تعدد الأمثال الشعبية نرددها يوميا ولا نعرف معناها ولماذا قيلت وما الهدف ومثلنا اليوم هو: "على نفسها جنت براقش"، فمن هي "براقش"؟ وهل تسببت في مقتل قومها، كما جاء في أحد الروايات؟ لقد اختلفت كتب التراث حولها في روايتها كما اختلفت الصيغ أيضا وحول معناها.
جاء فى معاجم اللغة، أن بِراقش بكسر القاف، كلبة ضُرب بها المثل في الشؤم على قومها، فقيل: "على أهلها جنت براقش"، و"براقش" مشتقة من البرقشة وهو التزين بألوان شتى مختلفة، ولهذه المقولة الشهيرة ثلاث صيغ،
يقول المؤرخ والأديب الإماراتي جمال بن حويرب: نقلت كتب الأمثال القديمة عدة روايات لهذا المثل فمنهم من روى: "على نفسها تجني براقش" وهذه الرواية الأكثر شهرة بين الناس، وهناك رواية أخرى وهو قولهم: "على أهلها جنت براقش"، وهي مشهورة أيضًا ولكن أقل شهرة من الرواية الأولى، والثالثة هي: "على أهلها دلت براقش" وهي بمعنى الثانية؛ ولكنها الأقرب للصحة وقد رواه الجاحظ وغيره.
وقد تعود الرواية إلى لكلبة كانت تسمى "براقش"، وكانت تعيش في قرية صغيرة تحرسها وتحرس المساكن من اللصوص والأعداء، فكانت الكلبة تقوم بالنباح كلما اقترب العدو لتحذير أهل القرية. وفي إحدى المرات، هاجم أعداء أشداء القرية؛ فقامت براقش كعادتها بالنباح لتحذير أهل القرية للخروج من مساكنهم والاختباء.
وبالفعل هذا ما حدث؛ فقد كان العدو أكثر قوةً من أهل القرية؛ مما دفعهم للخروج من المنازل والاختباء في مغارة قريبة حتى يخرج العدو من قريتهم.
بحث الأعداء عن أهل القرية دون جدوى. وعندما هموا بالخروج من القرية، نبحت الكلبة براقش فرحًا بخروجهم من قريتهم وسلامة أهل القرية.. وعلى الرغم من محاولة صاحب الكلبة إسكاتها، إلا أن العدو انتبه إلى نباح الكلبة وهاجم المغارة واستباح أهل القرية فقتل منهم الكثير، كما قاموا بقتل الكلبة براقش، وفى ذلك عبر احد الشعراء عن هذا المعنى :
لم تكن عن جناية لحقتني... لا يساري ولا يميني رمتني
بل جناها أخ عليّ كريم... وعلى أهلها براقش تجني
والهدف من المثل أن تدخل المرء فيما لا يخصه يتسبب ذلك فى عواقب وخيمة تقع على كاهل الشخص ولذلك جاء المثل "جنت على نفسها براقش " كمثل حي للفضول المزموم.