سلط مرصد الأزهر في تقرير له الضوء على مواقع التواصل الاجتماعي مشيرا إلى أنها سمحت للبعض تنفيذ ممارسات غير قانونية تحت ستار الترفيه والنصيحة، فما بين نصائح بالاستثمار في مشروعات معينة إلى الترويج لمنتجات مجهولة المصدر باتت تضج العديد من الصفحات بفيديوهات لما يطلق عليهم «البلوجرز أو المدونين».
وأضاف مرصد الأزهر: «البلوجرز مجموعة من الأشخاص العاديين الذين اتخذوا من صفحاتهم منصة للانطلاق إلى الجمهور العام ممن يرتادون مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم محتويات متنوعة شملت الترويج للمنتجات والأنشطة الاستثمارية وتقديم النصائح في شتى المجالات على الرغم أن الكثير منهم لا يملكون المعرفة الأكاديمية التي تؤهلهم لهذا الدور، وهو ما جعل من تلك المواقع مصيدة حقيقية لرواد السوشيال ميديا».
وتابع المرصد في بيانه: «سبق أن حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من الاندفاع وراء البريق المزيف لحياة بعض مدوني السوشيال ميديا، وهو الغطاء المتعمد من قبلهم لإظهار ما يريدون بعيدًا عن حقيقة حياتهم وشخصياتهم، ليصطدم رواد صفحاتهم بعد ذلك بما ينكشف لهم من حقائق ووقائع».
واستطرد : «فرضت التكنولوجيا الحديثة نوعًا جديدًا من أساليب النصب والاحتيال المغلفة بغطاء براق جاذب للعين ومغيب للعقل، وهو ما يستلزم التوعية المستمرة من هذه الصفحات والشخصيات المزيفة التي تظهر عكس حقيقتها على مواقع التواصل المختلفة والتي باتت لا تطرق أبوابنا بل تقتحم حياة الناس في البيوت والمدارس والشوارع وفي كل مكان، فهي لا تعترف بالحدود ولا بالقواعد الأخلاقية أو المسؤولية المجتمعية ».
وأوضح مرصد الأزهر أنه من نماذج الاحتيال والنصب على رواد السوشيال ميديا، مشاركة بعض البلوجرز في حملات دعائية، حيث يطلب هؤلاء من متابعيهم متابعة عدد من الحسابات خلال وقت محدد مع وعد بالفوز بجوائز قيمة تتراوح بين الأموال والهواتف المحمولة وغيرها، ويكمن الاحتيال هنا في مقدار الأموال التي يحصل عليها هؤلاء مقابل متابعة تلك الحسابات دون النظر لماهية أصحابها أو ماذا يقدمون من خدمات ومحتويات.
واستكمل : «هنا يكمن وجه الخطورة، فمع تزايد تلك الظاهرة قد نجد بعض الحسابات لبعض المقرصنين أو بائعي المنتجات الممنوعة أو غيرها من التجارات المحظورة ممن يتسللون بين هؤلاء ليجمعوا متابعين ويخترقوا حساباتهم فيما بعد لسرقة بياناتهم الخاصة ويبتزوهم فيما بعد للحصول على أموالهم، وبهذا ندخل في حلقة مظلمة من الأعمال الإجرامية».
واستفاض : «البلوجرز أو المدونين يستهدفون جمع الأموال من الحسابات التي تطلب منهم المشاركة في الحملة، مستغلين في ذلك ثقة البعض وسذاجة البعض الآخر من الباحثين عن المكسب السريع دون بذل أدنى جهد».
واختتم مرصد الأزهر: «هذا الانتشار الواسع لتلك المواقع في حياتنا دون وجود رقابة مجتمعية حقيقية يجعلنا ندرك مدى خطورة توغلها في حياتنا، وعلى أكثر من صعيد، لذا وجد مرصد الأزهر أن التوعية من هذه المصائد البشرية لرواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة واجبة عليه، وكرس العديد من إصداراته مؤخرًا في هذا الاتجاه آملًا بأن تؤتي الهدف المرجو منها في التوعية من مخاطرها».