تواصلت الندوة التي تنظمها أيام قرطاج المسرحية لليوم الثاني في جلستين تناولت التجربة التونسية والإسبانية والألمانية .
وفي الجلسة الأولى التي ترأسها الطاهر بن قيزة قدم أليخاندرو دي لويس سانتوس من إسبانيا تجربته في مجال البحث عن أسواق للأعمال المسرحية والفنية من خلال تجربة MAPAS.
وتحدث أليخندرو ، صاحب التجربة الطويلة في العلاقة مع أفريقيا وكانت له تجربة في تونس ، عن ضرورة بعث منصّة جنوب جنوب تجمع فنانين عرب وأفارقه واسبان وبرتغاليين ومن أمريكا اللاتينية.
وفي هذا المجال قال إنه تم بعث ملتقى في جزيرة الكناري جمع بين فنانين من مختلف الاختصاصات مسرح موسيقى سيرك مسرح شارع مع مديري مهرجانات ومنظمي عروض وشارك في هذا الملتقى عدد كبير من المعنيين بالإنتاج والتوزيع على مدى يومين وفلسفة هذا الملتقى هي خلق فرص للفنانين لترويج أعمالهم.
وأشار الخبير الإسباني إلى أن حكومة الكناري تقدّم تمويل مالي لتنظيم هذا اللقاء وكذلك كندا وجنوب أفريقيا.
وقدّمت سيرين قنون مديرة فضاء الحمراء شهادة حول تجربتها في الإنتاج والتوزيع والإدارة الثقافية واعتبرت في شهادتها أن هناك نقصا كبيرا في "التكوين "وخاصة في بعض الاختصاصات مثل إدارة الإنتاج والتوزيع والماركيتنغ وإدارة الفضاء وهي اختصاصات غير متوفرة في معاهد التعليم العالي العمومية خاصة وأشارت أيضا إلى ضرورة احترام "التخصّص" وهي النقطة الثانية التي أكدّت عليها من خلال تجربتها والنقطة الثالثة تتعلّق بالتمويل وضرورة إيجاد موارد أخرى غير دعم الدولة وهذا لن يتوفر مالم يتم خلق جمهور للمسرح والفنون عامة وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بتنشئة الطفل والشاب على حب الثقافة والفنون وعرّجت على الدعم الذي يقدم إلى الطلبة في أوروبا مثلا حتى يقتنوا التذاكر ويتمكنوا من مشاهدة العروض وبالتالي خلق "جمهور "لتمويل العروض المسرحية .
*التجربة الألمانية
في الحصة الثانية التي ترأسها محمد المديوني تم استعراض التجربة الألمانية من خلال شهادتين الأولى لبيتر سبهلر Peter Spuhler وهو خبير في الإنتاج والبرمجة في ألمانيا وفتّاح دويري مؤسس اللقاء المسرحي العربي في هانوفر.
الخبير الألماني بيتر سبهلر قدّم بعض الأرقام عن السوق الألمانية حسب أحصائيات ما قبل أزمة كوفيد. ففي ألمانيا هناك 400فرقة و200 مسرح خاص و150 مسرح تابع للدولة ويصل عدد الذين يتابعون الفنون كل عام إلى عشرين مليون تقدم في ألمانيا 7300عمل فني وتدعم الدولة العمل الفني بمليار أورو كل عام.
وقال أن المسرح العربي مجهول في ألمانيا وهناك فرق من اللاجئين السوريين والعراقيين تقدّم عروضا مسرحية لكن هل هي أعمال موجهّة إلى المتفرج العربي أم هي أعمال مسرحية بغض النظر عن المتلقي؟
وتحدّث المسرحي الألماني من أصول مغربية فتّاح دويري عن تجربته في تأسيس اللقاء المسرحي العربي في هانوفر الذي أنطلق بعد أحداث نيويورك وكان الهدف هو تقديم المسرح العربي إلى الجمهور الألماني ومن خلاله الثقافة العربية وفتح حوار مع الجمهور ليعرف أن العرب ليسوا كلهم إرهابيين ونفى فتّاح دويري أن يكون هناك مسرح لاجئين بل هناك مسرحيون عرب كبار لم تتوفر لهم فرصة الحضور الإعلامي وأكد أن الهاجس اليوم الذي يجمع المسرحيين العرب في أوروبا هو تأسيس شبكة للمسرحيين العرب المهاجرين للتنسيق فيما بينهم.
*هواجس التمويل والتوزيع
هذه الشهادات أثارت جدلا بين المسرحيين العرب والأفارقة وشارك في النقاش عدد منهم الذين تحدثوا عن عوائق التمويل مثل حسن خيون المخرج العراقي المقيم في بلجيكا الذي قال إن التمويل في بلجيكيا يخضع لكثير من الاعتبارات وكل جهة لها أجندة سياسية وهناك أعمال ضعيفة تم تسويقها في أوروبا ودعمها ب300 ألف أورو لاعتبارات سياسية وليس فنية.
واقترح مدير مهرجان بغداد الدولي علي السوداني بعث منصة تضمن التواصل بين المسرحيين الأفارقة والعرب وأن يكون مهرجان بغداد الدولي سوقا عربية أفريقية للمسرح لأنه يملك الأرضية اللوجستية لضمان نجاح هذا السوق وأشار إلى أنهم في بغداد يجدون صعوبة كبيرة في التواصل مع الفرق الأفريقية ودعوتها إلى بغداد.
وطرح اليوم الثاني للندوة سؤال عميقا حول ماذا يقدّم للجمهور؟ وهل يعمل المسرحي على الاستجابة لذوق الجمهور لضمان الأقبال والمردودية المالية للاستمرار أم يعمل على تقديم مسرح مختلف عن الذوق السائد ووقتها يطرح سؤال التمويل.