الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

المستشرق كريزويل يوثق مأذنة جامع الوزير الصالح "طلائع بن رزيك" بالصور

مأذنة جامع الوزير
مأذنة جامع الوزير الصالح “طلائع بن رزيك”
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

التقط المستشرق والعالم الكبير بروفيسور كريزويل أستاذ العمارة الإسلامية بجامعة القاهرة ثم الجامعة الأمريكية بالقاهرة سنة 1921م، مجموعة من الصور الهامة للغاية والتى التقطت فى سنة واحدة أو ربما فى يوم واحد، وأهميتها أنها توثق مأذنة جامع الوزير الصالح "طلائع بن رزيك" والتى لم تعد موجودة الآن حيث سقطت بعد عامين اثنين من التقاطها، وذلك بحسب ما نشرته صفحة المؤرخون المصريون.

وهذا الجامع على يسار الخارج من "باب زويلة" بناه الوزير الصالح "طلائع بن رزيك " وزير الخليفة الفاطمى الفائز بنصر الله سنة 555هـ، كى يكون مقراً لرأس الإمام الحسين بن على، والتى كانت حينها بعسقلان فخاف عليها من عبث الإفرنج فأمر بتجهيزها وإرسالها إلى مصر وأمر ببناء هذا الجامع وإلحاق ضريح للرأس به، إلا أن هذا المشروع لم يكتمل حيث رفض الخليفة وضع الرأس خارج القاهرة والقصور الزاهرة، وأمر بإعداد موضع لها داخل القصر الشرقى وهو الذى تحول فيما بعد للمشهد والجامع الكبير الذى ما زال يحمل اسم الإمام الحسين حتى اليوم.

المأذنة فى الصور - والتى لم تعد موجودة الآن - لم تكن المأذنة الأصلية للجامع، فمأذنته الأولى سقطت فى الزلزال المشهور الذى ضرب القاهرة سنة 702هـ والذى أضر بالكثير من المبانى الأثرية القديمة بها، وحينها اضطلع الأمير بكتمر الجوكندار بإصلاح المسجد وترميمه، لكن لا يوجد نص واضح يثبت بناء الأمير بكتمر مأذنة أخرى للجامع، فمن غير المؤكد أن المأذنة فى الصور من إضافات الأمير بكتمر الجوكندار كما أن قمتها المخروطية المميزة للمآذن العثمانية تثبت أنها من تجديدات العصر العثمانى، أو أن قمتها فقط هى من سقطت ثم أعيد تجديدها فى الفترة العثمانية.

والمأذنة سقطت هى الأخرى عام 1923م - على حد قول د/أحمد عبد الرزاق - أى بعد التقاط هذه الصورة بعامين فقط، وفى أقوال أخرى أنها أزيلت فى عام 1926م على حد قول المرحوم حسن عبد الوهاب.
لاحظ فى الصورة أيضاً المبانى والتعديات الحديثة على واجهة الجامع والتى أزيلت فى تجديدات لجنة حفظ الآثار العربية التى استمرت لعقود بدأت باستخراج أمر رسمى بإزالتها عام 1915م ولم تكتمل إلا بعد سنة 1945م لكن اللجنة لم تعيد بناء المأذنة التى سقطت.

وهذا الجامع هو آخر مسجد بنى فى العصر الفاطمى؛ وهو أقدم مسجد معلق باق فى مصر حيث إن طابقه السفلى عبارة عن مجموعة كبيرة من الحوانيت، كما أنه أول مسجد يبنى كى يلحق به ضريح فى مصر، وهو المسجد الفاطمى الوحيد الباق خارج أسوار القاهرة الفاطمية وهذا هو السبب الذى جعل صاحبه الوزير الصالح طلائع يندم على بناءه فى هذا الموضع وهو على فراش الموت بعدها بسنة واحدة 556هـ، يقول المقريزى:
"فيقال إن الصالح لما حضرته الوفاة جمع أهله وأولاده، وقال لهم فى جملة وصيته: ما ندمت قط فى شىء عملته إلا فى ثلاثة: الأول بنائى هذا الجامع على باب القاهرة فإنه صار عوناً عليها، والثانى توليتى لشاور الصعيد الأعلى، والثالث خروجى إلى بلبيس بالعساكر وإنفاقى الأموال الجمة، ولم أتم بهم إلى الشام وأفتح بيت المقدس وأستأصل شأفة الفرنج. وقد كان أنفق فى العساكر فى تلك الدفعة مائتى ألف دينار".

المصادر

1- تقى الدين أحمد بن على المقريزى: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، تحقيق أ.د/أيمن فؤاد سيد، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامى لندن 2002م، المجلد الرابع، صـ 166 - 186.

2- د/حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة2014 م، الجزء الأول صـ 99.

3- د/أحمد عبد الرازق: العمارة الإسلامية فى مصر منذ الفتح العربى حتى نهاية العصر المملوكى، دار الفكر العربى بالقاهرة، الطبعة الأولى 2009م، صـ 122.