تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم بالقـديس اسبيـريدون الأسـقف، الذي ولد عام 270م بجزيرة قبرص، وكان راعي غنم، يخلو بالله والتأمل في المخلوقات بما فيها من نظام وعظمة وجمال.
امتاز بفضيلتي التواضع والايمان الراسخ. اقترن بامرأة فاضلة رُزق منها ابنة أسماها إيريني. ولما توفي اسقف مدينة تريمثوس، أجمع الأساقفة في قبرص على انتخاب اسبيريدون خلفاً له. فترَّقى الدرجات المقدسة حتى الاسقفية، وقام يرشد النفوس في طريق الخلاص ويردُّ الضالين الى الحظير.وجاء الملك مكسيميانوس يضطهد المسيحيين فقلع عين الاسقف وارسله الى المنفى مع غيره من المسيحيين، فارضاً عليهم الاشغال الشاقة في مقالع الحجارة، سنين عديدة .
وعندما انتصر قسطنطين الكبير سنة 312م ، عاد اسبيريدون يواصل جهاده بغيرة لا تعرف الملل . ومنحه الله صنع العجائب ، فاشتهرت قداسته في كل مكان .
ودعا إلى مجمع نيقيه عام 325م . الذى تراسه الإمبراطور قسطنطين الكبير . فلما حضر كان بهيئة راعي غنم وله صوف الخروف على كتفه، بعين واحدة ويده اليسرى ملتوية ولحيته بيضاء ووجهه مضيء وقوامه قوام رجل صلب على بساطة أخّاذة، فلم يكن من الإمبراطور والموجودين إلاّ أن وقفوا له إجلالاً بصورة عفوية .
وقد جاء فى التراث أن القديس اسبيريدون أفحم أحد الفلاسفة الآريوسيين في المجمع. لم يفحمه بقوة الكلام بل بالبساطة وبرهان الروح القدس فيه. وكان من نتيجة ذلك أن عاد الآريوسي عن ضلاله، وكان مولعاً بقراءة الكتب المقدسة ، حريصاً على قراءتها بنصها الحرفي .
ومرض قسطنس بن الإمبراطور قسطنطين الكبير مرضاً عجز الاطباء عن شفائه . وراى في الحلم اسقفاً يشفع لدى الله فشفي ، وقد ارتسمت صورته فى مخيلته .
فلما جاء الاسقف اسبيريدون ليهنئه على شفاءه . عرفه بهيئته كما تمثل له بالحلم . فاعبره جداً ووهبه مالاً كثيراً ، فقام الاسقف بتوزيعه على الفقراء والمحتاجين . دون أن يبقى له شيئاً .
وحضر أيضا المجمع الذي انعقد سنة 347م في سرديكا للدفاع عن القديس اثناسيوس ضد خصومه الذين الصقوا به تهماً كاذبة . فكان الاسقف اسبيريدون من أشد أنصاره وتجند لإظهار صحيفته ناصعة كالثلج . ولكثرة عجائبه لقب بالعجائبي . وأوحى إليه بدنو أجله، فاستعدّ للموت استعدادا حسناً الي ان توفي يوم 12 ديسمبر عام 348م .