قال اللواء محمد صلاح أبو هميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري بمجلس النواب، الأمين العام للحزب، إن القمة الأمريكية الأفريقية المقامة في واشنطن بحضور 49 رئيس وزعيم من قادة الدول الأفريقية، جاءت في توقيت هام ومناسب في ظل أزمة اقتصادية عالمية يعاني منها العالم أجمع جراء الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة أنها جاءت بعد القمة الصينية العربية التي أقيمت بالسعودية الأيام الماضية، ما يؤكد تسابق الدول الكبرى في التقارب مع الدول العربية والأفريقية، وهذا يساهم في تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية عظيمة للدول الأفريقية والعربية وعلى رأسها مصر .
أوضح أبو هميلة، في تصريحات صحفية له اليوم، أن هذه القمة تعد الثانية منذ عام 2014 وقد وجدت أمريكا تزايد العلاقات الصينية والروسية مع دول القارة الأفريقية وزيادة معدل التبادل التجاري بينهما وزيادة حجم الاستثمارات الصينية بدول أفريقيا، فتريد أمريكا استعادة علاقاتها التجارية وزيادة استثماراتها بدول القارة الإفريقية وزيادة معدل التبادل التجاري بينها وبين دول القارة السمراء لاستعادة مكانتها محاولة وقف وتحجيم التوغل الصيني الاقتصادي في أفريقيا، مشيرا إلى أن هذا التنافس بين الصين وأمريكا وروسيا للتقارب مع دول القارة السمراء يعطي الفرصة أمام دول القارة وعلى رأسها مصر لتحقيق مكاسب اقتصادية عظيمة وزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية بمصر ودول القارة .
وأشار أبو هميلة، إلى أن الصين كانت الشريك التجاري الثاني لدول القارة الأفريقية لكنها بعد عام 2013 أصبحت الشريك الأول لدول القارة السمراء وزادت حجم استثماراتها وحجم التبادل التجاري بينهما، موضحا أن الإحصائيات قدرت أن حجم التبادل التجاري بين الصين ودول القارة الأفريقية تجاوز العام الماضي 200 مليار دولار، وتسعى الصين لزيادة استثماراتها وحجم التبادل التجاري باستثمارات حقيقية على أرض الواقع، موضحا أنه بالمقارنة مع الولايات المتحدة فقد بلغ حجم التجارة الثنائية بين أمريكا ودول القارة السمراء 64.3 مليار دولار فى عام 2021، كما تراجع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 41 مليار دولار خلال عام 2018 بعد أن كان 100 مليار دولار عام 2008،إضافة لتراجع حجم الاستثمار المباشر الأمريكي المباشر لـ 43.2 مليار دولار عام 2019 بعد أن كان 50.2 مليار دولار في 2017، وهذا ما جعل أمريكا سعت للتقارب مع الجانب الأفريقي .
ولفت أبو هميلة، إلي أن مصر هي بوابة أفريقيا وتتزعم قيادتها، وتتفهم الصين وأمريكا هذا جيدا، موضحا أن مصر تتحرك في الاتجاه الذي يفيد دول القارة الأفريقية بالكامل وتحقيق مكاسب كبيرة اقتصادية وسياسية لمواجهة التحديات العالمية، خاصة مع ما تتمتع به دول القارة الأفريقية فهي سلة غذاء العالم تمتلك أخصب الأراضي الزراعية والثروات الخام والمعادن النفسية الهامة التي يمكن استخدامها في التحول للطاقة النظيفة، إضافة للاكتشافات من البترول والغاز الطبيعي التي تتمتع بها دول أفريقيا كمصر ودول شمال وشرق القارة ما يجعلها مركزا للطاقة، ولذلك سعت أمريكا للتقارب السريع مع أفريقيا بتقديم الدعم الحقيقي بمناقشة ضم افريقيا لمجموعة العشرين وزيادة الدعم والعلاقات الاقتصادية الامريكية الافريقية، مشيرا إلى أن حضور رجال أعمال وشركات استثمارية كبرى للقمة يعزز من الاستثمارات الأمريكية بمصر والدول الأفريقية .
تابع رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري بمجلس النواب، أن الرئيس السيسي يتحرك ويحرص على تعزيز الشراكة بين الدول الأفريقية والولايات المتحدة لمواجهة أزمة الأمن الغذائي وزيادة الفرص الاقتصادية لزيادة معدلات النمو الاقتصادي وزيادة الاستثمارات الأجنبية، موضحا أن لقاء الرئيس السيسي مع نخبة من رجال الأعمال الأمريكيين على هامش القمة يزيد من حجم الاستثمارات الأمريكية في مصر خلال الفترة القادمة، كما أن نقل التكنولوجيا الأمريكية لدول القارة السمراء يحقق فوائد كبيرة عن طريق تحويل الثروات الخام في أفريقيا إلى منتجات تامة الصنع يتم تصديرها للخارج بدلا من تصدير الخامات والثروات في صورتها الأولية بما يحقق فوائد كبيرة وزيادة العوائد المالية إلى أضعافا كثيرة .