انطلقت أمس، القمة الأمريكية الأفريقية، حيث وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى مقر إقامته في العاصمة الأمريكية واشنطن، للمشاركة في فعالياتها، وسط استقبال وحفاوة كبيرة من الجالية المصرية في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي حملت الأعلام المصرية ورددت الهتافات وتفاعلت مع الأغاني الوطنية.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس يعتزم التركيز خلال أعمال القمة على الموضوعات التي تهم الدول الأفريقية في ظل التحديات العالمية القائمة، وتعزيز الشراكة الأفريقية الأمريكية لمواجهة أزمة الأمن الغذائي، وتيسير اندماج الدول الأفريقية في الاقتصاد العالمى، لاستفادتها مما يوفره من فرص ومزايا في تحقيق النمو الاقتصادي، ونقل التكنولوجيا ودفع حركة الاستثمار الأجنبي.
أهداف القمة الأمريكية الأفريقية
انطلقت القمة الأمريكية الأفريقية الثانية في واشنطن بحضور قادة من جميع أنحاء القارة الأفريقية بنحو 50 رئيس دولة وحكومة أفريقية، فضلًا عن المجتمع المدني والقطاع الخاص ومسؤولي الإدارة الأمريكية ومفوضية الاتحاد الأفريقي، وتستمر لمدة 3 أيام في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر 2022.
تبحث القمة الأمريكية الأفريقية، تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمن الغذائي للقارة السمراء، والتحديات الأمنية والسياسية للاقتصاد العالمي، فضلًا عن ملفات الاستثمار، والديمقراطية والحوكمة، وأزمات التغير المناخى والصحة والأمن، وتبادل الخبرات العلمية.
أوضح مستشار الأمن القومى الأمريكى، «جاك سوليفان»، أن الرئيس الأمريكى جو بايدن، سيعين الدبلوماسى جونى كارسون، مبعوثًا أمريكيًا خاصًا للقارة السمراء، لتطبيق ما سيتم الاتفاق عليه خلال القمة، مشيرًا إلى أن بلاده ستلتزم بتقديم 55 مليار دولار لأفريقيا حتى عام 2025 فى إطار استراتيجيتها للدعم الاقتصادى والصحى والأمنى بالقارة السمراء، بما يتماشى مع استراتيجية الاتحاد الأفريقى 2063، مضيفًا أن الرئيس الأمريكي سيعقد عدة لقاءات ثنائية مع القادة الأفارقة، عقب مأدبة عشاء سيدعوهم إليها ليعلن دعم بلاده ضم الاتحاد الأفريقى لمجموعة العشرين، رسميًا، استجابة لمطلب رئيس الاتحاد، ماكى سال.
وصف البيت الأبيض القمة الأمريكية الأفريقية، التي دعا لها الرئيس الأمريكى بايدن، فى أكبر تجمع دبلوماسي تشهده الولايات المتحدة منذ جائحة كورونا، بأنها «فرصة ذهبية» لتمثيل «الاتحاد الإفريقى» بمقاعد دائمة فى المنظمات والمبادرات الدولية، بما فيها مجلس الأمن.
وأعرب الرئيس الأمريكي، عن تطلعه للعمل مع الحكومات الأفريقية والمجتمع المدني والقطاع الخاص ومجتمعات الشتات والمغتربين في جميع أنحاء الولايات المتحدة لمواصلة تعزيز رؤيتنا المشتركة لمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا، مشيرًا إلى أن القمة ستستند إلى قيمنا المشتركة لتعزيز المشاركة الاقتصادية الجديدة بشكل أفضل وتعزيز التزام الولايات المتحدة وأفريقيا بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتخفيف من تداعيات كورونا والأوبئة المستقبلية.
وأكد كبير مستشاري مجلس الأمن القومي الأمريكي، «دانا بانكس»، ونائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية روبرت سكوت، أن القمة ستسلط الضوء على كيفية تعزيز الولايات المتحدة والدول الإفريقية لشراكاتهم. وتطوير أولوياتهم المشتركة وستعكس الاستراتيجية الأمريكية تجاه إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
يهدف التجمع في العاصمة الأمريكية إلى دفع الأولويات المشتركة وتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا، كما سيوفر فرصة لتعزيز تركيز إدارة بايدن على التجارة والاستثمار في إفريقيا.
جدول أعمال القمة الأمريكية الأفريقية
تتضمن جدول أعمال اليوم الأول، سلسلة من المنتديات، منتدى القادة الشباب الأفارقة والمهجر؛ منتدى المجتمع المدني؛ منتدى للسلام والأمن والحكم، كما ستكون هناك مناقشات حول المناخ وكذلك الصحة، كما يعقد في أول أيام القمة أيضًا ميثاق التجارة والنمو الأفريقي على المستوى الوزاري، لمناقشة سبل تنفيذ الميثاق، وتعزيز التعاون الاقتصادي، وزيادة حجم التجارة والاستثمارات بين الجانبين ودعم التكامل الاقتصادي والتجارة البينية.
ويعقد في أول أيام القمة أيضًا منتدى حول الانتقال العادل نحو الطاقة النظيفة والمستدامة، والتأقلم المناخي تحت عنوان "لنبني معًا مستقبلنا الأخضر"، لبحث الشراكة من أجل مواجهة التأقلم المناخي، والانتقال نحو البيئة المستدامة على أساس من الأولويات المشتركة.
واليوم الثاني مخصص لمنتدى الأعمال بين الولايات المتحدة وإفريقيا، وهو ويوم كامل من الفرص للشركات الأفريقية والأمريكية للالتقاء واللقاء مع وفود من القارة، أما اليوم الثالث هو يوم القادة، بمشاركة الرئيس بايدن ورؤساء الوفود ورؤساء دول القارة من خلال خمس جلسات تتناول: "أفريقيا ذات الحوكمة الرشيدة والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة ودولة القانون"، و"أفريقيا تتمتع بالسلام والأمن"، و"أفريقيا المزدهرة القائمة على النمو الشامل والتنمية المستدامة" و"الشراكة متعددة الأطراف مع أفريقيا لمواجهة التحديات العالمية"، وتعزيز الأمن الغذائي والنظم الغذائية الصامدة.
وبدوره، يقول الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، إن القمة الأمريكية الأفريقية المنعقدة حاليًا تأتي استكمالًا لما تم في قمة المناخ في مدينة شرم الشيخ الشهر الماضي، لتحقيق بعض الأهداف الاقتصادية المختلفة، وأن يتم تعويد الدول الأفريقية على التكامل الاقتصادي فيما بينهم، وإقامة بعض مشروعات التنمية الاقتصادية لتعويض بعض الدول من خسائر نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وستدرس الاستفادة من قرارات قمة شرم الشيخ فيما يخص الاقتصاد المصري.
ويواصل «عامر»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن هذه القمة سوف تستفيد بها لمواجهة ما تم الاتفاق عليه بين قمم الصين وروسيا، التي اتخذت مبادرة للتواجد الأفريقي حتى تستفيد في إقامة المشروعات الاستراتيجية، ولذا وجدت أمريكا نفسها أنها لا بد أن تكون متواجدة في القارة السمراء بالمشروعات التنموية لمواجهة حلفائها أيضًا.