الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

كاتب بريطاني: حرب أوكرانيا تلقي بظلالها على ألمانيا وتتسبب في أزمة طاقة حادة

أزمة طاقة في ألمانيا
أزمة طاقة في ألمانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الكاتب فيليب أولترمان، في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا، ألقت بظلالها على قارة أوروبا بأسرها ولا سيما ألمانيا التي أصبحت معرضة لنقص حاد في واردات الغاز بسبب قطع روسيا لواردات النفط.

وأوضح الكاتب أن ألمانيا منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي تبذل مساعي حثيثة من أجل تعويض ذلك النقص من خلال مصادر بديلة عن واردات الطاقة الروسية، مشيرًا في نفس الوقت إلى أن ألمانيا تعمل جاهدة على تخزين أكبر قدر متاح من الغاز تحسبًا لفصل شتاء قارس البرودة، حيث إنها لم تتمكن من ترشيد استهلاك الغاز بنسبة 15 في المئة كما كان متفق عليه من جانب دول الاتحاد الأوروبي في ظل الانخفاض الكبير في درجات الحرارة.

وأوضح المقال أن ألمانيا كانت قبل حرب أوكرانيا تعتمد على واردات الغاز الروسية في توفير ما يقرب من 50 في المئة من احتياجاتها من الطاقة، إلا أن وادرات الغاز الروسي للقارة الأوروبية تقلصت بشدة بعد قطع موسكو إمداداتها من الغاز كرد فعل للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية عليها.

ويوضح المقال أن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك كان قد أعلن عن خطة لترشيد 20 في المئة من استهلاك الطاقة في البلاد وهو المعدل الذي تمكنت ألمانيا من الوفاء به خلال فصل الخريف في ظل اعتدال درجات الحرارة نسبيا إلا أن موجة البرد القارس التي اجتاحت البلاد الأسبوع الماضي أعاقت الالتزام بتلك المعدلات.

ويشير الكاتب إلى أن مخزون الغاز في ألمانيا بدأ يتراجع في الوقت الحالي؛ ليصل إلى 95 في المئة بعد أن كانت الخزانات ممتلئة بالكامل، مسلطًا الضوء على تصريحات كلاوس مولر رئيس الوكالة القومية للطاقة والتي أشار فيها إلى أن معدلات الترشيد تراجعت لتصل إلى 13 في المئة بعد زيادة استهلاك الوقود بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى نحو 10 تحت الصفر.

ويشير المقال أيضا إلى تصريحات مولر التي أكد فيها أن بلاده في سبيلها لتعويض واردات الطاقة الروسية من خلال مصادر عدة حيث إنها في انتظار شحنات من الغاز قادمة من النرويج وهولندا وبلجيكا عبر الأراضي الفرنسية.

وفي الوقت نفسه عبر المسئول الألماني عن رضائه عن نمط استخدام الطاقة في المنازل حيث لجأت الأسر الألمانية خلال موجة البرد الحادة في شهر نوفمبر الماضي إلى استخدام الغاز للتدفئة بدلًا من الكهرباء ذات التكلفة العالية.

ولفت الكاتب إلى أن هناك حالة من القلق تسود ألمانيا منذ انقطاع إمدادات الغاز الروسية في أعقاب التفجيرات التي أصابت خطي إمدادات الغاز نوردستريم-1 ونوردستريم-2، خشية حدوث نقص في واردات الغاز ولا سيما خلال فصل الشتاء.

ويشير المقال إلى تصريحات مولر لصحيفة الجارديان الشهر الماضي والتي عبر فيها عن اعتقاده أن الوفاء بمعدلات ترشيد الاستهلاك بنسبة 20 في المئة يتطلب جهودا هائلة، مؤكدا ضرورة زيادة الوعي لدى المواطنين بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة في ظل الأزمة الطاحنة التي تتعرض لها الدول الأوروبية.

ويختتم الكاتب المقال بتسليط الضوء على تحذيرات المسؤول الألماني من أنه في حالة عدم القدرة على ترشيد الاستهلاك بالمعدلات المطلوبة فلن يمر هذا الشتاء دون تعرض البلاد لمخاطر حقيقية بسبب نقص موارد الطاقة.