السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أحلام إفريقية في جُعبة مصرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا للاستعمار الثالث ! هكذا قالتها مصر بكل حزم وحسم بصوت إفريقى من قلب الولايات المتحدة من واشنطن، من القمة الإفريقية الأمريكية الثانية  ولكنها قد تكون الأولى  فعليا، فالقمة الأولى منذ ثماني سنوات كانت قمة لها ظروفها الخاصة، حيث كان الحنين العرقي لأوباما يغلب على أهداف تلك القمة التي لم تكن بثقل قمة 2022.
وكأن عام 2022  يريد أن يودعنا بشيء جيد قبل أن يوشك على الانتهاء، ليبرز الدور المصري وتبرز مجهودات الدولة المصرية تجاه القارة الإفريقية، فقالتها مصر صريحة في كوب 27 أن إفريقيا دفعت الثمن مرتين؛ تارة حين تعرضت للاستعمار العسكري من قبل الدول الكبرى والاستيلاء على مواردها وتارة حين تأثرت من تفاقم أزمات المُناخ، لذا لا يمكن اليوم أن تكون القارة الإفريقية فرصة بل غنيمة  للاستعمار الاقتصادي ولكنها ترحب بكل أشكال التنمية والتي تشكل حائط الصد ضد أي شكل من أشكال الاستعمار الاقتصادي.
ولذا تمحورت كلمة السيد الرئيس في القمة حول استعداد الدول الصناعية الكبرى الاستثمار في القارة الإفريقية خاصة الاستثمار في الزراعة ومشروعات الطاقة المتجددة ولم تشحذ مصر معونات لدول إفريقيا بل شجعت الاستثمار في البنُى التحتية لتحسين حيوات الأشقاء الأفارقة وذلك هو صلب عقيدة مبادرة "حياة كريمة" ليست النسخة المصرية فحسب بل النسخة الإفريقية أيضًا.
فمصر تؤمن أن مستقبل البلاد لا يؤمن بالمعونات أو القروض الميسرة أو بالاقتراض بل بجذب الاستثمار وتشجيع التنمية والاستغلال الأمثل للموارد الخام والمواد الأولية.
فالعالم يمر بوقت حرج وتتعرض كثير من الصناعات لتحديات عدة وهنا يمكن أن يكون مصير المواد الخام البكر الموجودة في القارة الإفريقية؛ إمّا أن تُستغل وتقتنصها الدول الكبرى كمواد أولية وهنا تتجلى أكبر أشكال الاستعمار الاقتصادي شامة العصر الحديث، وإمّا أن توظفها إفريقيا للمقايضة والشراكة في مشروعات مشتركة، مما يكسبها الندية المطلوبة أمام الغرب وهذا هو المسار الذي نادت به الدولة المصرية  كصوت افريقى خالص في القمة الإفريقية الأمريكية.

كما أشارت مصر في رؤيتها إلى تشجيع التجارة العالمية مع إفريقيا وتسويق المنتجات الإفريقية في الأسواق العالمية، كما أشار السيد الرئيس إلى أهمية ضمان الأمن الغذائي وارتباطه بشكل وثيق بالأمن المائي، وكأن إفريقيا قادرة على تأمين الطاقة لأوروبا أمام تعهدات والتزام العالم الغربي بتوفير الأمن الغذائي للقارة الإفريقية.

فيا للعجب ! أتهم المغرضون يوما ما أن مصر في عقود سابقة أنها كانت تعوق التنمية في إفريقيا ! وهي اليوم البلد الوحيد في القارة التي تحظى برؤية متماسكة تجاه التنمية ومستقبل تلك القارة  في ظل عالم يموج بالاضطرابات، ولكن لا عجب فهي مصر صانعة الأمل من قوالب الألم.