أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن تطوير التعليم وإصلاحه هو سلاح الأمة والوطن، وهو أمر ضروريٌّ جدًّا؛ لأنه سر هيبتها وقوتها، لافتًا إلى أن تطوير التعليم واجب ديني ووطني وأمن قومي وفريضة الوقت، جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي الثامن لكلية التربية بنين جامعة الأزهر بالقاهرة الذي يقام تحت عنوان: «تدويل التعليم بين الثوابت والمتغيرات- التعليم الأزهري أنموذجًا» والذي يقام برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
ورحب رئيس جامعة الأزهر بالحضور جميعا ناقلًا لهم تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقال فضيلته: إن عالمية الأزهر الشريف من عالمية الإسلام؛ ولذا ينتشر أساتذته وعلماؤه في كل بلد تطلع عليه الشمس، ينشرون رسالة الإسلام السمحة، وينفون عنها غلو الغالين وتحريف المبطلين، ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال: قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا.. وانثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا.
ولفت إلى أن أمير الشعراء لم يقصر عطاء الأزهر جغرافيا في حدود مصر، بل جعله فى الدنيا كلها وفي سمع الزمان كله فقال: "في فَمِ الدُنيا" و"عَلى سَمعِ الزَمانِ"، ولم يقل: "في فم مصر" "وعلى سمع أهلها".
وأوضح رئيس الجامعة، أن من عالمية رسالة الأزهر الشريف أنه يفدُ إليه طلاب العلم من أكثر من مائة وثلاثين دولة، ويتعلم في رحابه الآن أكثر من خمسين ألف وافد في التعليم قبل الجامعي والتعليم الجامعي، وهؤلاء الوافدون هم سفراء الإسلام إلى بلادهم، بعد ما تحملوا من الأزهر الشريف أمانة العلم ووسطية الإسلام وتعاليمه السمحة.
وأشار رئيس جامعة الأزهر، إلى أن عنوان مؤتمرنا الدولي الثامن هذا الذي تنظمه كلية التربية بنين جامعة الأزهر بالقاهرة تحت عنوان: «تدويل التعليم بين الثوابت والمتغيرات: التعليم الأزهري أنموذجًا» لافتا إلى أن تدويل التعليم فيما أفهم يعنى أن ينعتق من أفقه المحلي إلى آفاق أوسع وأرحب وهي الآفاق الدولية العالمية، وهذا يعني أن العلم لا وطن له، ومن المأثورات الرائعة: «اطلبوا العلم ولو في الصين» حيث كانت الصين يضرب بها المثل فى بُعد المسافة وطول السفر، وقد ضرب علماؤنا المثل برحلاتهم الكثيرة فى طلب العلم، وقلّ ان تجد عالمًا من علماء الإسلام لم يرحل في طلب العلم، ولم يغادر وطنه حبًّا للعلم ورغبة فيه وحرصًا عليه وشوقًا للاستزادة منه.
وقال رئيس جامعة الأزهر: إنه مما زاد من أهمية هذا المؤتمر أنه اتخذ من التعليم الأزهري أنموذجًا ومادةً لبحوثه وواديًا خصيبًا لأفكاره وبحرًا متلاطمًا لمسائله وشواغله وآماله وآلامه وأحلامه وماضيه وحاضره ومستقبله، رغبة فى تطوير التعليم الأزهري الذى أشرف أن أكون ممن شارك فيه ولو بكلمة، وضرب فيه ولو بسهم فى مراحل التعليم الأزهري قبل الجامعي والجامعي أيضا مع رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وحملوا الأمانة؛ من أجل بناء جيلٍ أفضل وغدٍ أفضل ومستقبل أفضل.
ولمزيد عنايتي بالتعليم الأزهري أقول: إنى فى شوق لقراءة ما يصطفيه هذا المؤتمر من صفوة البحوث المقدمة التي تحمل فكرًا جديدًا ورؤىً مفيدة فى النهوض بالتعليم الأزهري الذى علّم العالم وملأ الدنيا وشغل الناس.
وأضاف أن من أمتع التجارب التي حرصت عليها والإفادة منها كانت قراءة كتاب: (أليس الصبح بقريب) للعلامة محمد الطاهر بن عاشور الذي أسهم بنهضة كبيرة في التعليم في تونس، وكان من المجددين المجتهدين، حيث نجد تفسيره للقرآن الكريم الذي سماه (التحرير والتنوير) موسوعة كبرى تعد إضافة علمية أفاد منها كثيرون.