الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

دورة استثنائية لـ"أدباء مصر" .. لعنة التوصيات المتكررة وغياب التجديد يطارده .. مثقفون : ما الجدوى منه .. وشومان المؤتمر يقدم إضاءة للجغرافيا الثقافية

صورة ارشيفية لمؤتمر
صورة ارشيفية لمؤتمر ادباء مصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق مؤتمر أدباء مصر في دورته الخامسة والثلاثين، برئاسة الكاتب محمد سلماوي، والتي تحمل اسم الناقد الأدبي ووزير الثقافة الأسبق الدكتور شاكر عبدالحميد، الذي يُعد أول انطلاقة له بعد توقفه لمدة عامين متواصلين بسبب انتشار جائحة كورونا، ويأتي تحت شعار "الفعل الثقافي ومشكلة المعنى".
وينتظر المثقفون هذا العرس الثقافي لمناقشة القضايا الفكرية، والاجتماعية، وما يخص الحياة الثقافية لتخرج في نهاية المطاف بعدد من التوصيات تتلخص فيها ما تمت مناقشته خلال فعاليات المؤتمر، وتعد هذه الدورة استثنائية لما لها من أهمية، لاسيما أنها تأتي بعد توقف دام عامين، إلى جانب ذلك ظهور عدد من القضايا الفكرية على الساحة التي تحتاج إلى مناقشة وتبلورة في نقاط محددة يمكن تنفيذها على مدار الوقت خاصة ما تسعى إليه الدولة من خلال الجمهورية الجديدة والتحول الرقمي.. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل لدى المثقفون ما يطرحونه لتطوير مؤتمر أدباء مصر واختيار محاوره التي تتوافق مع منهج الجمهورية الجديدة الذي تسعى إليه الدولة؟ 
تفتح "البوابة" ملفا شائكا حول تاريخ مؤتمر أدباء مصر وما يحدث فيه بداية من انطلاق  فعالياته وصولا إلى الخروج بعدد من التوصيات في كل مؤتمر فهل يجدي مؤتمر أدباء مصر ونتائجه فعليا على أرض الواقع أم أنها مجرد حبر على ورق ولا تزال التوصيات حبيسة الأدراج دورة تلو الأخرى.

صورة ارشيفية لمؤتمر ادباء مصر 

تاريخ المؤتمر

مؤتمر أدباء مصر ظهرت فكرته وتبلورت عام 1983 بعدما  تقدم  محمد الجمال مدير إدارة الثقافة العامة بالثقافة الجماهيرية وقتها لرئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الدكتور سمير سرحان والذي وافق عليها لينطلق قطار المؤتمر في عامه التالي وتكون الدورة الأولى عام 1884 ويرأسها  الراحل  الأديب الدكتور شوقي ضيف ليخرج مؤتمر أدباء مصر بتوصيات حقيقية لعل من أهما هو حرية الأديب في التعبير عن فكره وأخذ المؤتمر على عاتقه بضرورة مساندة القضية الفلسطنية وعدم التطبيع مع الكيان الصهيوني ليؤخذ بهذه التوصية في كل عام من المؤتمر وتظل راسخة تشهد على موقف الأدباء الموحد مع كل دجورة في التأكيد على عدم التعامل الثقافي مع إسرائيل حتى يتم الجلاء الكامل من الأراضي الفلسطنية .
ظل المؤتمر في كل دورة من دوراته يطرح توصياته التي تلاقي صدى كبير ويؤخذ بها لتنفذ فعليا على أرض الواقع ولذلك ظهر الانتظام الشهري لمجلة الثقافة الجديدة وإنشاء إدارة النشر بقصور الثقافة ودعهما إلى جانب تخصيص جائزة سنوية لأحسن دراسة نقدية عن ادباء مصر في الاقاليم  لكن مع مرور الوقت  خفت بريق هذا المؤتمر واصبح محل جدل بين الأدباء لتظهر آراء بإلغاء المؤتمر لأنه لا يجدي نتائجه المرجوة ،  البعض الآخر يرى أنه يقدم الفائدة للأدباء المنتمين للمحافظات المصرية المتعددة .
المؤتمر ترأسه على مدار الـ 34 السابقة قامات كبير في الأدب منهم شكري عياد وبهاء طاهر وعبدالوهاب المسيري وصنع الله إبراهيم وخيري شلبي وكان آخرهم في الدورة السابقة الفنان التشكيلي عز الدين نجيب. 
وينطلق المؤتمر هذا العام ببريق جديد بداية من رئيسه وهو الكاتب الكبير  محمد سلماوي و اختيار شخصية هذا ليكون قامة كبيرة في النقد الأدبي وهو الراحل وزير الثقافة الأسبق الدكتور شاكر عبدالحميد ولذلك تكون هذه الدورة استثنائية تتطلع إلى استعادة قوة المؤتمر من جديد واتخاذ توصيات حقيقية نراها على أرض الواقع .

 

شاكر عبدالحميد .. شخصية المؤتمر 

شاكر عبدالحميد وزير الثقافة الأسبق 


 

اختارت الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة الأسبق شخصية المؤتمر هذا العام تكريما له لما ترك لنا من إرث وما قدمته للأدب  الذي لم ينفصل عن الحركة الثقافية والإبداعية في مصر، وخارج مصر، وظل مخلصا لها، بما تعكسه من هموم، وقضايا تتعلق بالشأن الثقافي والإبداعي معا .
الدكتور شاكر عبد الحميد، شغل منصب أستاذ أكاديمي وناقد متميز، له عدد كبير من المؤلفات، منها العملية الإبداعية في فن التصوير، الأسس النفسية للإبداع الأدبي في القصة القصيرة، عصر الصورة، الفن وتطور الثقافة الإنسانية، وشغل سابقًا منصب عميد المعهد العالي للنقد الفني في أكاديمية الفنون، وهو متخصص في دراسات الإبداع الفني والتذوق الفني لدى الأطفال والكبار.
وعمل  عبدالحميد أستاذًا بجامعة الخليج العربي - مملكة البحرين - كلية الدراسات العليا، ومديرًا لبرنامج تربية الموهوبين، وحصد كثير من  الجوائز منها  جائزة شومان للعلماء العرب الشبان في العلوم الإنسانية، والتي تقدمها مؤسسة عبد الحميد شومان بالأردن عام 1990، وجائزة الدولة للتفوُّق في العلوم الاجتماعية 2003.
كان رحيل شاكر عبدالحميد إثر اصابته بقيروس كورونا بمابة صدمة كبيرة لدى الادباء لتتحول وسائل التواصل الاجتماعي لسرادق عزاء ورثاء لرحيل هذه القامة الكبيرة من الفكر والأدب والذي وصفوه جميعا بأنه بوفاته  يعني ذلك  رحيل المثقف القدوة والناقد الذي مهّد طريق التنوير لأجيال قادمة .
كان شاكر عبدالحميد يرى أن من أهم اختصاصات قصور الثقافة أنها تستطيع إيصال الحضارة الثقافية إلى العالم، ولكى يتم تطويرها لا بد من تغيير الفلسفة التى أقيمت عليها ، لابد أن نقلل من إنشاء القصور الفخمة التى تتعدى تكلفتها ملايين الجنيهات، ونقوم بإنشاء قصور صغيرة بشكل مناسب، وفى الوقت نفسه تُقدم كل الخدمات، ولا بد من تغيير قانون هيئة قصور الثقافة الذى ينص على أنها جهة غير ربحية، فالربح سيؤدى إلى تطوير هذا القطاع.

يضع مجموعة من الأدباء والمثقفين روشتة علاج لتطوير مؤتمر أدباء مصر عقب عودته من جديد بعد توقف عامين، أملا أن تكون الإنطلاقة الجديدة للمؤتمر خير معبر عن القضايا الفكرية والثقافية المطروحة على الساحة بوجه عام والتي تتماشى مع مفهوم الجمهورية الجديدة التي تسعى إليها الدولة في كافة النواحي المختلفة، حيث أن الثقافة هي القلب النابض لعجلة الإنتاج والمحرك الفكرى لبناء الإنسان.

معايير اختيار القيادات الثقافية 

الفنان التشكيلي عز الدين نجيب 


في البداية قال الفنان التشكيلي عز الدين نجيب، والرئيس السابق لمؤتمر أدباء مصر، إن  المطالب الأساسية للمثقفين من هذا المؤتمر هي بناء الجسور بين الأدباء والشعب تتركز في منافذ النشر سواء الكتب أو المجلات التي تحمل فيها أعمالهم وتصل بطريقة متاحة عكس ما هو موجود حاليا، فالآن نرى تضييق شديد بقصور الثقافة وقلة عدد النسخ المطبوعة من مجلة الثقافة الجديدة، ومن ناحية أخرى لا بد من دعم اتحاد الكتاب ماديا ووسائل النشر أكثر مما هو متاح حاليًا، فالنشر فيه يتم إنتقائيًا ولا يوفي العدد المتزايد من الكتاب، إلى جانب إحياء مشروع صندوق الأدباء والفنانين الذي كان موجودا في الستينيات بغرض دعم الأدباء والفنانين ممن يستحقون وغير القادرين، فكم من الأدباء استعانوا به ولم بعد موجود حاليًا، وذلك الآن المبدعين سواء كانوا من الأدباء أو الفنانين هم من يملكون البصيرة وتقوية الوعي في حاضرهم ومستقبلهم عند الجمهور. 
وأضاف نجيب: لا بد أن يصل إلى وعي الدولة أن الثقافة وعلى رأسها الفنون هي الركيزة الأساسية لبناء الجمهورية الجديدة، لأنها تتصل بوعي الإنسان وقيمته فهي سد منيع أمام التطرف والإنحراف وعوامل تهديد أمن واستقرار الدولة وهذا كأولوية من الأولويات الأساسية. 
ويرى نجيب، أن أندية الأدب بشكل عام قد تضاءل جهدها عما كان عليه وربما ذلك  لظروف ما وعلى رأسها جائحة كورونا، فنحن في حاجة لثورة حقيقة في قصور الثقافة، والتي هي من المفترض أنها الراعية لنوادي الأدب، فالثقافة أصبحت مجرد أداء ديمقراطي لتلبية الشكليات وليس بعمق التأثير القوي في عمق الثقافة كما كان معهودا من ذي قبل، فهذا بتطلب وضع الشخص المناسب في المكان المناسب  حتى تكون أندية الأدباء بالفعل هي برلمانات صغيرة للثقافة في كل محافظة فيتبلور من خلالها عمل جماعي يجدى بشدة في الحركة الثقافية.
أشار نجيب إلى أندية الأدباء أصبحت مكانتها شكلية وليست جوهرية فأصبح تأثيرها ضعيف وذلك يعود إلى نظرة الثقافة الجماهيرية ومدى أهمية نوادي الأدب وربما يرجع ضعفها إلى تراجع الأدباء أنفسهم لأنهم أصبحوا يبتعدون عن قصور الثقافة لأنهم يشعروا بعدم جديتها في التعامل مع القضايا الثقافية والفكرية التي تُطرح على الساحة ولذا وجب إعادة النظر في معايير اختيار القيادات الثقافية.

مؤتمر نوادي الأدب 

الناقد المسرحي أحمد عبدالرازق أبو العلا 


وقال الكاتب والناقد  المسرحي أحمد عبد الرازق أبو العلا: إنه اقترح منذ فترة تغيير اسم مؤتمر أدباء مصر ليكون مؤتمر نوادي الأدب لأن اسمه الحالي  ليس معبرا عن واقع الأدب المصري، ولا الكُتًّاب المصريين حقيقة، كان من قبل اسمه مؤتمر أدباء مصر في الأقاليم، فغضبوا من هذا الاسم واعتبروه تكريسا للإقليمية، متناسين أن أكبر أدباء العالم ينتسبون إلى أقاليمهم، ولم تصبهم فوبيا المركزية، كما تصيبنا. 
ذكر أبوالعلا، أن ذلك الأمر يرجع إلى الآلية التي يتم بها اختيار أعضاء المؤتمر والمشاركين فيه، وطريقة انتخاب أمانته  فكل ذلك يتم من خلال "نوادي الأدب" التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، فلماذا إذن يسمي "مؤتمر أدباء مصر" علما بأن هناك كُتًّابا يعيشون في الأقاليم، وأسماؤهم كبيرة، لا يشاركون في هذا المؤتمر لأنهم ليسوا أعضاء في تلك النوادي، وحين يشارك بعضهم – فيه-  يتم اختياره بوصفه من الشخصيات العامة.
وأشار أبوالعلا إلى أن  نوادي الأدب لا تحكمها معايير جيدة، تحدد من هو الأديب الذي ينبغي أن يكون عضوا فيها، فهناك من لم تتحقق موهبتهم بعد، وما زالت كتاباتهم مجرد إرهاصات، لكنهم – مع ذلك – أعضاء في نوادي الأدب، ويشاركون في هذا المؤتمر، فالبنظر إلى النشر الإقليمي سنرى، طبيعة ما يكتبون، وهنا أتحدث هنا عن القاعدة ولا أتحدث عن الاستثناء بالطبع، مؤكدا أن ذلك المؤتمر في دورته الخامسة والثلاثين، استنفد أغراضه تماما، ولم يعد معبرا، لا عن الحركة الإبداعية خارج العاصمة، ولا عنها في مصر، وأصبح عجوزا خرفًا، إذا لم نعمل على تطويره، فلا حاجة لنا به، فهو مجرد مؤتمر يلتقي فيه الأعضاء بعضهم ببعض، ويعتبرون هذا في حد ذاته مكسبًا إذا سألتهم عن غايته.
أضاف أبوالعلا، أن الدليل على أن مؤتمر أدباء مصر قد استنفد أغراضه هو هل حدث شيء ما حين تأجل لعامين بسبب كورونا نجد أن الإجابة لا شيء تغير، ففي المؤتمر الأخير الذي عقد في بورسعيد عام 2019 عقدت ورشة – كما قرأت – لمناقشة آليات تطوير تلك المؤتمرات التي تنظمها الثقافة الجماهيرية، فما هي توصيات تلك الورشة، وهل بالفعل هناك تطوير حدث؟! لم يحدث شيء، وذلك بسبب نمطية كل ما يتعلق به من اختيار المشاركين فيه، واختيار موضوعاته البحثية – الكتاب فيه يكتبون عن بعضهم البعض، وغاب النقاد المتخصصين عنه، وهذا في حد ذاته تكريس لإقليمية النقد حتى اختيار المكرمين، منهم من يستحق، ومن لايستحق.. وذلك بسبب غياب المعايير التي لا بد من إعلانها، يغضبون حين نقول ذلك، وأقول إن الغضب لن يطور شيئا، ولكن المناقشة الموضوعية، هي التي بها نستطيع أن نصل لبر الأمان .
أوضح أبوالعلا، أن  هذا المؤتمر الذي من المُفترض أنه يهتم بالقضايا الثقافية التي تتباه محاوره، ولأكثر من أربعة وثلاثين عاما، لم يستطع حماية الثقافة المصرية، من التجريف الذي تتعرض له ومنذ سنوات ولم يستطع تطوير أدواته، لتكون قادرة على تبني قضايا حقيقية، تجعل الثقافة المصرية نموذجا مؤثرا يحتذي به. والمفارقة أنه في ظل وجود هذا المؤتمر الذي يدعي أنه يناقش قضايا ثقافية، نري الثقافة نفسها، وقد تراجعت تراجُعا كبيرا ولم نجد دورة واحدة من دوراته، ناقشت أسباب ذلك التراجع، ولم تتعرض محاوره – في أي دورة - للذين أفسدوا حياتنا الثقافية، سواء من المثقفين أو المسئولين .
بيًن أبوالعلا، أن مؤتمر أدباء مصر يدعي استقلاله عن المؤسسة، بأمانة صورية، تأتي بانتخابات من خلال نوادي الأدب، هو في حقيقة الأمر ليس مستقلا ولن يكون مستقلا في يوم من الأيام، فهذا المؤتمر الذي أصبح نمطيا تماما، هو في حاجة إلي تطويره، أو البحث عن صيغة بديلة، أو تصحيح مساره، وكل تلك الأشياء من المستحيل حدوثها في ظل البيروقراطية الإدارية والتنظيمية، التي باتت تحكم أعماله، فضلا عن ثبات لائحته، التي لا يعرف أحد عنها شيئا، حتى أعضاء الأمانة أنفسهم .

توصيات جاهزة ومتكررة

حسين حمودة استاذ النقد الأدبي 


وقال حسين حمودة أستاذ النقد الأدبي بجامعة القاهرة، إن ما نأمله في مؤتمر أدباء مصر، الذي يعود إلى الانعقاد بعد توقف، أن يحقق الأهداف التي ارتبطت بهذا المؤتمر منذ إنشائه، ومنها ما يتعلق بتعزيز سبل التواصل بين الأدباء المصريين، وبالعناية بالمحور الذي يختاره لكل دورة من دوراته، وقد اختار لهذه الدورة عنوان "الفعل الثقافي مشكلة المعنى"، وأن يغطي الجوانب المتعددة لهذا المحور خلال الدراسات والمناقشات الجادة، ونأمل أن يتجاوز المؤتمر في هذه الدورة المشكلات التي لوحظت في بعض دورات سابقة، ومنها عدم جدية بعض الحوارات، وإعطاء مساحات كبيرة من الاهتمام والوقت لمناقشات حول أندية الأدب يمكن أن يتم تنظيمها بعيدا عن المؤتمر.
وأضاف حمودة، أن تدارك مثل هذه المشكلات يقطع السبيل أمام من يتصورون أن إلغاء المؤتمر أصبح ضروريا، فهذا المؤتمر مهم بوجه عام، يستطيع أن يقدم الكثير من الفائدة للأدباء الذين ينتمون إلى المحافظات المصرية المتعددة، وإلى الثقافة المصرية بوجه عام، لكن من المهم أن يختار موضوعات حية، وأن يناقشها ويتوقف عند قضاياها بجدية، تجنب تقديم "توصيات" جاهزة ومكررة، وأن يتم تنظيمه على نحو دقيق..ولعله في هذه الدورة يحقق هذا كله، خصوصا أنه يرتبط بأسماء مهمة: الراحل الدكتور شاكر عبد الحميد، واالمبدع محمد سلماوي، والأمين العام لهذه الدورة حمدي سليمان.

البرلمان الثقافي

مسعود شومان مدير الادارة المركزية للشئون الثقافية 

من جانبه قال مسعود شومان رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة بقصور الثقافة : إن مؤتمر أدباء مصر  يعد برلمانا ثقافيا يجمع أدباء مصر فى أقاليمها خاصة ويقوم على أمره أمانة منتخبة من الأدباء فهو فاعلية ديمقراطية يتم فيها بالاختيار الحر إعداد أبحاثه من لجنة من كبار النقاد وأظن أن اختيار الوادى الجديد يحقق نوعا من العدالة الثقافية وحين يلقى الدعم والرعاية من وزير الثقافة د. نيفين الكيلانى واللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الحديد هو ما يعكس الدور الذى يلعبه المؤتمر فى إضاءة الجغرافيا الثقافية التى همشت بفعل المسافات الشاسعة وفى هذا العام هناك فعاليات جديدة تجعل منه مؤتمرا استثنائيا وهو ما يدعمه الفنان هشام عطوة رئيس الهيئة .
وأضاف شومان : إن المؤتمر هو الفاعلية الأكبر والأكثر استمرارا عبر ٣٥ عاما من عمره بذل  فيه مجموعة من أدباء مصر  ليتم تشكيله ليصبح نموذجا ولا يعنى ذلك إنه لا يحتاج إعادة نطر في هيكله وهو ما نأمله من الأدباء وهو ما نحلم وننتظره من المهتمين
وتابع  شومان : حين تنعقد الدورة الخامسة والثلاثون لتحمل اسم شاكر عبدالحميد وتناقش مشكلة المعنى ويرأسه الكاتب الكبير محمد سلماوي  ويضم مجموعة من الجلسات البحثية والموائد المستديرة  التي تشير إلي تنوع وثراء ثقافة مصر، باعتبار المؤتمر هو أكبر تجمع ثقافي وأدبي لأدباء ومثقفي مصر من المحافظات كافة فذلك  يعكس  أهمية الفعل الثقافي في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها االبلاد كما يعكس المشروع البحثي اهمية المؤتمر حيث يتضمن عدة محاور منها مشكلة المعنى  ،" المبدع بين المعنى واللامعنى" ، " جماعات المعنى والواقع الافتراضي، الفعل الإبداعي فى المحافظة المضيفة "

وقال الكاتب عبده الزراع، مدير الثقافة العامة بهيئة قصور الثقافة، إن مؤتمر أدباء مصر يعتبر أكبر وأهم فاعلية ثقافية في مصر، تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة بقيادة الفنان هشام عطوة رئيس الهيئة، وهذه الدورة التي ستقام على أرض محافظة الوادى الجديد بعد ترحيب كبير من قبل المحافظ اللواء محمد الزملوط، وتعتبر دورة مهمة خاصة بعد توقف المؤتمر لمدة عامين بسبب وباء كورونا اللعين.
وأرجع عبده أهمية هذه الدورة إلى  كونها تقام على أرض محافظة حدودية وشديدة الخصوصية، وفي ظل اهتمام الدولة بالتنمية الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، ومن ثم جاء اهتمام وزارة الثقافة المصرية في عهد وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى بهذا التوجه، قد وفقت أمانة المؤتمر بأعضائها من خيرة أدباء مصر، وأمينها العام دكتور حمدى سليمان في هذا الاختيار، الذي يتفق وسياسة الهيئة، كما تتميز هذه الدورة بإطلاق اسم الناقد الدكتور شاكر عبد الحميد، وأن الكاتب محمد سلماوي هو رئيس المؤتمر، وهذا يضفي على المؤتمر مصداقية وثقلا أدبيا وثقافيا، مشيرا إلى أنه التحق مؤخرا بعضوية أمانة المؤتمر بصفته  مديرا عاما للثقافة العامة بالهيئة، وبالتحديد في شهر سبتمبر الماضي، ولذلك لم يحضر سوى آخر ثلاثة اجتماعات من اجتماعات الأمانة، ليكمل ما بدأه الشاعر والباحث مسعود شومان رئيس الادارة المركزية للشؤون الثقافية بالهيئة، مؤكدا أن "شومان" لم يألو جهدا في سبيل انجاح هذه الدورة، بل يواصل معنا الليل بالنهار أنا وزملائي البواسل فى ادارة الثقافة العامة لانجاح الدورة، واعتقد أنها ستكون دورة هامة ومتميزة على مستوى البحوث، والفاعليات الثقافية، واختيار المكرمين والشخصيات العامة.
يرى عبده  أن مؤتمر أدباء مصر أصبح برلمانا ثقافيا مهما يعمل طوال عام كامل لإخراج المؤتمر بشكل يليق بقيمة أدباء مصر، وأن الهيئة ليست ضد هذه الأمانة بل هى حريصة كل الحرص على إنجاح المؤتمر والمرور به إلى بر السلامة ليصبح مؤثرا كما كان طوال السنوات الماضية من عمر دوراته الخامسة والثلاثين، ومن يقول أن قيمة المؤتمر تراجعت عما قبل فدعنا نكون منصفين أكثر فى أن المؤتمر يتوقف بشكل كبير على قوة أمانته، وأن أمانة المؤتمر هى نتاج أندية الأدب على مستوى مصر، فكلما كانت أندية قوية كلما كانت الأمانة قوية، وكلما ضعفت الأندية ضعفت بالتبعية الأمانة، لأنها هى من تقترح محاور المؤتمر وعنوانه، والمشاركين فيه، والباحثين، ولجنة الإعلام، ونحن فى ادارة الثقافة العامة دورنا تنفيذى أكثر لصالح المؤتمر وللصالح العام.
هجرة كبار الكتاب

عبده الزراع مدير الثقافة العامة بقصور الثقافة 


قال عبده الزراع: هجر معظم الكتاب الكبار والمتحققين إبداعيا للأسف نوادى الأدب، نظرا لغياب احترام القيمة والسن ودخول أدعياء ومرتزقة إلى هذه النوادى، فهجروها إلى غير رجعة، فقديما كانت أندية الأدب هى المتنفس الوحيد للأديب الذي يقطن الأقاليم، لكن الآن تغير الحال وأصبح الفيس بوك هو المتنفس لمعظم الأدباء ، فعلى صفحته يستطيع أن ينشر نصوصه ويتلقى التعليقات الفورية عليه، ويشعر بالتفاعل الخلاق بينه وبين الناس، وهناك أسباب أخرى أدت إلى هجرة الأدباء والشعراء لنوادى الأدب لا داعي لذكرها.
ويرى الزراع ، لكى نعيد لمؤتمر أدباء مصر قيمته وأهميته مثلما كان في الماضي، ألا يتخلى الأدباء الكبار عن أندية الأدب وأن يشاركوا في فعالياته وأنشطته، ولا يتركوها نهبا لأنصاف وأرباع المواهب، مثلما هو حادث الآن، هجرة الكبار أثرت بالسلب على أندية الأدب، والتي تحولت في ظنى إلى مجرد تأدية واجب، وليست لخلق حالة إبداعية حقيقية في النادى، وان تعود النوادى لسابق عهدها باقامة ورش لتعليم  الأدباء الجدد العروض، والنحو والبلاغة، وهذه كانت فلسفة النوادى عند إنشائها الأخذ بيد الشعراء والأدباء الشباب وتعليمهم وتدريبهم على الكتابة، لكن  حادت عن مسارها في السنوات الأخيرة، وأصبحت طاردة للمبدعين الحقيقين، وهذا أثر بالطبع على تصعيد بعض الكُتًّاب والأدباء متوسطى الموهبة إلى الأمانة ومن ثم ضعف مستوى أدائها، وبحكم أن ادارة الثقافة العامة التى أُديرها الآن هى المسؤلة إشرافيا على نوادى الأدب، واعترف أنها تحتاج متابعة دؤوب لأنشطتها وضبط إيقاعها، وحل مشاكلها الكثيرة، لتعود من جديد لسابق عهدها، وبالتبعية يعود للمؤتمر عافيته من جديد.
ويختتم الزراع حديثه قائلا: بأنه لم يكن لدى هيئة قصور الثقافه نية لالغاء مؤتمر أدباء مصر، لأنه أكبر فاعلية ثقافية تخص أدباء مصر، لكننا سنعمل على تطويره والدفع به إلى الأمام ليعود لسابق عهده.