أكد الكاتب الأمريكي دافيد ستيرن" أن استمرار الهجمات الصاروخية الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، يفاقم من الأزمة الحادة التي تمر بها البلاد ولاسيما خلال فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة إلى ما يقرب من 20 درجة تحت الصفر".
وقال الكاتب، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، " إن الهجمات الصاروخية الروسية أدت إلى انقطاع التيار الكهربي، وإمدادات المياه علاوة على تعطل وسائل التدفئة في العديد من المناطق في جميع أرجاء أوكرانيا".
ويوضح المقال أن الهجمات الصاروخية الروسية الأخيرة تعد جزءا من الضربات الصاروخية المكثفة التي توجهها روسيا للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، في محاولة معلنة من جانب الكرملين لشل حركة الحياة في البلاد من خلال تعطيل الخدمات الحيوية هناك.
ويضيف الكاتب أنه مع انخفاض درجات الحرارة إلى حد التجمد لم يعد السؤال الذي يلح على سكان العاصمة كييف والعديد من المدن الأوكرانية، هو كيفية الحصول على وسائل تدفئة وإمدادات مياه وكهرباء، وإنما بات السؤال الذي يدور في الأذهان الآن، هو هل يمكن استمرار الحياة في أوكرانيا أم لا؟.
ويشير المقال إلى أن سكان المناطق المتضررة من الهجمات الصاروخية الروسية أصبحوا بين شقي الرحى، ففي الوقت الذي يحذر فيه المسؤولون في أوكرانيا في ظل هذه الظروف القاسية من كارثة إنسانية سوف يتعرض لها من يظل مقيما داخل أوكرانيا، يحذرون كذلك من أزمة لاجئين سوف تحدث في حالة نزوح سكان تلك المناطق المتضررة من الهجمات الصاروخية الروسية.
ويضيف المقال أن التوتر والقلق بدأ ينتاب المسؤولين في أوكرانيا والملقى على عاتقهم مسؤولية إصلاح العطب في البنية التحتية التي تدمرت بسبب القصف الصاروخي الروسي، والتي باتت شبه مستحيلة في ظل ارتفاع تكلفة الإصلاح وصعوبة تنفيذ تلك الإصلاحات.
ويلفت المقال إلى أن تلك الأزمة الطاحنة التي تجتاح البلاد دفعت الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي إلى الإعلان عن إقامة ما يقرب من 4،000 ملجى للإيواء في جميع أرجاء البلاد لتوفير الدفء والتيار الكهربي والخدمات اللازمة الأخرى مثل الطعام والشراب.
ويقول الكاتب إن الجانب الأوكراني يواجه مشاكل متصاعدة لإصلاح ما دمرته الهجمات الروسية بسبب اتساع نطاق الهجمات؛ ما يزيد من صعوبة عملية الإصلاح واستغراقها وقتا أطول؛ ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربي لفترات طويلة عن العديد من المناطق في أوكرانيا.
ويوضح المقال أن القوات الروسية أطلقت يوم الاثنين فقط ما يقرب من 70 صاروخا على البنية التحتية للكهرباء؛ ما أدى إلى انقطاع الكهرباء بالكامل عن مدينة أوديسا وأجزاء أخرى في جميع أنحاء البلاد.
ويشير الكاتب في ختام المقال إلى تقديرات المحللين العسكريين ورجال المخابرات الذين يرون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى من خلال استهداف البنية التحتية للطاقة إلى إجبار أوكرانيا على الاستسلام ولاسيما في ظل تعثر القوات الروسية في تحقيق انتصار سريع في ميدان القتال.
العالم
كاتب أمريكي: "استمرار القصف الروسي يفاقم أزمة الطاقة في أوكرانيا"
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق