تعتبر حديقة الأسماك إحدى العلامات التاريخية الرائعة فى تاريخنا وقد تم تسجيلها ضمن الأثار الإسلامية وتتميز بالجمال وتناسق المعمار لكن مع مرور الوقت تراجع ذلك الجمال بسبب عدم تجديدها.
الطريف عن تلك الحديقة ان كثيرين قد يذهبون اليها على انها مجرد منتزه لكن الحقيقة انها تعد شاهد على واحدة من اكبر قصص الحب في التاريخ الحديث فقد كان إنشاء الحديقة بمثابة هديه الحبيب لحبيبته وهذا الحبيب كان الخديوي إسماعيل "خديوي مصر آنذاك " وحبيبته كانت الإمبراطورة الفرنسية "أوجيني" ملكة فرنسا.
يعود تاريخ انشاء الحديقة الى الخديوي إسماعيل خامس حكام مصر من الأسرة العلوية فى 18 يناير 1863 اذ انه هو صاحب الفكرة ويعود الفضل في انشائها اليه.
وسبب فكرته فى ان ينشئ حديقة الأسماك تعود إلى أن الخديوي قام باستدعاء مدير الحدائق العامة بفرنسا "مسيو الفو ندو " ليصمم حديقة لم يسبق لها مثيل في العالم فى ذاك الوقت وقد افتتحتها على هامش احتفالات قناة السويس ومساحتها 9.5 أفدنة وتعد من أعرق الحدائق. ويطلق عليها اسم حديقة الجبلاية بسبب وجود جبلاية رائعة بجزيرة الزمالك كما عرفت بهذا الاسم "الجبلاية " ضمن مخطط الخديوي بجعل القاهرة باريس الشرق حيث أقام فترة من حياته بفرنسا وإعجابه بفرنسا قرر ان يجعل من القاهرة فرنسا الشرق بإنشائه لحديقة الاسماك فضلا عن أنه اراد ان يقدم هدية للإمبراطورة "اوجين" تعبيرا عن حبه لها.
تضم الحديقة 42 حوض مخصص ل33 نوع من الأسماك النيلية مثل سمكة المبروكة والنيلية والمنفاخ.
ويظهر جمال الحديقة فى تصميمها الرائع اذ قام مهندس التنفيذ كما أمره الخديوي باستخدام الطين المخلوط بمادة الأسر وميل والرمل الأحمر والطوب المصنوع من خليط من الطين، الاسوائلى والمواد الداعمة الصلبة بفرض انشاء وتخليق تشكيلات معمارية على هيئة خياشيم الاسماك ليصبح تصميمها اشبة بسمكة اذ بنيت على شكل جبلاية تحاكى الطبيعة كما تحتوي على حوض كبير من الأسماك المفترسة، وتضم الحديقة 49 حوض للأسماك النادرة بجانب اسماك الزينة ذات الألوان البديعة مثل الكات فيش اسماك التترا والبلانى كما يوجد بها حوض لعرض الأسماك المفترسة مثل سمك القرش وسمك الخنزير وغيرها وبذلك تصبح الحديقة ذات الطراز الفرنسى من افضل ما قدمه الخديوي اسماعيل لمصر .