قالت مجلة "ميليتري ووتش" إن الجيش الروسي أدخل في خدمته نوعية جديدة مطورة من الدبابة القتالية الميدانية الروسية الشهيرة T-72، تنطوي على مزيد من الإضافات والتحسينات لزيادة مستويات تحصين المركبة وحماية طواقمها وقدرتها على المناورة، على وقع خسائر فادحة لحقت بهذا الطراز جراء استخدام الجيش الأوكراني لصواريخ غربية متطورة مضادة للمدرعات محمولة على الكتف.
وأفادت المجلة أن النوعيات الأقدم من دبابات تي-72 الروسية من طرازي T-72B3 وT-72BM لازالت تشكل العمود الفقري لسلاح المدرعات الروسي، رغم أن تاريخ تصميمها يعود إلى الحقبة السوفييتة، إذ خضعت لمراحل عدة من التحديثات وزودت بمحركات متطورة يعود إنتاجها إلى القرن الحادي والعشرين، وذخائرة متطورة، وقدرات سيطرة نيرانية يعود تصميهمها إلى بداية العقد الأول م من الألفية الراهنة، وتتسم بأن برامج تحديثها منخفضة التكاليف.
وأشارت إلى أن هناك حزمة تحديثات أُجريت على النوعية الجديدة، التي ربما يطلق عليها T-72B4 أو T-72B3M2، من بينها زيادة معايير الحماية بشكل جوهري لتقترب من مستويات دبابة الجيش الروسي الأكثر قوة طراز T-90M، التي برهنت على تمتعها بمستويات أداء مرتفعة وقدرة على العمل الميداني أثناء العمليات العسكرية، وهو ما كشفت عنه حالة الدبابات التي دُمرت في مسرح العمليات في أوكرانيا.
ولعل أكثر التعديلات وضوحًا على النوعية الجديدة للدبابة الروسية T-72 يتجسد في تزويدها بدروع جانبية أقوى، مع وجود دروع تعلو جنازير المركبة وعجلاتها، مقتربة في شكلها من تلك الموجودة في طراز T-90M.
كما أضيف إليها تجهيزات إطلاق دخان للتمويه أثناء العمليات، علاوة على شبكة حديدية أسفل برج الدبابة محاكية لما في الدبابة "تي-92إم". وزُودت الدبابة تي-72 بدروع حماية محيطة لمدفع إطلاق الدخان، وهو قدرات جديدة يزود بها ذلك الطراز لأول مرة.
وقالت المجلة إنه لا يمكن التأكيد على مدى قدرة النوعية المطورة من الدبابة الروسية "تي-72" على الصمود أمام هجمات الأسلحة المضادة للمدرعات، ولاسيما صواريخ "جافلين" الأميركية، التي تستخدمها أوكرانيا في العمليات القتالية الميدانية أمام القوات الروسية وتعد أكبر مستخدم أجنبي لها خارج ترسانة الولايات المتحدة الأمريكية.
ورجحت أن تكون الدبابة في صورتها الجديدة أكثر قدرة على حماية طواقمها والصمود في المعارك، إذا كانت التعديلات الجديدة تتضمن عزل طاقم قيادة المركبة عن الذخائر، مثلما هو الحال في طراز T-90M.
ورغم أن روسيا تنتج كميات هائلة من الدبابات أكثر من بقية بلدان العالم، باستثناء الصين وكوريا الشمالية اللتين لا يعرف حجم إنتاجهما، فإن غالبية إنتاجها خلال السنوات الثلاثين الماضية يتم إنتاجه بغرض التصدير للخارج، وهو ما أجبر الجيش الروسي أخيرًا على الاعتماد على الطرازات السوفييتة المحدثة مثل T-72 وT-80، في معظم وحدات سلاح المدرعات به.
وفي حال برهنت التحديثات الأخيرة على فعاليتها، مثلما ترجح المجلة الأمريكية، نظرًا للتشابه الكبير للنوعية الجديدة من T-72B مع T-90M، فإن عمليات التحديث ستُجرى على نطاق واسع لتشمل أكثر من 1000 دبابة من هذا الطراز لدى الجيش الروسي، ومن ثم الانتقال إلى تحديث عدة مئات من تلك النوعية موجودة لدى عملاء في الخارج مثل بيلاورسيا والهند.