الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

حملة واسعة لمقاطعة النمسا بعد رفضها انضمام رومانيا وبلغاريا إلى منطقة الشنجن

النمسا
النمسا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انتشرت حملة واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي الرومانية تدعو لمقاطعة النمسا بعد أن تسببت فيينا في منع كل من رومانيا وبلغاريا من الانضمام إلى منطقة شنجن في الاتحاد الأوروبي.
وذكرت شبكة البلقان الإخبارية المتخصصة في شئون أوروبا الشرقية وأوراسيا أن الرومانيين بدأوا النشر على تويتر والفيس بوك وغيرهما من شبكات التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج (مقاطعة النمسا)، بعدما أعلن المستشار النمساوي كارل نيهامر في قمة الاتحاد الأوروبي وغرب البلقان في "تيرانا" أن فيينا لا تدعم انضمام رومانيا إلى شنجن.
وانعقدت قمة مجلس الاتحاد الأوروبي في الثامن من ديسمبر الجاري، حيث أيد غالبية الأعضاء دخول الدولتين إلى منطقة الشنجن، إلا أن النمسا استخدمت حق الفيتو ضد انضمام رومانيا وبلغاريا، في حين أن إجماع الأصوات شرط أساسي للسماح للأعضاء الجدد بالانضمام إلى منطقة "شنجن" التي تسمح لحاملها بالسفر بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالعبور دون الحاجة إلى إظهار جواز سفر أو تأشيرة.
ودفع ذلك الكثير من الرومانيين إلى إعلان أنهم لن يذهبوا بعد الآن للتزلج في منتجعات النمسا، وسيغلقون حساباتهم في البنوك النمساوية، ثم سارع آخرون للانضمام إلى حملة انتشرت سريعا، حيث نشر أحدهم صورة لإشعار تم رصده على باب مطعم يقول إن بطاقات الائتمان الصادرة عن البنوك النمساوية "غير مقبولة"، في حين غرد آخرون بأن الشركات النمساوية بدأت التأثر بالفعل، وسرعان ما سيكون هناك مجموعة من رجال الأعمال الغاضبين سيسألون المستشار النمساوي: "لماذا عليهم خسارة المال بسبب كره الأجانب لهم دون داعٍ؟". 
ومن بين الذين انضموا إلى المقاطعة نادي كرة القدم الروماني (أونيفرسيتاتيا كرايوفا)، الذي أعلن على صفحته على الفيس بوك أن "جامعة كرايوفا، الراعية للنادي، ذات المبادئ المتأصلة في جذورها قد اتخذت قرارًا بمعاقبة الشركات النمساوية الشريكة بالمقاطعة الكاملة، ويشمل ذلك إغلاق حساباتها في بنك رايفايزن النمساوي، وعدم استخدام محطات (أو إم في) النمساوية للوقود، وإلغاء معسكره الصيفي التقليدي في منتجع جبلي في النمسا".
وألقى آخرون الضوء على تصرفات بعض الشركات النمساوية باستغلال الموارد الطبيعية لرومانيا، حيث زعموا أن شركة (هولزيندستري شفايجوفر) التابعة لمجموعة (إتش إي تيمبر جروب) النمساوية الخاصة، التي تعمل في صناعة معالجة الأخشاب وتجارة الأخشاب وانتاج الطاقة الحيوية، كانت متورطة في عمليات قطع الأشجار غير القانونية في رومانيا، والتي أثارت احتجاجات من قبل الرومانيين الذين قاموا بحملة لإنهاء قطع الأشجار من غاباتهم من قبل أي شركات أجنبية.
وتعتبر شركة (أو إم في) للنفط والغاز الدولية، ومقرها في فيننا، أكبر منتج للنفط والغاز في منطقة جنوب شرق أوروبا، وتركز أعمالها الرئيسية على استكشاف وإنتاج النفط والغاز، وتوزيع الغاز الطبيعي وتوليد الطاقة، وتكرير وتسويق المنتجات النفطية.
وعبّر نشطاء آخرون عن مشاعرهم بمجرد التغريد بعبارات تشجب فيينا أو بنشر صور الديكتاتور النازي "أدولف هتلر" المولود في النمسا.
وتتعلق اعتراضات النمسا بشكوكها إزاء قدرة البلدين على السيطرة على المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون حدودهما، فيما ينطبق بشكل خاص على بلغاريا التي انتقدتها فيينا بشدة في هذا الصدد.
وانتقد عدد من السياسيين الرومانيين رفيعي المستوى القرار النمساوي، كان على رأسهم الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس الذي قال في بيان، إن موقف النمسا "مؤسف وغير مبرر" ويهدد الوحدة الأوروبية.
وتم استدعاء السفير النمساوي في بوخارست إلى وزارة الخارجية الرومانية، التي قالت في بيان رسمي إنها تعتبر موقف فيينا "غير مقبول وغير مبرر وغير ودي"، وأنه "سيكون له عواقب حتمية على العلاقات الثنائية".
من ناحية أخرى، تعتقد هولندا التي استخدمت هي الأخرى حق الفيتو للاعتراض على انضمام بلغاريا للشنجن، أن صوفيا فشلت في إحراز أي تقدم في مكافحة الفساد والجريمة المنظمة وسيادة القانون.
وعلى الرغم من أن غالبية السياسيين البلغاريين غير راضين عن تعرض بلادهم للرفض، إلا أنهم، فيما يبدو قد قبلوا القرار باعتباره عادلًا، حيث يعانون من مشاكل داخلية فيما بينهم ويلقون باللوم على بعضهم البعض.
وكان أحد الاستثناءات القليلة هو ستيفان يانيف زعيم أصغر حزب في البرلمان البلغاري (صعود بلغاريا)، الذي دعا إلى مقاطعة هولندا، وقال إن قرار هولندا غير مقبول.
ودعت رابطة رأس المال الصناعي في بلغاريا، وهي منظمة تضم العديد من الشركات الكبرى ويترأسها يانيف، الحكومة والرئيس والبرلمان إلى استدعاء السفير البلغاري في هولندا، كما طالبت بمقاطعة هولندا بكل طريقة ممكنة.
ودعت البلغار إلى التوقف عن شراء المنتجات الهولندية ووقف الرحلات السياحية إلى هولندا، مضيفة أنه يجب على الطلاب التوقف عن الالتحاق بالجامعات في هولندا.
إلا أن تلك المطالبات لا يبدو أنها ستؤخذ بجدية من قبل غالبية البلغار، الذين يستمتعون بالسفر إلى أمستردام، بينما يفضل الطلاب البلغاريين الجامعات هناك بسبب الرسوم المعقولة وظروف المعيشة الجيدة.