كانت لا تزال أنظمة صواريخ باتريوت عنصرًا ساخنًا للولايات المتحدة وحلفائها في المناطق المتنازع عليها في العالم فهي تعتبر درعًا مرغوبًا فيه ضد أي هجمات مضادة، لذلك كان الأمر محور حديث العالم عندما وافقت واشنطن على إرسال بطاريات صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا لتعزيز دفاعاتها الجوية.
هذه الأنظمة الصاروخية لطالما سعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحصول عليها، غير أن خبراء يحذرون من أن فعالية «باتريوت» محدودة، وقد لا تغير قواعد اللعبة في الحرب، وتستعرض وكالة أسوشيتد برس الأمريكية في تقرير لها ما هي أنظمة باتريوت؟
«باتريوت» هو نظام صواريخ موجهة أرض- جو تم نشره لأول مرة في عام 1980 ويمكنه استهداف الطائرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية قصيرة المدى.
تتكون كل بطارية باتريوت من نظام إطلاق مثبت على شاحنة مع ثماني قاذفات يمكنها استيعاب ما يصل إلى أربعة صواريخ اعتراضية لكل منها، ورادار أرضي، ومحطة تحكم ومولد.
وتنشر بطاريات باتريوت الأمريكية بانتظام في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن شراؤها من هولندا وألمانيا واليابان وإسرائيل والمملكة العربية السعودية والكويت وتايوان واليونان وإسبانيا وكوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة وقطر ورومانيا والسويد وبولندا والبحرين.
وقال توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن نظام باتريوت "هو واحد من أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي الجوي التي يتم تشغيلها على نطاق واسع وموثوقة ومثبتة"، ويمكن أن تساعد القدرة الدفاعية الصاروخية الباليستية في الدفاع عن أوكرانيا ضد الصواريخ الباليستية التي توفرها إيران.
تكلفة باتريوت
تبلغ تكلفة الصاروخ الاعتراضي الحالي لنظام باتريوت حوالي 4 ملايين دولار لكل جولة وتكلف قاذفات الصواريخ حوالي 10 ملايين دولار لكل منها، حسبما ذكرت وكالة المخابرات المركزية في تقرير الدفاع الصاروخي لشهر يوليو، ولن تكون تلك الصواريخ فعالة مع هذا السعر فقد يكون الأمر عبثيا إذا استخدمت لاسقاط الطائرات بدون طيار الإيرانية التي هي أصغر بكثير وأرخص بشكل كبير.
ويقول مارك كانسيان، وهو عقيد احتياطي متقاعد في مشاة البحرية ومستشار كبير في دائرة الاستخبارات الأمنية الكندية:" إن إطلاق صاروخ بقيمة مليون دولار على طائرة بدون طيار بقيمة 50000 دولار هو اقتراح خاسر".
مخاوف النشر
يمكن أن تحتاج بطارية باتريوت إلى ما يصل إلى 90 جنديا لتشغيلها وصيانتها، وعلى مدى أشهر كانت الولايات المتحدة مترددة في توفير النظام المعقد لأن إرسال قوات إلى أوكرانيا لتشغيله أمر غير مناسب لإدارة بايدن.
ولكن كانت هناك أيضا مخاوف من أن نشر النظام من شأنه أن يثيرغضب روسيا، فصاروخ واحد يسقط داخل روسيا من شانه تأجيج الصراع وفقا للمسؤولين.
وستكون العقبة الرئيسية هي التدريب، وسيتعين على القوات الأمريكية تدريب القوات الأوكرانية على كيفية استخدام النظام وصيانته.
قدرات باتريوت
يقول مسؤول عسكري كبير سابق على دراية بنظام باتريوت إنه سيكون فعالا ضد الصواريخ الباليستية قصيرة المدى ويمثل رسالة قوية لدعم الولايات المتحدة، لكن بطارية واحدة لن تغير مسار الحرب.
وأشار المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لـ "أسوشيتيد برس"، إلى أن صوارايخ باتريوت لن تغطي سوى مساحة محدودة، مثل حماية قاعدة عسكرية صغيرة، ولا يمكن فعل غير ذلك.
ولدى باتريوت رادار أقوى وأفضل في تمييز الأهداف من نظام إس-300، ومع ذلك، فإن قدرة باتريوت على استهداف بعض الصواريخ الباليستية والطائرات لا يمكن أن تحمي «كييف» إذا نفذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديده المستمر بنشر جهاز نووي تكتيكي.