل رغم مأساتها.
بعد مشاهدتها لحلقة درامية ومتابعتها لما قالته الميسرة حول مخاطر زواج الأطفال، شردت “غادة” اسم مستعار، صاحبة ال15 عاما، بذهنها وكأنها ترى مصيرها إن هي وافقت على الزواج من ابن عمتها، بعد أن استعدت الأسرة لإتمامه بالفعل.
عقب اللقاء توجهت غادة للميسرة، وأخبرتها بأنها تريد أن توقف زواجها، الذى كان على وشك الإتمام، وصرحت لها برغبتها في أن تكمل تعليمها الثانوي، خاصة بعد أن حصلت على الشهادة الإعدادية بمجموع كبير، وطلبت من الميسرة أن تساعدها في إقناع أسرتها.
غادة كانت تشارك في فصل من فصول الوعي عن مكافحة الاتجار بالبشر، ضمن مجموعة من الفتيات المعرضات لخطر زواج الأطفال، وهي الفصول التى تنفذها جمعية الفن للتنمية، ضمن مشروع الفرصة الثانية لضحايا الاتجار بالبشر من الفتيات والنساء، وهو المشروع الذى بدأ في 2019، ووصل إلى أكثر من ٧٠ شابًا و٣٥٠ أسرة و٢١٠ مجموعة معرضة لخطر الاتجار بالبشر، لمساعدة الناجيات على عيش حياة مستقرة في مجتمعاتهن، بالتعاون مع ١٣ منظمة مجتمع مدني في ٨ محافظات، بالتنسيق والشراكة مع اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر والمجلس القومي للطفولة والأمومة.
شجّعت ميسرة الجمعية الطفلة غادة على أن تخبر والدتها بأنها لا ترغب في الزواج، وأنها تريد استكمال دراستها، وحكت غادة تخوفاتها إلى والدتها وذكرت لها المعلومات التى عرفتها من فصل التوعية عن مخاطر زواج الأطفال.
وهنا ذهبت الأم الى الجمعية لتقابل الميسرة لتفهم ما الذى غيّر رأي الابنة، وشرحت الميسرة للأم كل المعلومات الصحية والاجتماعية والقانونية عن مشكلات زواج الأطفال قبل السن القانوني الذى حدده الدستور والقانون، بألا يقل سن أى من الزوجين عن 18 سنة.
وبعد أن أجابت الميسرة عن كل استفسارات الأم وتخوفاتها، اقتنعت الأم بنصائح الميسرة، ورأت أن من الأفضل لمصلحة الابنة تأجيل الزواج واستكمال دراستها.