أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، ضمن سلسلة الثقافة الشعبية كتاب «عروض المنشد الصييت بين الأداء والتلقي» دراسة ميدانية في دلتا مصر، للدكتور محمد حسن شاكر عبد الله.
ويتناول الكتاب عروض قص المنشد الصييت التي تمثل حالة فريدة من الإبداع الفني الشعبي الذي يتواصل فيها آنيا الأداء التمثيلي الشعبي مع جمهوره في سياق احتفالي شعبي ديني اجتماعي شكلت مضامينه داخل إطار من الالتزام الديني والأخلاقي ساهم في انتشارها واستمراريتها.
وهذا الكتاب ثمرة دراسة ميدانية أجراها المؤلف بدلتا مصر ارتكزت على عروض المنشدين صبيتة قام بجمعها ميدانيا في مناسبات احتفالية شعبية، وتناول الكتاب عناصر عروض حكي المنشد الصبيت الشعبية وملامح مكان العرض وطرق إعداده وتجهيزاته الفنية والمناسبات الاحتفالية الشعبية التي يستدعى لإحيائها المنشد الصييت والبناء الدرامي للحدث المحكي ومصادره ودور الجمهور في تنميط حبكته الدرامية والخصوصية الفنية لصراعه الدرامي والصيغ الشفاهية والأدائية التي اعتمد عليها الأداء التمثيلي الذي اتسم بالتنوع والشمول الفني.
كما تناول الكتاب الدور الوظيفي الذي تمثله تلك العروض الشعبية لجمهورها، والعادات الحاكمة لفرجته الشعبية والمنظمة لتواجده في ساحة العرض والدور الذي تلعبه توقعات المنشد الصييّت ورغبات الجمهور في تشكيل تلك العروض.
وينقسم الكتاب إلى أربعة فصول ومقدمة ومدخل وخاتمة وملحق للصور، ويتناول الفصل الأول ملامح عروض قص المنشد الصبيت المسرحية الشعبية ، ملامح ومواصفات المكان المخصص للعرض، وهيئة خشبة المسرح الشعبي وطرق إعدادها وطبيعة الديكور، الإضاءة، وأجهزة الصوت المستخدمة في تلك العروض، ومكان تواجد جمهور العرض، وهو ما يعرف مسرحيًا بالمساحة الخالية المواجهة لخشبة المسرح الشعبي، موضحًا سماتها العامة وطرق تجهيزها لاستقبال الجمهور، كما يتناول الفصل التعريف بالمنشد الصييّت والفرقة الموسيقية المصاحبة لعرضه، مكوناتها ودورها الوظيفي المنوطة به، كما عرض بإيجاز لطبيعة النص الأدبي لعروض قص المنشد الصييّت وجمهوره، وذلك لتخصيص الفصل الثاني والرابع لشرح وتحليل كل منهما باستفاضة، كما تطرق الفصل إلى الحديث عن المناسبات الاحتفالية الشعبية التي يستدعى إليها المنشد الصبيت، وأهم ما يميز ليلة العرض في كل مناسبة.
وفي الفصل الثاني البنية الدرامية لموضوعات قص المنشد الصبيت، تناول بالعرض والتحليل عناصر البناء الدرامي لموضوعات قص المنشد الصييت التمثيلية الشعبية، وسماتها العامة وأهم المضامين والقيم التي تحتويها وكذا قدمنا تحليلاً لحبكة قص المنشد الصييّت الدرامية وعرضاً للمصادر التي تستقى، ودور الجمهور في تنميط حبكة القص في تلك العروض بالنمط الميلودرامي الشعبي، ونمط التسلسل في البنية الدرامية لحبكة قص المنشد الصييّت، وطبيعة الصراع الدرامي فيها، ومساندة الله عز وجل دوما بطله الخير ومساعدته في الوصول لهدفه المنشود، وعفو البطل رغم مقدرته عن خصمه وكل من أساء إليه تنفيذا لتعاليم ربه ورسولنا الكريم، وينتهي الفصل بتناول لغة قص الصبيت في عروضه المسرحية الشعبية، موضحين مدى اعتمادها على آليات الأداء الشفاهي التي ضمنت نجاح الأداء وتواصله مع الجمهور.
وتناول الفصل الثالث طبيعة أداء الصييّت التمثيلي الشعبي نشأة المنشد الصييّت وتعلمه لفنون أدائه التمثيلي الشعبي، ووسائله في الدعاية لنفسه ولفنون عرضه، وصيغ الأداء التمثيلي الشعبي في عروض قص الصييّت، وفنيات أداء المنشد الصييّت، كما يعرض لإمكانات الأداء التمثيلي الشعبي الشامل للمنشد الصبيت.
أما في الفصل الرابع والأخير الذي خصص للحديث عن جمهور عروض قص المنشد التصويت المسرحية الشعبية فتناول فيه الدور الوظيفي الذي تمثله عروض قص المنشد الصبيت المسرحية الشعبية لجمهورها، وطبيعة تلك الجماهير، وترتيباته في إقامة وتجهيز مكان العرض، والنظام الذي يحكم فرجته الشعبية وتواجده في ساحة العرض والدور الذي تلعبه توقعات المنشد الصبيت ورغبات الجمهور في تشكيل تلك العروض، وخصوصية الاتصال والتواصل فيها، وأخيرًا يختتم المؤلف كتابه بمصادر الكتاب ومراجعه ثم ملحق للصور.