الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

«البوابة نيوز» تستعرض قصص وحكايات ضحايا العنف الأسري.. «فاطمة» ضحية اعتداء زوجها.. و«ياسمين» تطالب بنسب ابنها.. و«نصرة» بين براثن أقارب الزوج

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعددت وتنوعت قصص ضحايا العنف الأسري، وكل قصة لها أسبابها وملابساتها وكذا شخوصها وأبطالها، وكما جاءت واقعة عروس الإسماعيلية تدق ناقوس الخطر فى كل بيت مصري، تلك الواقعة التى انفردت بنشرها البوابة نيوز منذ الاعتداء على العروس اثناء الزفاف فى فبراير الماضي، كما كان للبوابة نيوز اليد فى انقاذ العروس من اعتداء زوجها عقب 8 شهور من الزواج، وكنا سندا للعروس، وكما فجرنا قضية الاعتداء يوم الزفاف ببث مباشر استغاثت بنا اسرة مها عمران الشهيرة بواقعة عروس الاسماعيلية لانقاذها مرة اخرى، مرورا بكل تفاصيل القضية التى شغلت الرأى العام، حتى قضت محكمة جنح الاسماعيلية بحبس العريس سنة مع الشغل والنفاذ ومن ثم تخفيف العقوبة الى شهر حبس.

تلك القضية لم تكن فريدة من نوعها، بل هناك المئات غيرها فى محاكم الاسرة، منها ما حظت بتغطية اعلامية ومنها لم يعلم عنها احد، لكن المشترك الاساسى فى تلك القضايا هى المرأة التى كانت ومازالت تدفع ثمن اختيار الشريك الخطأ... البوابة فى تقريرها التالى تستعرض بعضا من قصص وحكايات ضحايا العنف الأسرى.


قصص حزينة

"ياريت كانت بنتى ماتت افضل من الحالة التى وصلت لها".. هكذا بدأت أم فاطمة، ضحية اعتداء زوجها، حيث تعود أحداث القصة الى اكتوبر الماضى بعد زواج دام ١٣ عاما، وبدأ العنف الاسرى ينسج خيوطه الاولى فى حياة فاطمة، وهى فتاه جامعية تزوجت حب عمرها شريف وعاشت معه قصة حب استمرت ٧ سنوات قبل الزواج، ولأنه تربطهم صله قرابة لم يبذل مجهودا لإقناع أسرتها بالارتباط والزواج منها، كانت الحياة بينهما سعيدة فى البداية حتى اقبل الزوج على تعاطى المخدرات كما تقول والدة فاطمة، أنجبت فاطمة طفلها الأول ثم طفلتها الثانية، وهى تقاوم كل اشكال العنف على يد زوجها.
تقول أم فاطمة إنها ذهبت لزيارة ابنتها بعد أن غابت فى السؤال عليها فترة تجاوزت الاسبوعين، حاولت الاتصال على هاتفها لكن كان زوجها يقوم بالرد ويخبرها بانشغال ابنتها عن التواصل معها، ولأنها على علم بالخلافات المتكررة بينهما ذهبت الى منزل ابنتها لتجدها على الأرض مكبلة بالاحبال فى السرير وتنزف وبجوارها رضيعتها التى لم تتجاوز فى ذلك الوقت ٦ اشهر، وبسؤال زوجها عن سبب ما وصلت اليه ابنتها من إصابات نشبت بينهما مشادة كلامية ورفض خروج زوجته مع والدتها حتى لجأت الى قسم الشرطة لتقديم بلاغ واصطحبت معها قوة من النجدة لتنقل فاطمة الى المستشفى، وتكتشف اصابتها بتكسير ضلوع الصدر ونزيف بالرئة وضمور فى المخ، وقامت بتحرير محضر رقم ٦١٤٦/٢٠٢١ جنح ثالث.


وتضيف أم فاطمة، أن المخدرات دمرت عقل زوج ابنتها، وجعلته يستخدم كل اساليب العنف من أجل الحصول على المال لشراء جرعته القادمة، وأشارت انه كان يستخدم ابنتها فى شراء المخدرات حتى تتستر عليه وتبعد عنه احتمالية التفتيش أو ملاحقة الأجهزة الأمنية له باعتبارها سيدة وتحمل طفلا ولا تحوم حولها الشكوك.
واستكملت حديثها أن ابنتها أجرت العديد من العمليات لانقاذ حالتها، وبعد فترة علاج استمرت ٦ اشهر وبدأت تستعيد عافيتها طلبت رؤية اطفالها، وقبل موعد جلسة المحكمة، وبطريقة ملتوية تواصل معهم الزوج من اجل ان ترى فاطمة اطفالها واصطحبها الى منزل الزوجية ليعتدى عليها ويجبرها على التنازل عن القضية ثم ينقلها الى المستشفى ويترك رقم تليفون والدتها ويرحل، وتفاجأ الام باتصال من احدى الممرضات فى المستشفى تخبرها بوصول ابنتها فى حالة خطر، على الفور تهرول الى المستشفى لتجد ابنتها بين الحياة والموت وحتى اليوم تفقد فاطمة القدرة على الكلام ولا تردد شيئا على لسانها غير طلب رؤية اطفالها. 

إنكار النسب 

أما ياسمين هانى فتحكى قصتها وتقول «تزوجت عرفيا بعد انفصالى من والد ابنائى خوفا من سقوط حضانتهم، تعرفت على شاب نشأت بيننا قصة حب انتهت بالزواج بعلم الاهل لكن عرفيا».
واضافت انه بعد فترة من الزواج طلبت من الزوج عصام محمود اشهار الزواج بعقد شرعى بعد ان علمت بحملي، لكنه رفض بشدة وأبدى عدم رغبته فى الانجاب واكدت ان زوجها اصطحبها الى منزل والدته فى احدى قرى الاسماعيلية ووضع لها اقراص منومة فى العصير وقام بتبصيمها على ايصالات امانة وقام بالاعتداء عليها والاستيلاء على عقد الزواج واحتجازها بمنزل والدته لاجبارها على اجهاض الجنين، لكنها استطاعت الهروب منه والعودة الى منزل اسرتها بعد ان قامت بتحرير محضر بالواقعة رقم ٢٠٨١/٢٠٢١ ومحضر اتهمته بالخطف يحمل رقم ٤٧٧ ادارى ثالث لسنة ٢٠٢١ كما قامت بعمل تقرير طبى لاثبات ما بها من إصابات. 
واكدت ياسمين انه طوال فترة الحمل كانت تواجه اعتداءات مستمرة من زوجها، وتتلقى رسائل تهديد بل وقام برفع احد ايصالات الامانه وجاء الحكم عليها بسنة حبس. واستكملت انه بعد قضاء فترة الحمل انجبت طفلها زين لكنه رفض اثبات نسبه، وبعد اجراء تحليل البصمة الوراثية استطاعت اثبات نسب الطفل لزوجها واستخرجت شهادة ميلاد له كما قضت محكمة الاسرة بالاسماعيلية فى الحكم رقم ٤٢٣ باثبات الزواج. 
وقالت ياسمين ان سبب الخلافات نشأ بينهما بعد ان اكتشفت خيانته مع اقرب صديقة لها، حيث بدأ الامر بالتلميح لها انه على علاقة باخرى لكنها لم تصدق واعتبرت ان حديثه درب من الخيال. 
وتتذكر اليوم الذى عادت الى منزلها لتجده فى غرفة نومها بين احضان اقرب صديقة لها لتسقط مغشيا عليها من قوة الصدمة، ونتيجة ذلك اصيبت بجلطة فى المخ وانسداد شريان بالقلب والمرض السكري، وتعرضت لنزيف متكرر أسفر عنه اجراء عدة عمليات لانقاذ الرحم، مؤكدة ان الالم النفسى يفوق ما تعرضت له من ايذاء على يد حب عمرها. 
واستطردت تزوجت عصام بعد حب استمر ١١ عاما كان يبكى امام الناس ويقبل يدى للموافقة على الزواج منه لكن نهاية هذا الحب كان الخيانة والخداع، فبعد ان اكتشفت خيانته وجدت منه كل اشكال الضرب والاهانة واتهامى فى شرفى وسمعتي.
وبعد ان اثبتت المحكمة الزواج رفض الانفصال، وحتى اليوم يطالب بالعودة مرة اخرى لكن انكسر كل شىء بيننا ولا استطيع ان اعيش مع شخص نكر نسب ابنه واتهمنى فى شرفى ودمرنى نفسيا. 


‏qواضافت، ذهبت اليه لتسجيل يوسف لكنه انكر نسبه فى البداية لم افهم ما يحاول الوصول اليه معتقدة انه يحاول استفزازى مثل كل خلاف يحدث بيننا لكن ظل عناده يزداد طوال ٧ سنوات عمر يوسف قائلة "انا ست جاهله وماليش حد "، حاولت تسجيله بقسيمه الزواج لكنى لم استطيع واشارت الى كبر سنها ولايليق بها الطعن فى شرفها وظروف الحياة صعبة ولا املك حق ايجار البيت الذى اعيش فيه فكيف استطيع ملاحقته فى المحاكم.
واكدت ان ابنها يوسف يبكى كل يوم لرغبته فى الالتحاق بالمدرسة مثل اصدقائه لكن ليس بيدى شىء، ولا اطلب سوى تسجيل ابنى واثبات نسبه لوالده فليس له اى ذنب فى الخلافات بين والديه. 


الغيرة القاتلة

أما فى القضية رقم ٧٢٥٤ لسنة ٢٠٢٢ جنح ثان، فتتهم فاطمة سعيد اقارب زوجها بالاعتداء عليها، حيث فوجئت فاطمة بدخول بعض من اقارب زوجها المنزل والاعتداء عليها بالضرب المبرح الذى احدث بها اصابات بالغة فى انحاء متفرقة بالجسد، لكن المفارقة فى هذه القصة هو وقوف زوجها الى جوارها ومساندتها فى الحصول على حقها. 
زوجها يعمل نقاشا كان مريض ادمان، عاونته زوجته على الاقلاع عن المخدرات ووقفت الى جانبه حتى تعافى نهائيا من المخدرات داخل احدى مؤسسات علاج الادمان، وبعد تعافيه تعرض الى حادث أدى الى بتر قدمه لكن الحب الذى يجمعهما لم يستسلم وقررا تجهيز منزل الزوجية. 
ولأن فاطمة تزيد فى العمر عن زوجها ولأن زوجها يظهر حبه لها باستمرار اشتعلت الغيرة بين نساء العائلة ونشب بينهم اكثر من خلاف انتهى بواقعة الاعتداء الاخيرة، ومن جانبها قامت فاطمة بتحرير محضر واجراء تقرير طبى لكن فى البداية لم يرفق التقرير الطبى بملف القضية وحفظت قضيتها حتى قامت باستئناف الاجراءات مرة اخرى وطالبت بالعرض على الطب الشرعى لاثبات ما بها من اصابات وتم تحديد جلسة بتاريخ ٨ يناير القادم.


عفاف الكومى: نسعى لدعم السيدات وتمكينهن اقتصاديًا لمواجهة التهديدات


تقول عفاف الكومي، مقرر المجلس القومى للمرأة بالاسماعيلية، إن المجلس يتلقى يوميا شكاوى من خلال مكتب شكاوى المرأة لتعزيز حقوق وحريات المرأة وتنميتها وحمايتها، حيث يعتبر مكتب الشكاوى حلقة الوصل بين المجلس ونساء مصر ممن يعانين من مشكلات تتعلق بتعرضهن للعنف ويساهم المجلس فى تقديم الاستشارات القانونية والاجتماعية المجانية للمرأة واتاحة تمثيل المرأة غير القادرة امام القضاء من خلال احالة الدعوى التى تتطلب اللجوء للقضاء الى شبكة من المحامين المتطوعين. 
وأضافت الكومي، أن المجلس يهدف الى تعزيز وعى المرأة بحقوقها ضمن منظومة حقوق الانسان فى مصر وتوعية المرأة على مستوى المحافظات بخطر العنف الاسرى للحد من هذه الظاهرة، وكذلك اقتراح التعديلات التشريعية لتلافى الثغرات القانونية التى تحول دون حصول المرأة على حقوقها المختلفة، والمشاركة فى انشاء قاعدة بيانات حول الشكاوى المختلفة للمرأة المصرية ومدى تكرارها من اجل مواجهه المعوقات التى تعترض مشاركتها فى بناء وتنمية مجتمعها. 
وفى دراسة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية والمجلس القومى للمرأة؛ نُشرت فى يناير ٢٠٢٢، بعنوان العنف ضد المرأة "الأبعاد وآليات المواجهة"، رصدت أن ٧٥٪ من النساء يتعرضن للعنف و٨٠٪ يتعرضن للتحرش فى مصر.
وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها أن ما يقرب من ثلاثة أرباع العينة فى الدراسة أقروا أن المرأة تتعرض للعنف فى المجتمع المصري، وكان العنف فى الشارع هو الأكثر بروزا لديهم، وجاء العنف المنزلى فى المرتبة الثانية، كما ظهر العنف فى أماكن الدراسة أو العمل فى مراتب متأخرة.
وتعرض نصف المبحوثات تقريبا لشكل من أشكال العنف أو الإهانات أو التحرش، حيث كانت السلبية وعدم فعل شيء هى الاستجابة الأبرز لدى المبحوثات، وتمثلت أهم أسباب ذلك فى أنهن لن تستطعن أخذ حقهن فى كل الأحوال.
وتمثلت أهم آثار التحرش على من تعرضن له، فى الشعور بعدم الأمان، يليه الشعور بالتوتر والخوف، ثم الشعور بالإهانة والخوف من السير فى الشارع.
كان العنف الموجه للمرأة من قبل الزوج على رأس قائمة العنف المنزلي، وتتنوع مظاهر هذا العنف ما بين الإهانة اللفظية من الزوج والضرب، التهديد بالطلاق والتهديد بالحرمان من الأولاد، والمنع من زيارة الأهل وغيرها.
ووفقا للدراسة، كان الفقر أهم أسباب العنف المنزلى ضد النساء بين غالبية المبحوثات، وأشارت نسبة كبيرة من المبحوثين / المبحوثات إلى أن كل النساء يتعرضن للعنف المنزلى بالدرجة نفسها.
لم تتجاوز نسبة المبحوثات اللائى أشرن إلى تعرضهن للختان كأحد أشكال العنف المنزلى ٣٪، فيما لم تتخذ الغالبية العظمى من النساء المعنفات أى رد فعل إزاء تعرضهن للعنف رغبة فى المحافظة على حياتهن الزوجية.
من جانبها أطلقت وزارة التضامن حملة لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات وتمتد أنشطتها حتى يوم ٢٥ ديسمبر على مواقع التواصل تحت شعار امسكوا طرف الخيط وشاركوا فى القرار.
وتشير الإحصائيات الدولية إلى أن ٣٥٫٤ ٪ من المتزوجات فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تعرضن للعنف الجسدى ، بينما تشير المؤشرات المحلية إلى أن ٣٤٫١٪ من النساء فى مصر اللاتى سبق لهن الزواج تعرضن لعنف بدنى أو جنسى من قبل الزوج حسب (الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، ٢٠١٥). 
ويتطلب مناهضة العنف ضد النساء والفتيات تبنى مفاهيم ورؤى متكاملة للتعامل مع التداعيات السلبية التى تؤثر على سلامة الصحة النفسية والجسدية والاجتماعية للمرأة وأطفالها، وكذلك مشاركتها فى الاقتصاد وسوق العمل، ومساهمتها فى ابقاء بيئة أسرية واجتماعية صحية. 


فى هذا السياق، تم وضع قضية المساواة بين الجنسين ودعم وتمكين النساء والفتيات كأحد المحاور الأساسية فى رؤية مصر ٢٠٣٠، حيث تعمل الدولة على اتخاذ التدابير لحماية النساء والفتيات من كافة أشكال العنف والتمييز، كما أولت وزارة التضامن الاجتماعى بدورها اهتماما كبيرا بحماية ورعاية النساء والفتيات من الفئات الأولى بالرعاية وخاصة السيدات والفتيات ضحايا العنف الأسرى.
ويأتى استخدام اللون البرتقالى خلال حملة الـ ١٦ لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات ، ليرمز إلى أن يكون المستقبل أكثر إشراقا وخاليا من العنف، وأصبح هذا اللون رمزا لليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة.