نجح منتخب المغرب فى كتابة التاريخ في أرض قطر، بعدما أصبح أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم، وذلك بعدما استطاع أسود الأطلس الانتصار على المنتخب البرتغالي بهدف دون رد، فى مباراة الدور ربع النهائي التي أقيمت على ملعب استاد الثمامة، وسطر المغاربة لأنفسهم تاريخا عظيما سوف يحتاج الجميع إلى مجهود كبير للوصول إليه أو معادلته وتخطيه.
قدم منتخب المغرب ملحمة كروية سيتحاكى عنها الجميع في الفترة المقبلة، بل في السنوات القادمة، لأن ما حدث لم يكن وليدا للصدفة، بل جاء نتاج عمل شاق، ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يصل المنتخب المغربى إلى ما وصل إليه في مونديال قطر 2022، فلقد أبهر أسود الأطلس العالم كله بما قدموه، والنتائج الرائعة التي تحققت على أرض قطر.
باتت أسماء لاعبى منتخب المغرب محفورة في القلوب والعقول، بعد الإنجاز التاريخى الذى تحقق بأقدامهم، في الملاعب القطرية، فلقد صالوا وجالوا ولم يقف أمامهم أي منافس، وأكلوا الأخضر واليابس، ليستحقوا عن جدارة واستحقاق لقب الحصان الأسود في هذه النسخة من المونديال، وأضحت أسماء نجوم الأطلس على كل الألسنة بكل خير، فمن الآن لا يتحدث عن أشرف حكيمى ولا حكيم زياش ولا سفيان بوفال ولا ياسين بونو ولا غيرهم وغيرهم من اللاعبين الكبار.
ولكن عريس الليلة هو واحد، صاحب هدف الفوز والتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم، وما أدراك ما نصف نهائي المونديال، عند قراءة المغرب فى نصف النهائي يقشعر بدنك من الفرحة والفخر بأن منتخب عربى وصل إلى هذا الدور الذي كان يظنه البعض مستحيلا، ولكن المستحيل كان له رجل هو يوسف النصيرى، نجم فريق إشبيلية الإسبانى، والذي سجل هدف الفوز في مرمى البرتغاليين في لقاء ربع النهائى، ليخطف تذكرة تاريخية، ويصبح أحد الأربعة الكبار على مستوى العالم.
اكتست شوارع الدوحة باللون الأحمر بعد إنجاز المغرب التاريخي، وباتت كل الشوارع تحمل الأعلام الحمراء، وهتافات قوية وعالية باسم منتخب المغرب ونجومه الكبار الذين كتبوا أسماءهم بحروف من نور ستظل عالقة في الأذهان لسنوات طويلة قادمة، وخرج الآلاف من المشجعين العرب إلى الشوارع للاحتفال بإنجاز المغرب التاريخى
التقت الجنسيات العربية في شوارع الدوحة، وصمموا أجمل ملحمة في حب المغرب وحب الإنجاز العربي، فتكاتف الجميع من أجل الاحتفال بالإعجاز، فظهرت كافة الجنسيات العربية في منطقة سوق واقف وفي منقطة درب لوسيل، وكذلك شوارع الدوحة الحيوية المخصصة لفاعليات بطولة كأس العالم.
كما انتشرت عملية بيع الأعلام بشكل كبير في شوارع الدوحة، وكان هناك إقبال تاريخي على شراء أعلام المغرب من كافة المحلات التي تبيع الأعلام، ورصدت البوابة تهافت الجميع على شراء العلم المغربي لوضعه فوق المنازل أو فوق الأكتاف لأن قطر الآن كلها تتحدث عن المغرب ولا صوت يعلو فوق صوت أسود الأطلس.