أطلقت النائبة الدكتورة ألفت المزلاوي، أمين سر لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، مبادرة تحت عنوان "كفاية دبلة وخاتم" بهدف الدعوة الخالصة الصادقة لعدم المغالاة في الشبكة للمقتدر وتخفيضها لغير المقتدر.
وقالت عضو مجلس النواب:"الشبكة" هي في الأساس هدية من العريس لعروسه إلا أنه بات التمسك بها والمغالاة في قيمتها نوع من المظاهر الكاذبة التي صنعتها المجتمعات الشرقية، وفرضتها على شبابها وفتياتها، لتصبح أمراً واقعاً غير قابل للتغيير، وسط غياب لمفهوم الزواج الحقيقي، فتشدد أهل العروس والمبالغة في قيمة الشبكة وتحديد مكان معين لشرائها من الأمور التي تقف عائقاً أمام أي شاب ينوي الزواج وهو مازال في بداية طريقه".
وأضافت المزلاوي في تصريحات صحفية، أنه مع ارتفاعات أسعار الذهب الشاهقة خلال الفترة الماضية في مصر ، وجدت أنها فرصة جيدة للانقضاض على هذا الظاهرة انقضاضا مجتمعيا ننتصر من خلاله للمقبلين على الزواج بإزاحة هم الشبكة من على كاهلهم ويكفي نفقات إعداد عش الزوجية ، وإذ لم يقتنص المجتمع هذه الفرصة في تعديل مورثه وتقاليده السيئة ، فيجب إلا يعلن عن شكواه من العنوسة ومن ارتفاع الجرائم الأخلاقية ومعدلات السرقة وانتشار المخدرات.
وأوضحت النائبة، انه بات من الضروري أن تثور على هذه التقاليد والعادات البالية، والتي تعد أكبر عائق أمام أي شاب يرغب في استكمال نصف دينه، خاصة في مناطق الصعيد والأرياف، حيث تفرض العادات هناك جرامات معينة من الذهب الخالص، في الوقت الذي تشتعل فيه أسعار الذهب، ما كان سبباً في تأخر سن الزواج وارتفاع نسبة العنوسة، ومن هنا جاءت فكرة إطلاق مبادرة "كفاية دبلة وخاتم" مبادرة لا أدعو فيها إلى إسقاط الشبكة كاملة حتى لا تصبح المبادرة منبوذة محملة باتهامات تفضي إلى نزع الفرحة عن العروس لصالح العريس.
ولفتت النائبة إلى أن المبادرة بدأت من خلال حسابي الموثق على فيس بوك هالني أنها وجدت ردود فعل واسعة على موقع التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيدين لفكرة إلغاء الشبكة، في حين رأى آخرون أن الشبكة لها فرحة بالنسبة للعروس ولا يمكن إلغائها ولكن من الممكن عدم المغالاة فيها.
وأشارات المزلاوي إلى أن هدف المبادرة الدعوة الخالصة الصادقة لعدم المغالاة في الشبكة للمقتدر وتخفيضها لغير المقتدر، فهناك كثير من الأسر التي تشترط قيمة معينة للشبكة، ففي أغلب محافظات الصعيد تصل قيمة الشبكة إلى 200 جرام، وهو ما يعتبر شرط تعجيزي تتعطل بسببه زيجات كثيرة ولا يستطيع أي شاب في بداية حياته أن يلبي ذلك، ما يجعل كثير من الأسر تخسر شباب محترمين بسبب الماديات والمظاهر الخادعة.
وواصلت النائبة:"لعروس ليست بضاعة كي يقيمها الشاب ويدفع ثمنها ذهباً، فالشبكة في نظري ما هي إلا هدية وليست إجباراً على الشاب، فللأسف عادات وثقافة المجتمع البالية حولت الفتاة من جوهرة ثمينة إلى بضاعة تباع وتشترى لمن يدفع أكثر.. وهو ما أدعو من خلالي مبادرتي لتصحيحه عبر الاستعانة بوجهاء القوم وحكمائه وقبل كل ذلك أن ابدأ بنفسي وأنفذ ما أطالب به على بناتي، فاختيار زوج لصالح لهن أفضل من اختيار زوج ثري منفلت لا تستقيم معه الحياة.
واختتمت النائبة قائلة: " في الأخير أتمنى أن تواصل المبادرة تقدمها وأن تنتقل بدورها من نجع لنجع ومن قرية لقرية حتى تشمل كافة ربوع ريفينا الطيب، وأن تعود الناس إلى المودة وإلى التيسير، وتبعد عازمة عن المغالاة والمبالغة التي أنهكت الشباب وتوقفت معها يم التراحم التي نادت بها كافة الأديان السماوية وشددت عليه المجتمعات الصالحة، في الوقت ذاته قطعا سنجد اعتراضا حادا على دعواتنا من هؤلاء الذين يهتمون بالمظاهر ويضعون لها الأولوية، ولن تلقى الفكرة لديهم استجابة كبيرة".