أكدت أمريكا ضرورة محاسبة الكرملين على ما ارتكبته قواته من فظائع في أوكرانيا.. بينما رفضت موسكو رفضًا قاطعًا قرار مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يتهم روسيا بارتكاب "إبادة جماعية في أوكرانيا".
ففي تغريدة عبر موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على ضرورة محاسبة الكرملين على ما ارتكبته قواته من فظائع في أوكرانيا.
وقال بلينكن إن الأمم المتحدة وجدت أن 57 من أصل 100 عملية إعدام تمت بإجراءات موجزة، وأن معظم الحالات كانت بها إصابات تشير إلى أنها تعرضت للتعذيب قبل القتل.
وأضاف أن بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا أصدرت المزيد من الوثائق، التي تظهر أدلة على أن القوات المسلحة الروسية ارتكبت إعدامات بإجراءات موجزة وهجمات على المدنيين.
وأفاد بأنه من بين المئات الذين قُتلوا، أجرت البعثة الأممية فحصًا متعمقًا لـ100 حالة وفاة.
في المقابل.. ذكرت السفارة الروسية- في بيان، أوردته وكالة أنباء (تاس) الروسية، اليوم- أن موسكو ترفض رفضا قاطعا قرار مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يتهم روسيا بارتكاب "إبادة جماعية في أوكرانيا".
وشددت السفارة الروسية على "رفضها القاطع للاتهامات الواردة في قرار لجنة مجلس الشيوخ بالكونجرس بأن تصرفات روسيا في أوكرانيا تشكل إبادة جماعية"، قائلة إن "مثل هذه التلميحات هي تشويه صريح للحقائق".
وأشارت إلى أنه "لمدة ثماني سنوات، تجاهل البرلمانيون الأمريكيون معاناة سكان دونباس على يد نظام كييف"، وظلوا صامتين بشأن هذا الأمر حتى الآن، عندما كان النساء والأطفال وكبار السن ضحايا لهجمات القوات المسلحة الأوكرانية في جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين".
وكانت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي قد أيدت، في وقت سابق، قرارًا يعترف بأن تصرفات روسيا في أوكرانيا إبادة جماعية، ويدين القرار العملية الروسية في أوكرانيا ويدعو الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي إلى دعم الحكومة الأوكرانية.
أكدت السفارة الروسية لدى واشنطن استعداد موسكو للحوار مع الولايات المتحدة فقط على أساس مبدأ المساواة، ومراعاة الشواغل في مجال ضمان أمنها.
وفي سياق آخر.. ذكرت السفارة- في بيان، اليوم؛ بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لـ"قمة واشنطن"، نقلته وكالة (سبوتنيك) الروسية للأنباء- "كان الطريق إلى مثل هذه النتيجة طويلا وصعبا، يعتقد الكثيرون أن حقبة جديدة من تاريخ العالم قد بدأت بعد ذلك، وهي الفترة التي انتهى فيها العداء الذي لا يمكن التوفيق فيه بين النظامين وولادة مفاهيم أخرى في العلاقات الدولية، ويرى آخرون أنها هزيمة لبلدنا في الحرب الباردة، سيستمر النقاش لفترة طويلة".
وأضافت "في رأينا، أولئك الذين يتخذون قرارات السياسة الخارجية في واشنطن اليوم يجب أن يعودوا مرة أخرى إلى تلك الأحداث، وأن يدرسوا بعناية المذكرات المنشورة لجورباتشوف ومذكرات ريجان، من بينها، على سبيل المثال، من الواضح أن مستوى عدم الثقة تجاه بعضهم البعض ظل مرتفعا للغاية".
وأكدت أنه على الرغم من ظهور التعنت والعداء في مناهج حل مشكلات معينة في العلاقات الثنائية، "فمن الضروري الاستماع إلى الشريك وفهم وقبول المخاوف المتعلقة بضمان أمن الدولة وعدم محاولة الغش.. هناك الكثير من المتفرجين، فلن ينجح الأمر في إخفاء الغش".
ودعت السفارة الروسية- في بيانها- الجانب الأمريكي العمل بأمانة، مشيرة إلى أن تجاهل المصالح الروسية وعدم التفكير واقتناعها بتفوقها أدى إلى مشكلات ضخمة وأزمات في السياسة العالمية والاقتصاد.
يذكر أن العاصمة الأمريكية استضافت من 8 إلى 10 ديسمبر 1987، القمة السوفيتية الأمريكية المعروفة باسم قمة واشنطن، ومن الإنجازات الخاصة في تلك الأيام، وفقا لكلا الجانبين، وكذلك المؤرخين والخبراء، توقيع قادة القوتين العظميين على معاهدة القضاء على الصواريخ متوسطة المدى وقصيرة المدى.
بدوره.. قال نائب وزير الخارجية الروسية سيرجي ريابكوف- في تصريح، أوردته قناة (روسيا اليوم) الإخبارية، اليوم- إن بلاده لن تقدم أي تنازلات في مفاوضات التوازن الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف ريابكوف أن موسكو لا ترغب في قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، مشيرا إلى أن واشنطن أيضا تؤكد على أهمية الحوار.. وأكد أنه في حال وافق الأمريكيون على استئناف الحوار على أساس متكافئ، فإن روسيا مستعدة لذلك.
وحول معاهدة "ستارت" للحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية.. أعرب ريابكوف عن اعتقاده بأن التقييم الصحيح هو أنها "معلّقة"، غير أنه لم يؤكد انتهاء العمل بها، موضحًا أن اجتماع اللجنة الاستشارية الثنائية؛ لبحث المعاهدة قد تم تأجيله وليس إلغاؤه.
على صعيد آخر.. أعلنت لجنة التحقيقات الروسية- في بيان، أوردته قناة (روسيا اليوم) الإخبارية، اليوم- توثيق أدلة جديدة على تعذيب جنود روس عادوا مؤخرا من الأسر الأوكراني.
وذكرت اللجنة إلى أن الجنود تعرضوا خلال فترة الأسر إلى مختلف أنواع التعذيب من قبل الأوكرانيين.
وأشارت إلى أن قادة التشكيلات العسكرية الأوكرانية يخرقون بشكل فاضح اتفاقية جنيف، بشأن التعامل مع الأسرى العسكريين، والتي تحرم التعذيب والتنكيل بحقهم.
في سياق آخر.. أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين- في بيان، أوردته قناة (روسيا اليوم) الإخبارية، اليوم- أنه منذ بدء العملية الروسية الخاصة، في فبراير الماضي وحتى 6 ديسمبر الجاري، بلغ عدد اللاجئين الأوكرانيين أكثر من 7 ملايين و800 ألف لاجئ، استقبلت روسيا أكبر عدد منهم.
وذكرت المفوضية أن روسيا استقبلت أكبر عدد من اللاجئين بواقع 2 مليون و852 ألفا، تليها بولندا بأكثر من 1.5 مليون شخص، ثم ألمانيا بنحو مليون شخص، فيما توزع باقي اللاجئين بأعداد مقدرة على كل من التشيك وإيطاليا وإسبانيا وبلغاريا وبريطيانيا وفرنسا وسلوفاكيا.
وأشارت المفوضية إلى أنه، منذ 24 فبراير، وصل 16 مليون أوكراني إلى الدول المجاورة، وفي الوقت نفسه عبر نصف هذا العدد في الاتجاه المعاكس.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا بدأت منذ 24 فبراير 2022 عملية عسكرية خاصة في إقليم "دونباس" جنوب شرقي أوكرانيا، في أعقاب طلب إقليمي "دونيتسك" و"لوجانسك "رسميا دعم موسكو التي اعترفت بكل منهما "جمهورية مستقلة" ودخلت في مواجهات عسكرية مع الجيش والقوات الأوكرانية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة 30 سبتمبر2022، في كلمة ألقاها بالكرملين أمام المئات من كبار السياسيين الروس، عن ضم أربع مناطق شرقي أوكرانيا هي: لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، بعد "استفتاءات" رفضت نتيجتها كييف وعواصم الدول الغربية، والأمم المتحدة التي قال أمينها العام: إن "الضمّ يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة وما يمثّله المجتمع الدولي".