نظّم أتيليه العرب للثقافة والفنون بجاليري ضي الزمالك، أمسية شعرية سريالية، شارك فيها الشاعر والناشر الإنجليزي الجنوب أفريقي جارى كومسكي، والشاعر والفنان التشكيلي محسن البلاسي، الحاصل على جائزة ساويرس في النقد الأدبي، والشاعرة والفنانة التشكيلية غادة كمال.
أقيمت الأمسية بمشاركة موسيقية للفنان الإسباني دانيال أوريلى ومشاركة بعض من أعضاء مجموعة كريسيبيا السريالية، بقصائد ونصوص شعرية من خارج مصر. منهم بيير باتيو من فرنسا ولادنا سميث وچيمس سيبور من الولايات المتحدة الأمريكية وڤيرونيكا كابيلاناس وماجدلينا بانڤيتا من تشيلي.
وصاحب الأمسية عرض بصري «ديچيتال ارت» مصحوبا بقصائد لمجموعة كريسيبيا السريالية، كما تتضمن نقاشا مفتوحا عن ماهية الشعر السريالي المعاصر، ومشاركة من الجمهور خلال في كولاج سريالي جماعي، كما تشهد الأمسية عرضا للوحات فنانين سرياليين وفقرة غنائية للفنانة روان رضا.
ويعد جارى كوميسكي- مواليد 1963- هو شاعر وناشر جنوب أفريقي/ إنجليزى. ولد في إنجلترا وانتقل إلى جنوب أفريقيا في عام 1983. وهو مؤسس ومحرر دار نشر Dye Hard Press، والتى نشرت منذ عام 1994 كتبا مهمة لكتاب كبار، كما قام بتحرير مجلة Green Dragon الأدبية منذ عام 2002 حتى عام 2009.
وشارك كوميسكى أيضا مع إيفا كوالسكا في تحرير Sinclair Beiles الذي تم نشره بواسطة دار نشر Dye Hard Press في عام 2009.وتم نشر نسخة منقحة وموسعة منه في عام 2014، وفي عام 2009 أيضًا، قام كوميسكى بتجميع مجموعة Beauty Came Groveling Forward، وهي مجموعة مختارة من الشعر والنثر الجنوب أفريقى المنشورة على الإنترنت.
كما شارك في مهرجان الشعر الأفريقى الدولى لعام 2008 الذي أقيم في ديربان بجنوب إفريقيا، من خلال دار نشر Dye Hard Press، ونشر كوميسكى مختارات من روايات جنوب أفريقية قصيرة، وتُرجمت أعماله إلى الفرنسية والبنغالية واليونانية. كما أن ثلاث من قصائده ألهمت أفلامًا قصيرة.
نشر كوميسكى كتابًا روائيًا قصيرًا هو Off-ramp وفي عام 2013. تم ترشيح المجموعة لجائزة نادين جورديمر للقصة القصيرة لعام 2014. ومن 2014 إلى 2016 كان محررًا لمجلة الشعر الجنوب أفريقية New Coin، التى ينشرها معهد دراسة اللغة الإنجليزية في أفريقيا بجامعة رودس، جراهامستاون.
وفي كلمته، قال الشاعر والناشر الإنجليزي الجنوب أفريقي جارى كومسكي، إن سؤال "ما هو الشعر السريالي؟" يكاد يكون من المستحيل الإجابة عليه بشكل شامل، وأنني لست متأكدًا مما إذا كان بإمكاني الإجابة عليه. ما زلت لا أملك إجابة شاملة. وإلى جانب ذلك، فأنا أشك في الإجابات، وأفضل كثيرًا الأسئلة.
وأضاف كومسكي، أن من بين شعراء اللغة الفرنسية، ربما قرأنا أعمال بريتون وإيلوار وبيرييه والشاعرة العظيمة چويس منصور التي كانت مصرية بعد الحرب العالمية الثانية. حين نقرأ أعمالهم، يجب أن نحصل على فكرة عما يشكل الشعر السريالي ومن بين الشعراء الإنجليز، إذا قرأنا العمل المبكر لديفيد جاسكوين أو فيليب أوكونور، أو عمل روجر روجتون أو رولاند بنروز، فقد نحصل على فكرة عما يشكل الشعر السريالي الإنجليزي.
وتابع: في الولايات المتحدة، هناك أعمال العظيم فيليب لامانتيا - "الصوت الذي يرتفع مرة كل مائة عام" - كما قال بريتون عنه، أو أعمال الشاعر السريالي المعاصر ويل ألكسندر، وكذلك الراحل روني بيرك. لسوء الحظ، لا يمكنني التحدث عن الشعر السريالي في أمريكا اللاتينية، أو دول أوروبية أخرى مثل إسبانيا أو البرتغال أو رومانيا، أو حتى دول مثل مصر، لأنني لست على دراية كافية.
وأكد كومسكي، أن مشكلة محاولة شرح شيء ما، وتعريفه، تكمن في المخاطرة بالحد منه وتقييده وهذا هو العكس تمامًا لما كانت عليه السريالية دائمًا "إذا قلنا، على سبيل المثال، كما يُقال عادةً، أن الشعر السريالي يتميز بصور الأحلام، فإننا نقول إن الشعر السريالي يجب أن يحتوي على صور الأحلام. لكن هل هذا صحيح؟ وإذا قلنا إن الشعر السريالي هو نتيجة الكتابة التلقائية، فإننا نقول إن الشعر السريالي يجب أن يكون قد كتب بسرعة ودون تدخل أو مراجعة واعية. لكننا نعلم أن هذا ليس صحيحًا - فقد رفض بريتون نفسه الكتابة التلقائية منذ عام 1930. ولم يمارس أراجون أو شار أو إيلوار - شعراء السريالية العظماء - الكتابة التلقائية على الإطلاق".
وتابع: بالنسبة لي، بقدر ما يعجبني بريتون وإيلوار وبيريه بين الشعراء السرياليين الناطقين بالفرنسية، فإنني أفضل كثيرًا أعمال السرياليين المتمردين - شعراء مثل أرتو، وبريفير، وبعض أعضاء مجموعة لو جراند چو، مثل رينيه دومال وروچر جلبرت لوكومت. لم ينتج أي من هؤلاء الشعراء شعرًا يمكن التعرف عليه فورًا أو تسميته بالسريالية. وذلك لأن قصائدهم لا تتمتع بالخصائص الخارجية لما يعتبر شعرًا سرياليًا.
وفي فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، والانتقال إلى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، أعجبت بأعمال حركة الهلع وأرابال وجودوروفسكي وتوبور هناك قصة كيف سافر جودوروفسكي من تشيلي إلى فرنسا مصممًا على إنقاذ السريالية، وعندما التقى بريتون أخيرًا، شعر بالفزع عندما اكتشف أن الزعيم العظيم للسريالية لم يحب موسيقى الروك (في الواقع لم يعجب بريتون أي موسيقى) أو خيال علمي أو رسوم هزلية. ولذا قرر جودوروفسكي تأسيس حركة الهلع.
وتابع كومسكي، أن من بين الشعراء السيرياليين الأمريكيين، يبدي إعجابه إعجابه بفيليب لامانتيا، وأعمال بوب كوفمان ومارتي ماتز، اللذين يرتبطان عادةً بشعر النغمات/ حركة الايقاع أكثر من ارتباطهما بالسريالية. وهناك عمل الشاعر والمصور وصانع الأفلام إيرا كوهين، الذي كان يتخلص بشدة من أي ملصق، سواء كان "سرياليًا" أو "حركة شعر الإيقاع ".
وأكد أن هناك شعر الأمريكي السريالي تيد جوان، الذي أعلن أن "الجاز ديني، والسريالية وجهة نظري". بقدر ما تم تخصيص العديد من قصائده للسرياليين، مثل جويس منصور، التي تعاون معها، أو اشاراته إلى السريالية أو السرياليين، وله قصيدة مشهورة إلى حد ما عن أندريه بريتون. أما اعماله عمومًا لا تتمتع بخصائص ما نتوقعه عن الشعر السريالي. إنها أقرب إلى شعر الجاز، وبالفعل، يبدو أن شعر جوان يتأثر بموسيقى الجاز أكثر من تأثره بالسريالية. وكثيرا ما يشار إليه على أنه شاعر چاز أكثر مما يشار إليه على أنه شاعر سريالي. يعتبره البعض أحد آباء شعر الكلمات المنطوقة. ومع ذلك، وصفه بريتون بأنه " السريالي الأفريقي الأمريكي الوحيد الأصيل لجيل الهيبيز في أمريكا".