صدر عن دار الشروق للنشر، الطبعة الـ34 لرواية "ثلاثية غرناطة" للأديبة الكبيرة رضوى عاشور، وهى ثلاثية روائية تتكون من ثلاث روايات وهي على التوالى: غرناطة - مريمة – الرحيل.
وتدور أحداث الرواية في مملكة غرناطة بعد سقوط جميع الممالك الإسلامية في الأندلس، وتبدأ أحداث الثلاثية فى عام 1491، وهو العام الذى سقطت فيه غرناطة بإعلان المعاهدة التي تنازل بمقتضاها أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك غرناطة عن ملكه لملكي قشتالة وأراجون.
وتحكي الرواية قصة عائلة عاصرت احداث السقوط على مدى عدة أجيال وما واكبها من أحداث ومشاعر متنوعة في ملحمة تاريخية فريدة، وفاز الجزء الأول من الرواية (غرناطة) بجائزة أفضل كتاب لسنة 1994، من معرض القاهرة الدولي للكتاب.
ولا تعد ثلاثية غرناطة بالمفهوم الأدبى مجرد رواية خالية، إذ تعد وثيقة أدبية تاريخية، تؤرخ لواحدة من أهم الأحداث الفاصلة فى تاريخ الأندلس، وتقدم عبر سلسلة من الأحداث التاريخية ممزوج بلمسة إبداعية رائعة، رحلة عبر الزمان والمكان، رحلة مفعة بالمشاعر نجحت الروائية الراحلة فى وصفها بلغة جميلة قادرة على التخيل والتجسيد، وكلمات دقيقة بدا واضحا أن المؤلفة اختارتها بعناية شديدة.
تتشابك الأحداث في الرواية بهدوء شديد يهدف إلى تصوير حياة أهل غرناطة بعد توقيع معاهدة التنازل، فتنقلب الأمور رأسًا على عقب، وهنا يحاول أبو جعفر تعليم حفيدته سلمى اللغة العربية رغم معرفته أن اللغة القشتالية قادمة لا محالة، والكاتبة رضوى عاشور تصوّر عجلة الزمن وكيف دارت الأيام فانقلبت على أهل غرناطة، فأبو جعفر مثلاً عرف الهجرة والنزوح وذاق طعمهما، وبات يحس بمدى فظاعة الحرية.