لم يكتفِ النظام الإيراني بمجرد قمع التظاهرات التي تخرج من وقت لآخر في العديد من المدن الإيرانية في أعقاب حادث مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، حتى لجأ منذ بدء تلك الاحتجاجات في اعتقال العديد من الشباب المشاركين في التظاهرات وإخضاعهم للتعذيب النفسي الذي يؤدي في النهاية إلى لجوء الشباب إلى الانتحار.
وفسر باحثون لجوء الشباب الإيراني إلى الانتحار بسبب الضغوط النفسية التي تعرضوا لها في المعتقلات الإيرانية بعد القبض عليهم، حيث يمارس رجال الشرطة والباسيج أنواعا مختلفة من التعذيب النفسي والبدني بحق المعتقلين، ما يضعهم في مواقف تجعلهم يضطرون للجوء للانتحار هروبا من الضغوط النفسية السيئة.
وكان من أبرز هؤلاء الشباب عرشيا إمامقلي زاده الذي انتحر في أذربيجان الشرقية، الذي ألقى بنفسه من أعلى مكان بمنزله بعد خروجه من المعتقل مباشرة.
كما انتحر الشاب محمد رضا بناهي شقيق الطالبة إسراء بناهي، التي اعتقلتها السلطات الإيرانية في أعقاب مشاركتها في التظاهرات الإيرانية، وتوفيت في المعتقل نتيجة التعذيب الشديد، وهو ما دفع شقيقها للانتحار حزنا عليها.
ولم تكن هاتين الواقعتين فقط ما تم تسجيلهم في حالات الانتحار وسط الشباب في إيران بل يضاف إليهم الشاب عباس المنصوري البالغ من العمر 19 عاما، والذي تعرض هو الاخر للتعذيب القاسي داخل سجنه فانتحر بحقنة مجهولة.
جدير بالذكر أن التظاهرات في إيران انطلقت في أعقاب مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق بعد اتهامها بارتداء الحجاب بشكل غير ملائم، فيما تشير المعلومات إلى أنها تعرضت للتعذيب حتى توفيت في إحدى مستشفيات طهران، أعقب ذلك تظاهرات واحتجاجات عارمة عمت المدن الإيرانية.