فرحة عارمة في كل البلاد العربية للمنتخب المغربي بعد الوصول إلى دور الأربعة في بطولة كأس العالم المقامة بقطر وهو إنجاز تاريخي لم يتحقق من قبل،لأي دولة عربية،وهو ما ادخل السعادة والسرور داخل قلوب كل الشعوب العربية بلا استثناء، بسبب الأداء الراقي للمنتخب المغربي العربي وسط الدول الأوربية الكبيرة،والتي لها مكانة مرموقة في الكرة العالمية، وهو ما جعل المغرب تحظى باحترام وتقدير العالم كله بسبب الأداء التاريخي الرائع والمشرف للعرب كلهم أمام دول العالم المتقدم.
والأمر الأكثر أهمية في هذا الحدث هو أن الرياضة نجحت فيما فشلت فيه السياسة،من أجل الوحدة العربية وفي تجميع جميع الدول العربية ال٢٢ دولة،و٤٠٠ مليون مواطن عربي يتحدوا مع علي قلب رجل واحد،اسمه المغرب،فأصبح الجميع يحمل شعار المغرب ويتحدث بلغة المغرب ويرتدي زي وملابس المغرب ويتغني بأغاني المغرب الشقيق،ويتمنون الفوز للمغرب و الصعود الى النهائي وربما الفوز بالكأس !! وهو أمنية غالية وطمع مشروع لنا كدول عربية،لأن الحدث صعب تكراره مرة اخرى، على الاقل على المدى القريب !
والأهم هو الفرحة التي أدخلتها المغرب ومنتخبها المتميز في قلب كل عربي وحركت بداخله شعور الانتماء الي هذا البلد العربي الجميل والوطن الغالي الذي يحوي جميع الدول العربية ال٢٢،بما فيها فلسطين، فظهرت للجميع أن الكرة والرياضة تجمع الشعوب العربية علي قلب رجل واحد مثلما رأينا مع دولة المغرب الشقيق،في منافسات كرة القدم بكأس. فما اجمل الفرحة التي رأيناها في عيون ووجوه لاعبي المغرب وجماهير المغرب الموجودة في كل دول العالم،بحيث من الصعب أن تميز المواطن المغربي عن غيره،بسبب أن الجميع يرتدي العلم المغربي والملابس المغربية ويتناول الاكلات المغربية،وهو السر في تجميع الشعوب الباحثة عن الانتماء للبلد وللوطن الكبير والهوية العربية،حتي ولو كان من خلال رياضة كرة القدم!
ولا سيما أن سحر الرياضة وما فعلته المغرب بكأس العالم، ساهمت بشكل كبير في توحيد العرب جميعا لكي يكونوا جسد واحد وقلب واحد وعقل واحد ومستقبل واحد،اسمه منتخب المغرب أمام دول العالم الكبيرة في عالم كرة القدم،ومع دولة المغرب في سعيها لتحقيق حلم الدول العربية والإسلامية،في الارتقاء والصعود لاعبي المراتب الأولى في هذا العالم الذي يتابعه أكثر من نصف سكان العالم،مما وحد العرب جميعا على اختلاف مستوياتهم على قلب رجل واحد وهو ما نتمنى أن يستمر للأبد دون تغيير !
كما أن منتخب المغرب في كأس العالم اعطي لجميع المنتخبات العربية رسالة خاصة وهي أن أي منتخب عربي لا يذهب لكأس العالم من أجل أن يلعبوا كورة بجد ويفوزون وليس من أجل التمثيل فقط،مثلما فعل كل من تونس والسعودية!
منتخب المغرب قدم لنا حكمة أخرى وهي أن الاعتماد على المدرب الوطني لقيادة المنتخب هو الافضل من الإتيان بمدرب أجنبي يحصل على أموال طائلة بالعملة الأجنبية ولا يفعل شيء،مثلما جربنا نحن وفشلنا !
منتخب المغرب قدم لنا حكمة أخري وهي أن ليس هناك مستحيل في كرة القدم بعدما هزموا بلجيكا وكندا وإسبانيا والبرتغال..وأن الأحلام ليست مستحيلة أن تتحقق على أرض الواقع.
لابد أن نتعلم جميعا نحن الشعوب العربية والمنتخبات من منتخب المغرب فيما ذهب إليه وتحية تقدير واعتزاز لكل شعب المغرب الشقيق ومنتخب المغرب الذي شرفنا وسط كبار العالم في اللعبة الشعبية الأولى،وفي أهم محفل رياضي عالمي. وهو ما يجعلنا نحلم ونسعى الي تحقيق احلام أبعد من ذلك كدول عربية قوية وكبيرة وعظيمة وسط دول العالم المتقدم،حفظ الله وطننا العربي،الذي ننتمي إليه ونعمل جميعا لأجله!!