أكد السكرتير العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج أن المهمتين الرئيسيتين أمام التكتل وحلفائه تجاه الحرب في أوكرانيا هما دعم هذا البلد وهو ما يجري بالفعل ومنع تصعيد الحرب خارج أوكرانياـ وذلك عن طريق توضيح أن الحلف ليس جزءا من هذا الصراع.
وقال ستولتنبرج - في تصريحات لقناة (فرنسا 24) الإخبارية اليوم الثلاثاء - إنه لا توجد قوات تابعة للناتو على الأرض أو طائرات في الجو فوق أوكرانيا، لكن يتم تقديم دعم غير مسبوق لأوكرانيا لمساعدتها في حقها الدفاع عن نفسها المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.
وأوضح أن الحلف يسعى - أيضا - لمنع تصعيد الحرب خارج أوكرانيا عن طريق زيادة التواجد في الجزء الشرقي من التحالف، حيث تم نشر المزيد من القوات والطائرات والسفن أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة وهذه رسالة واضحة لموسكو بأن الهجوم على أي حليف سيتبعه ردا من التحالف بأكمله.
وحول تقديم أسلحة بعيدة المدى لأوكرانيا، قال ستولتنبرج إنه تم تقديم أنظمة أسلحة حديثة إلى كييف من بينها "هيمارس"، كما أعرب عن اعتقاده بأنه لا يجب فقط التركيز على تقديم أنظمة جديدة، لكن يجب التأكد من أن الأنظمة المتواجدة هناك حاليا تعمل كما يجب.
وأشار إلى أن الناتو أوضح - للرئيس الروسي فلاديمير بتوين - أن أي استخدام لأسلحة نووية في أوكرانيا سيكون له عواقب وخيمة على روسيا، وأن الحرب النووية لا يمكن الفوز بها كما أنه لا يجب خوضها من الأساس.
وأضاف أن الحلف يراقب عن كثب ما تقوم به روسيا، وحتى الآن لم يشهد أي تغيرات في موقفها النووي من شأنه إجراء أي تغيير من جانب التكتل إلا أنه أكد في الوقت ذاته أهمية اليقظة لمتابعة كل التطورات.
ووصف ستولتنبرج إشارة بوتين إلى احتمالية استخدام الأسلحة النووية في الحرب بأوكرانيا بأنه أمر "خطير ومتهور"، مؤكدا أن الهدف الأساسي والرئيسي في الوقت الحالي هو دعم أوكرانيا لضمان قدرتها على الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها في أوروبا.
كما أعرب عن اعتقاده بأن هذه الحرب ستنتهي على طاولة المفاوضات في مرحلة ما، إلا أن ما يحدث حول هذه الطاولة مرتبط في الأساس بالوضع في أرض المعركة.
وتابع أنه إذا أردا الجميع أن تحيا أوكرانيا وتظل دولة حرة ذات سيادة في أوروبا، فإنه يجب دعمها وهذا هو أفضل طريق لتحقيق سلام دائم وقبول حلول على طاولة المفاوضات.
كما شدد على أن أوكرانيا هي من لها حق تقرير التوقيت والظروف المناسبة للتوصل إلى اتفاق سلام وهو ما أكد عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق.
واعتبر الهجوم على البنية التحتية في أوكرانيا هو أحد الأشكال الوحشية للحرب حيث يتم منع المدنيين والشعب الأوكراني من حقهم في الحصول على المياه والكهرباء والغذاء في وقت حل فيه الشتاء، ولكنه أعرب في الوقت ذاته عن ثقته التامة من أن الشعب الأوكراني لن ينحني وسيستمر في الدفاع عن حريته وحماية حقوق البلاد في العيش كدولة مستقلة في أوروربا.
وبشأن طلبات انضمام كل من السويد وفنلندا إلى التحالف، أعرب ستولتنبرج عن اعتقاده بأن كل الحلفاء ومن بينهم تركيا والمجر اللذين لم يتخذا حتى الآن خطوات المصادقة على طلبات الدولتين للانضمام إلى التحالف سيقروا هذا الأمر ولكنه لا يعلم التوقيت.
وحول الأوضاع في كوسوفو، قال ستولتنبرج إن حلف الناتو يتابع عن كثب كل ما يحدث كما دعا كل الأطراف المعنية إلى الابتعاد عن الأعمال الاستفزازية وخفض مستوى العنف.