"من يملك غذاؤه يملك قراره".. ذلك هو المبدأ الذي انطلق منه مشروع إعادة إحياء مشروع توشكى، من أجل توفير الأمن الغذائي، وتأمين مستقبل الأجيال القادمة، بالإضافة إلى توفير الآلاف من فرص العمل للشباب في المشروع العملاق الذي يستهدف على المدى الطويل الوصول إلى زراعة مليون فدان، ومن أجل الوقوف على ما تم إنجازه في المشروع تفقد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، منطقة جنوب الوادي بمحافظة أسوان.
وأكد رئيس الوزراء، أن الدولة المصرية تسعى بجهود حثيثة نحو توفير متطلبات الأمن الغذائي، من خلال التعاون والتنسيق بين الوزارات المعنية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وأجهزة الدولة المختصة؛ بهدف زيادة المساحات المزروعة بأهم المحاصيل الاستراتيجية، وذلك في ظل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي،، بضرورة العمل على استكمال جميع العناصر المرتبطة بجهود زيادة مساحات استصلاح الأراضي في منطقة توشكى، وغيرها من المناطق الصحراوية، والاعتماد على الوسائل الزراعية التي تتناسب مع طبيعة الأراضي والمناخ بالمنطقة، إضافة إلى تكامل آليات العمل بين القطاعات المعنية؛ سعيًا نحو تحقيق الهدف الاستراتيجي المنشود لإضافة مساحات جديدة من الرقعة الزراعية؛ بما يساعد فى تطوير قطاع الإنتاج الزراعي وتوفير أكبر كميات ممكنة من المحاصيل الاستراتيجية، فضلًا عن توفير الآلاف من فرص العمل، وتعظيم الناتج الزراعي لسد الفجوة الغذائية واستيعاب الزيادة السكانية في الدولة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: إن تحقيق ذلك يتطلب العمل على استمرار جهود تطوير البنية الأساسية من طرق ومحاور، وتوفير الآلات والمعدات من وسائل الري الحديثة، ومحطات المياه والميكنة الزراعية، فضلا عن محطات التغذية الكهربائية، لافتا إلى أهمية تحقيق الاستفادة القصوى من مصادر المياه، ووضع أفضل السياسات لترشيد الاستهلاك، وتعظيم الاستفادة من المياه بالري الحديث، والاعتماد على الوسائل الزراعية المناسبة لطبيعة الأراضي، وذلك في ضوء الموارد المائية المتاحة.
فيما أكد السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن مشروع تنمية جنوب الوادي بتوشكي من المشروعات الزراعية الواعدة الذي يأتي متواكبا مع سعي الدولة لتحقيق التنمية المستدامة ضمن أهداف "رؤية مصر 2030"، والتي تتضمن الحفاظ على الموارد الاقتصادية المتاحة وتنميتها، مشددا على الأهمية البالغة لاستصلاح الأراضي والتوسع في الصحراء وإقامة مجتمعات زراعية جديدة، لافتا في الوقت نفسه إلى أن أهم المحاور التى يتم العمل عليها بالوزارة حاليًا لتطوير القطاع الزراعى هو التوسع الأفقي واستصلاح الأراضى الصحراوية، وإضافة مساحات جديدة تصلح للزراعة رغم التحديات التي تواجه الدولة المصرية بسبب قلة الموارد المائية المتاحة، كما يتم التعاون مع الجهات المعنية لتوفير أفضل أنواع التقاوى.
وفي هذا الإطار، قدم وزير الزراعة نبذة عن المساحات المزروعة فعليا والجاري زراعتها حاليا من جانب مختلف الجهات المعنية في المشروع، ومصدر ونوع الري لكل مساحة من هذه المساحات، والتركيب المحصولي لها، مؤكدا أنه يتم الاعتماد بشكل أساسي على وسائل الري المحوري الحديث.
وعقب تفقده عددا من مواقع العمل، واستماعه إلى شرح عن تفاصيل المشروعات المختلفة، أكد رئيس الوزراء، أن ما يتم هنا يمثل ملحمة من الجهد والتنسيق على أعلى مستوى، سواء في تنفيذ أعمال البنية الأساسية وتجهيز الأرض للزراعة، وكذا أعمال الزراعة، متوجها بالشكر للوزارات المشاركة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، ولجميع من يسهم فى نجاح جهود استصلاح الأراضي وزراعتها، خاصة فى ظل ما يشهده العالم حاليا من أزمات فى الوقود والغذاء وغيرها، مؤكدا أن هناك جهودا واسعة تبذل فى هذا الملف، الذى يواجهنا فيه تحديات كبيرة، أهمها قلة الموارد المائية، ومن ثم يتم العمل وفق نظم الرى الحديث للحفاظ على كل قطرة مياه، واستغلالها الاستغلال الأمثل.
أهمية مشروع توشكى
وعن أهمية مشروع توشكى، قال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن مشروع الإنتاج الزراعي بمنطقة جنوب الوادي وبخاصة منطقة توشكى، من أهم المشروعات التي تسعى لسد الفجوة الغذائية في مصر، حيث أن مصر تستورد 60 % من الغذاء، وهو ما يعني تكلفة كبيرة لاستيراد هذه الكميات.
وأضاف "صيام" في تصريحات لـ"البوابة نيوز" أن مشروع توشكى واحد من أكبر 3 مشروعات زراعية مصرية عملاقة تستهدف زراعة 4 ملايين فدان جار استصلاحها لتنضم إلى الرقعة الزراعية البالغة نحو 9.5 مليون فدان في مصر، لنصل إلى 13 مليون فدان، مشيرا إلى أن مشروع توشكى بدأ في 1997 إلا أنه تعثر لأسباب كثيرة، إلا أن الدولة المصرية عزمت على إعادة إحياؤه حيث يأخد مياهه من بحيرة ناصر، ومن المنتظر أن تصل المساحة الإجمالية للمشروع 540 ألف فدان تم استصلاح الجزء الأكبر منها، ويتكامل مع مشروعات الدلتا الجديدة ومشروع شرق العوينات، وومشروع استصلاح نصف مليون فدان في سيناء، بهدف سد الفجوة الغذائية، وتوفير فرص العمل، بالإضافة إلى الأهمية الاستراتيجية لربط المشروع بالصناعات المرتبطة بالزراعات والإنتاج الحيواني الأمر الذي يعظم من فائدة المشروع.
أما الدكتور أحمد أبو اليزيد، أستاذ الاقتصاد الزراعي، فقال إن الأهمية الاقتصادية لمشروع توشكى متعددة بخاصة أنه واحد من أضخم المشروعات القومية الخاصة باستصلاح الزراعي.
وأضاف "أبو اليزيد" لـ"البوابة نيوز" أن العالم يواجه تغيرات مناخية بشكل كبير وفي ظل التضخم ترتفع أسعار السلع والخدمات الزراعية، ومن أجل القضاء على هذه الارتفاعات في الأسعار والتضخم المستورد، والفاتورة الدولارية الكبيرة للاستيراد، وهو الأمر الذي يوفر السلع والمنتجات الزراعية، الأمر الذي يخفض فاتورة الاستيراد.
وتابع: "مصر تتوسع في المشروعات الزراعية ويجب أن نشير إلى التوسع في زراعات الصوب الزراعية، مثل مشروع 100 ألف فدان صوب زراعية الذي افتتحه الرئيس السيسي قبل أشهر قليلة، وهو المشروع الذي ينتج بما يوازي 800 ألف فدان في الزراعة الحقلية التقليدية، وكذلك من المشروعات المهمة مشروع مستقبل مصر والدلتا الجديدة".