الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الفاتحة.. سورة السبع المثاني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من أهم مقاصد سورة الفاتحة هي تحقيق التوجه لله تعالي بكمال العبودية له وحده، وقد سميت بالفاتحة لافتتاح كتاب الله بها، وتسمى أم القرآن لاشتمالها على موضوعاته، من توحيد لله وعبادته، وإشارة إلى قصص وغير ذلك. وهي أعظم سورة في القرآن وتسمى بالسبع المثاني.
تبدأ بالثناء الكامل لله عز وجل في ذاتية وصفاته وأفعاله،لأنه خالق الخلق كلهم، ومالكهم، ومدبر شئونهم ومربيهم بنعمه العامة والخاصة. وهو الرحمن ذو الرحمة الذي وسعت رحمته جميع خلقه،الرحيم بالمؤمنين منهم.وهو عز وجل مالك يوم الدين أي يوم القيامة،يوم الحساب والجزاء، حيث يحاسب كل الخلق على أعمالهم،يتجازون عليها،وفي ذلك اليوم ينادي الله تعالى: " لمن الملك اليوم " ( سورة غافر ١٦)، فلا يجيب أحد مهما علت مكانته، وعندها يقول الله تعالي مجيبا:" لله الواحد القهار " (سورة غافر ١٦)،وبعد الاستعانة بالله العلي العظيم على القراءة بالرحمن ذي الرحمة الذي وسعت كل شيء،ثم نخص رب العزة بالعبادة والطاعة،فلا نشرك معه أحد، ومنه وحده نطلب العون في كل شؤننا،لأن الخير بيده كله،ولا معين سواه.
ومن الآيات، أرشدنا يا الله إلى سلوك الطريق المستقيم،طريق الإسلام الذي لا ميل فيه على الإطلاق، وثبتنا عليه.
وهو طريق الذين أنعم الله عليهم من عبادة بهديتهم،كالنبيين والصديقين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا،غير المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه كاليهود،وغير طريق الضالين عن الحق الذين لم يهتدوا إليه لتفريطهم في طلب الحق والاعتداء إليه كالنصاري. لذا فقد دلت سورة الفاتحة على أن كمال الإنسان يكون باخلاص العبادة  لله تعالى، وطلب العون منه وحده دون سواه. وقد افتتح الله عز وجل كتابه بالبسملة، ليرشد عباده أن يبدأوا أعمالهم وأقوالهم بها طلبا لعونه وتوفيقه. ومن هدي عباد الله الصالحين في الدعاء البدء بتمجيد الله والثناء عليه سبحانه ثم ليشرع في الطلب. فما اجمل التوجه لله تعالي بالنسبة الصادقة والإيمان الراسخ الشديد بتمام العبودية له وحده لا شريك له.