أكد الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة يونيتامس "فولكر بيرتس"، أن الاتفاق السياسي الإطاري الموقع مؤخرًا في السودان، يمهد الطريق بعد جولة أخرى من المحادثات حول الجوهر لاتفاق سياسي نهائي وتشكيل حكومة مدنية جديدة تقود البلاد نحو الانتعاش والانتخابات الديمقراطية خلال مرحلة انتقالية -مدتها سنتان.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال "بيرتس" خلال إحاطته أمام مجلس الأمن: "عندما يتم التوصل إلى اتفاق سياسي نهائي، سيقود ذلك إلى حكومة مدنية ينبغي أن تكون في وضع أفضل لمعالجة الحالة الأمنية والإنسانية والاقتصادية، ومن شأنها أن تمهد الطريق نحو بناء دولة ديمقراطية تستند إلى حقوق الإنسان وسيادة القانون والمساواة بين الجنسين، وتوفر مستقبلا للشباب والشابات الصغار في السودان."
وأضاف "فولكر بيرتس" أن من شأن الاتفاق أن يسمح باستئناف محادثات السلام مع الحركات التي لم تبرم اتفاق سلام مع الحكومة واستعادة الدعم الدولي للسودان، وقال: "في حين أن التقدم على المسار السياسي مشجع، إلا أنه يمكن أن يخرج عن مساره بسبب التحديات والمفسدين، ومع اقتراب السودان من الوصول إلى اتفاق سياسي نهائي، هؤلاء الذين لا يرون أن مصالحهم تتماشى مع التسوية السياسية، فقد يصعدّون المحاولات لتقويض العملية ويمكن لعملية شاملة بما فيه الكفاية أن تساعد في الحفاظ على الأمن ضد تأثيرهم."
وأكد المسؤول الأممي أن التوقيع على الاتفاق الإطاري اختراق مهم، لكن لا يزال ينبغي معالجة القضايا الملحة والشائكة في الاتفاق النهائي، التي تشمل إصلاح القطاع الأمني ودمج القوات، والعدالة الانتقالية وتنفيذ اتفاق جوبا للسلام ووضع لجنة التفكيك، والشرق، مشيرًا إلى أنه من المفيد إجراء تبادل في المرحلة الثانية حول الأولويات الاقتصادية والتنموية للحكومة الجديدة.
وكشف "فولكر بيرتس" عن مشروع يونيتامس وفريق الأمم المتحدة القطري في الميدان بالتنسيق مع المجتمع الدولي في الميدان لضمان حزمة من الدعم لفترة انتقالية جديدة، الجدير بالذكر أن جلسة مجلس الأمن الدولي ركزت على تقرير الأمين العام عن الحالة في السودان وأنشطة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان الصادر في الأول من ديسمبر 2022.
وتشير التقديرات الأممية إلى أن 9.4 مليون شخص من الأكثر ضعفا في جنوب السودان سيحتاجون إلى المساعدة العاجلة المنقذة للحياة والحماية في عام 2023، مقارنة بـ 8.9 مليون شخص في عام 2022.
وقال "فولكر بيرتس" إن حلول نهاية العام يمثل فرصة للنظر في التحديات التي شهدها السودان خلال الأشهر الـ 13 الماضية، حيث تصاعدت التوترات إلى أعمال عنف في مناطق كان تشهد هدوءا في السابق. منذ بداية وهذا العام، تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 900 شخص وإصابة كثيرين آخرين بجراح في الصراع العنيف.
وأضاف المسؤول الأممي، أنه في عموم السودان، نزح أكثر من 260 ألف شخص بسبب النزاع منذ بداية العام. "هذه كوارث من صنع البشر، غالبا ما تحدث بسبب خلافات على الوصول إلى الموارد ويبدو أنها تتفاقم مع مراوغات حكومية في عدة حالات."
وبحسب "بيرتس" يقدّر الشركاء الإنسانيون أن حوالي 15.8 مليون شخص – ثلث السكان – سيحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في عام 2023، وهي زيادة بمقدار 1.5 مليون شخص مقارنة بعام 2022 - الأكبر منذ عقود، وعلاوة على ذلك بلغ عدد المتأثرين بسبب الفيضانات هذا العام (2022) 349 ألف شخص عبر البلاد، متجاوزا الأعداد التي شهدها العام الماضي. ويواصل التضخم في خفض القدرة الشرائية للعائلات، مع عدم قدرة الأشخاص على تلبية احتياجاتهم الأساسية.