صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، كتاب «خيالات الذكر.. المرأة في الخطاب العربي المعاصر.. دراسة في تحليل الخطاب المنطوق من خلال برامج التليفزيون» للدكتور محمد عامر.
وتتميز الدراسة بأنها مركزة للغاية، حاول فيها الكاتب أن يؤكد أن فكرة النسوية متأصلة ومتجذرة في الثقافة العربية الإسلامية، وأن الإسلام الحنيف عالج هذه القضية التي ظن الكثير من الدارسين والباحثين أنها ابنة الفكر الغربي وربيبة الدعوات التحررية.
وانطلق الكاتب من أن خطاب المرأة فى أصله مشروع أيديولوجي، وبهذا يكون الخطاب متحركا وملبيا للاحتياجات التي يفرضها الواقع والقانون، وكذلك المجتمع.
ونجح الكاتب في الإلمام بمادته البحثية متخيرًا ما جاء من دراسات سابقة اقتربت من موضوع دراسته ثم اصطنع لنفسه منهجا بحثيا مناسبا لمادته العلمية وفرضياته، وهو ما ساعده على التوصل إلى نتائج تتسق تماما مع فرضياته لأن هذه الفرضيات كانت أبنية مكتملة في تلك المناقشات التليفزيونية، واستعان الكاتب أيضا بمعرفته الدقيقة بالميديا الإعلامية.
يأتي هذا الكتاب في وقت حرج عانت فيه المرأة - وما زالت تعاني - مزيدا من القهر والتعسف باسم القوانين والتفسيرات المختلفة للآيات والأحاديث النبوية، وهنا كان دور الكاتب في التقصي والبحث في قضايا مساواة شهادة المرأة بشهادة الرجل وقضية القوامة والولاية السياسية للمرأة وخروج المرأة للعمل والخلع والعنف ضد المرأة، والختان والزواج عبرالإنترنت والحجاب وغيرها.
معظم هذه القضايا ما زال ملتهبا، وهو ما يجعل المجتمع المصري يعيش حالة من الجدل الإعلامي، سيظل الحوار في هذه القضايا الاجتماعية والفكرية قائمًا يستنزف طاقات المجتمع المصري، ويجعله مشتنا بين مؤيد ومعارض، وهذا ما يؤكده الكاتب حينما يروي ما حدث خلف الكاميرا، وكيف يتم توزيع الأدوار، ودور المذيع / مقدم البرنامج في تحريك وإدارة الحوار و طرح المشكلة... إلخ.
