التقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، تيريز كوفي وزيرة الدولة للبيئة والغذاء والشؤون الريفية بالمملكة المتحدة ضمن سلسلة لقاءاتها الثنائية على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجي COP15 بكندا، حيث ناقشا النقاط الخلافية بين عدد من الدول في مفاوضات الإطار العالمي للتنوع البيولوجي المنتظر صدوره عن المؤتمر، خاصة الجزء المتعلق بإنشاء صندوق عالمى لتمويل التنوع البيولوجي.
وأكدت فؤاد، في بيان لها اليوم السبت، أن المفاوضات أظهرت أهمية وجود صندوق عالمي مستقل للتنوع البيولوجي، واعتبرتها فكرة جيدة كآلية تمويلية ستساهم في تنفيذ الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد 2020، ورفع الطموح به، مما يتطلب كيان مستقل يعمل على تحقيق الأهداف الطموحة لهذا الإطار بتمويلات جديدة.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن تمسك بعض الدول بالاستمرار في العمل من خلال مرفق البيئة العالمي GEF كآلية تمويلية حالية، يتطلب النظر لعدد من الاعتبارات، ومنها خلق نافذة مستقلة لتمويل التنوع البيولوجي تحت مظلة مرفق البيئة العالمي، تكون ذات إطار حاكم يتيح التوازن في عملية صنع القرار بين الدول النامية والمتقدمة، ويتيح إمكانية الوصول للتمويل بمعايير عادلة تتناسب مع التزامات الدول لتنفيذ الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، والابلاغ المباشر لمؤتمر التنوع البيولوجي، موضحة أنه سيتم مناقشة انشاء صندوق عالمي للتنوع البيولوجي خلال 2023 - 2025، بشكل أكثر تفصيلا يشمل نظم الرقابة والابلاغ وبناء القدرات.
وناقشت الوزيرتان عددا من النقاط محل الخلاف بين الدول في مفاوضات الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، ومنها الاستخدام المستدام للأراضي، والحلول القائمة على الطبيعة ومدخل النظم البيئية، وأيضا هدف تقليل المخاطر والاستخدام للمبيدات 50٪، حيث أشارت وزيرة البيئة المصرية إلى حرص مصر على تحقيق تقدم في هدف الحلول القائمة على الطبيعة والمدخل القائم على النظام البيئي، ضمن اهتمام مصر بالربط بين المناخ والتنوع البيولوجي، مما دفعها لتخصيص يوم كامل خلال رئاستها لمؤتمر المناخ COP27 حول التنوع البيولوجي لاتاحة الفرصة لجمع المهتمين بالمجالين، وإطلاق مبادرة عالمية بالتعاون مع ألمانيا حول الحلول القائمة على الطبيعة ENACT، وحشد بعض الاستثمارات الخضراء في هذا المجال، لتمهيد الطريق لطرح لمناقشة هذا الشأن في مؤتمر التنوع البيولوجي COP15 بمونتريال.
من جانبها، أكدت وزيرة البيئة البريطانية، أهمية الوصول لتوافقات بين الدول في النقاط محل الخلاف، خاصة فيما يخص آليات التمويل بما يمنح مزيد من الثقة للدول المانحة في وضع مزيد من التمويلات للتنوع البيولوجي، مشيدة بالدور المصري الكندى في قيادة مشاورات الإطار العالمي للتنوع البيولوجي.
وأعربت الدكتورة ياسمين فؤاد عن أملها في الوصول لتوافقات لإيجاد أرضية مشتركة بين الدول للانطلاق منها من أجل مصلحة الكوكب، مؤكدة أن مصر واجهت هذا التحدي خلال رئاستها لمؤتمر التنوع البيولوجي السابق COP14، ولم تتوانى في الوصول للتوافقات المطلوبة، مشددة على أهمية التوافق حول الجزء الخاص بالتمويل سواء من حيث حجم التمويل والإطار الحاكم له وضمان إمكانية الوصول له، وتحقيق العدل والمساواة بين الدول في اتاحة التمويل.