ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر صباح اليوم الأربعاء، أن الحكومة الصومالية بدأت في استعادة مساحات كبيرة من الأراضي التي كانت تُسيطر عليها حركة الشباب المتشددة، والمنتمية لتنظيم القاعدة الإرهابي، بعدما تشكلت أخيرا وزادت من دعمها لميليشيات العشائر المحلية.
وقالت الصحيفة (في مستهل تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني نقلًا عن مسئولين صوماليين وأمريكيين) إن انتفاضة حازمة، شابتها في كثير من الأحيان الفوضى، شنتها ميليشيات عشائرية تدعمها قوات الحكومة الصومالية، دفعت جماعة الشباب المتشددة إلى عكس انتصاراتها والوقوف في موقف دفاعي.
وأشارت الصحيفة إلى أن التأخُر في تشكيل الحكومة الصومالية خلال الفترة الماضية وما صاحب ذلك من اقتتال سياسي داخلي أدى إلى إحباط أي هجوم عسكري ضد "الشباب" على مدى السنوات الثلاث الماضية، مما سمح للجماعة بتعزيز سيطرتها على أجزاء كبيرة من الصومال، لكن بعد إجراء الانتخابات في شهر مايو الماضي، زادت الحكومة الجديدة دعمها لبعض العشائر في وسط الصومال، والتي بدأت بالفعل في استعادة الأراضي والسيطرة على نقاط تفتيش كانت خاضعة لسيطرة المتمردين من أجل ابتزاز الأموال وشن الهجمات.
وقال رئيس قيادة العمليات الخاصة في إفريقيا الأدميرال البحري الأمريكي ميلتون ساندز، في مقابلة مع "واشنطن بوست":" ما نراه حقًا هو عمليات قتالية واسعة النطاق تجري في الصومال بالتعاون مع العشائر بطريقة لم نشاهدها من قبل.. لذلك أنا متفائل حقًا". وأبرزت "واشنطن بوست": أن ميليشيات العشائر حاربت التمرد من قبل لكنها المرة الأولى التي تحصل فيها على مثل هذا الدعم العسكري الواسع من قبل الحكومة الرسمية حتى أن هذا الدعم لاقى ترحيبًا من جانب العديد من الصوماليين المتضررين الذين أبدى بعضهم الرغبة في الانضمام إلى الميليشيات والقتال.
من جانبه، أضاف الجنرال كيث كاتونجي، القائم بأعمال قائد القوة: "لقد دخلت الصومال وخرجت منه منذ 13 عامًا، ولم أر الحكومة الفيدرالية والعشائر المحلية كلها غاضبة ومتحدة جدًا لهزيمة حركة الشباب. هذا هو أول هجوم كبير بقيادة صومالية رسمية وحقيقية".
وقال رجال الميليشيات المحلية في عدة بلدات إنهم انضموا مؤخرًا إلى المعركة ضد المسلحين لمجموعة من الأسباب، فقال رجل منهم إنه فعل ذلك بعد أن صادرت الشباب 60 من جماله، التي كانت تمثل كل مدخراته، لرفضه الانضمام لهم، وقال آخر إنه انضم إلى القتال بعد أن أسر "الشباب" ابن أخيه وأطفال آخرين لتدريبهم كمقاتلين، بينما أكد رجل آخر أن شقيقه البالغ من العمر 12 عاما أصيب في تفجير لحركة الشباب وقال آخرون إن الدافع وراء انضمامهم هو قتل الأقارب أو الخلافات الدينية أو الضرائب الباهظة التي فرضها المسلحون.
وقال بعض المقاتلين إنهم وعائلاتهم كانوا يقاتلون الشباب منذ سنوات. لكنهم شعروا الآن بقوة أكبر لأن الحكومة الصومالية بدأت في توفير الإمدادات ونشر القوات للقتال إلى جانب الميليشيات..حتى تم إعلان السيطرة على أكثر من 20 مستوطنة في منطقتي حيران وشبيلي الوسطى بوسط الصومال في الأشهر الخمسة الماضية، مما أجبر التمرد على الخروج من منطقتين رئيسيتين كما نجحت تلك القوات في السيطرة على الجسور والمدن الكبيرة التي تمت استعادتها. وتابعت "واشنطن بوست" تقول في تقريرها: عندما وصل الرئيس حسن شيخ محمود إلى بلدة باكسدو بوسط الصومال الشهر الماضي، أعربت نساء محليات عن سعادتهن وقرعن الطبول لتحية زعيمهن الجديد، الذي قال للحشد:" إذا تخلت الشباب عن طريقة تفكيرهم، فيمكننا الترحيب بهم مرة أخرى. لكن إذا أصروا على هذا التفكير، فسيتعين علينا تدميرهم".