ضربت أزمة الطاقة الدول الأوروبية، بسبب ارتدادات الحرب الأوكرانية التي تقترب من شهرها العاشر، بعد بدء الجيش الروسي حملته العسكرية ضد كييف في فبراير الماضي.
المجلس الأوروبي يبحث أزمة الطاقة
وأعلن المتحدث بإسم الحكومة البولندية بيوتر مولر، اليوم الثلاثاء، أن أزمة الطاقة ستكون أولوية لاجتماع المجلس الأوروبي بعد غد الخميس، في بروكسل، حيث يستعد التكتل لتحديد سعر وسقف للغاز الروسي، وأعلنت بولندا أنها ستواصل الضغط من أجل التوصل إلى آليات لتحقيق استقرار في أسعار الطاقة.
وأضاف مولر "نحن نبذل قصارى جهدنا لضمان عدم قيام الاتحاد الأوروبي بإدخال أية آليات يمكن أن تؤدي إلى زيادة أسعار الطاقة أو سلع الطاقة في بولندا"، مشيرا إلى أن الحكومة تسعى إلى حماية المستهلكين من تأثير الوضع الجيوسياسي الحالي.
وأشار إلى أن الوضع في أوكرانيا في الواقع يتدهور وقد تتسبب الهجمات الصاروخية المنتظمة في حرمان الكثير من الأشخاص من الكهرباء والتدفئة ومياه الشرب وهو ما يوضح مدى اتساع نطاق هذا الصراع.
معدات الطاقة الأمريكية تصل أوكرانيا
وفي السياق نفسه، أرسلت الولايات المتحدة الدفعة الأولى من معدات الطاقة إلى أوكرانيا والتي تبلغ قيمتها 13 مليون دولار، وتتألف من معدات الطاقة الكهربائية.
فيما نوهت صحيفة الجارديان البريطانية، إلى المعاناة التي تمر بها ألمانيا جراء أزمة الطاقة، حيث كانت تعتمد على الإمدادات الروسية في تلبية حوالي 50% من احتياجاتها، وأكد الكاتب فيليب أولترمان، في مقال نشرته "الجارديان"، أن تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا، ألقت بظلالها على قارة أوروبا بأسرها وأصبحت ألمانيا معرضة لنقص حاد في واردات الغاز بسبب قطع روسيا لواردات النفط.
وأضاف أن ألمانيا منذ بداية الحرب الأوكرانية تبذل مساعي حثيثة من أجل تعويض ذلك النقص من خلال مصادر بديلة، في الوقت الذى تسعى لتخزين أكبر قدر متاح من الغاز تحسبًا لفصل شتاء قارس البرودة.
فشل ترشيد الاستهلاك في ألمانيا
وتابع أن برلين فشلت في ترشيد استهلاك الغاز بنسبة 15% كما كان متفق عليه من جانب دول الاتحاد الأوروبي في ظل الانخفاض الكبير في درجات الحرارة، مشيرا إلى أن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك كان قد أعلن عن خطة لترشيد 20% من استهلاك الطاقة في البلاد وهو المعدل الذي تمكنت ألمانيا من الوفاء به خلال فصل الخريف في ظل اعتدال درجات الحرارة نسبيا إلا أن موجة البرد القارس التي اجتاحت البلاد الأسبوع الماضي أعاقت الالتزام بتلك المعدلات.
ويشير الكاتب إلى أن مخزون الغاز في ألمانيا بدأ يتراجع في الوقت الحالي؛ ليصل إلى 95% بعد أن كانت الخزانات ممتلئة بالكامل، مسلطًا الضوء على تصريحات كلاوس مولر رئيس الوكالة القومية للطاقة والتي أشار فيها إلى أن معدلات الترشيد تراجعت لتصل إلى 13% بعد زيادة استهلاك الوقود بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى نحو 10 تحت الصفر.
وتنتظر ألمانيا شحنات الغاز القادمة من النرويج وهولندا وبلجيكا عبر الأراضي الفرنسية، لتعويض نقص الغاز الروسي.