وقعت الحكومة المصرية 7 مذكرات تفاهم بشأن مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر مع شركات وتحالفات للبدء في إجراء دراسات جدوى لمشروعات جديدة لبناء منشآت لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء بين وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، ممثلة فى هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وكل من صندوق مصر السيادي، والهيئة العامة لتنمية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتحالفات شركات عالمية ومحلية.
ويؤكد الخبراء أهمية الشراكات الدولية لتوفير الدعم المالي والفني ونقل التكنولوجيات الحديثة، مشيرين إلى أنه “يبقي التصدير لأوروبا التي تعانى من أزمة طاقة إلى جانب امتلاكها وسائل وأنظمة التشغيل هو الخيار السحري”.
وبدوره يقول الدكتور إسلام جمال الدين شوقي، خبير اقتصاديات تغير المناخ: يُعد الهيدروجين الأخضر وقود خالٍ من الكربون، وناقل للطاقة النظيفة حيث يمكن إنتاجه عن طريق التحليل الكهربائي للماء إلى عنصريَ الهيدروجين والأكسجين، بواسطة كهرباء تُولَّد من مصادر طاقة متجددة؛ كطاقة الرياح والطاقة الشمسية لفصل جزيئات الأكسجين عن الهيدروجين في الماء، ثم استخدام الهيدروجين الناتج مباشرةً، وله العديد من الاستخدامات أبرزها كوقود، بدايةً من سفن الفضاء، ومرورًا بالسيارات والقطارات حتى الطائرات، فضلًا عن استخدامه وقودًا في محطات توليد الكهرباء، حيث يُستخدم الهيدروجين الأخضر كمصدرًا للوقود مباشرة أو حاملًا للطاقة عبر تطبيقات خلايا الوقود؛ ويمكن أيضًا أن يُستخدم بصفته مادة خامًا في بعض الصناعات؛ مثل صناعة السماد والمواد الكيميائية والتكرير، أو لتوفير الحرارة في الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة، مثل صناعة الصلب.
وكان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء قال: نسعى لتوقيع مذكرات التفاهم لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والمحلية، خاصة فى مجال انتاج الطاقة الجديدة والمتجددة، والسعي نحو وضع مصر كمركز لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة باعتباره وقود المستقبل، وتعظيم الاستفادة مما نمتلكه من مزايا نسبية، تتمثل فى توافر المساحات الشاسعة من الأراضي ذات المصادر القوية للطاقة المتجددة من الرياح وسطوع الشمس، فضلا عن موقع مصر الجغرافي المتميز كمركز للعالم وسهولة الوصول منه الى قارة اوروبا لما يتمتع به من منافذ بحرية".
ويضيف شوقي لـ"البوابة نيوز": يستحوذ قطاع تكرير النفط وصناعة الأمونيا على الهيدروجين، بينما تشمل التطبيقات الأخرى التي تستهلك الهيدروجين؛ وقطاع النقل وبعض الصناعات مثل صناعة الزجاج والإلكترونيات وغيرها؛ ويمكن استخدام الهيدروجين وقودًا للتوربينات مباشرة -وهي عملية متاحة في الوقت الحالي تجاريًا، لكنها تعتمد على استخدام خليط الهيدروجين مع الغاز الطبيعي- كما يمكن استخدام الأمونيا المنتجة من الهيدروجين في عمليات توليد الكهرباء المشتركة عبر المحطات العاملة بالفحم، وهناك العديد من الفرص والمقومات التي تمكن مصر من إنشاء محور تصدير عالمي للهيدروجين؛ لتميزها بموقعها الجغرافي الواقع داخل الحزام الشمسي؛ ما يجعلها من دول العالم الغنية بالطاقة الشمسية، وكذلك طاقة الرياح؛ لوجود مناطق ذات سرعات رياح عالية وثابتة، وتوافر البنية التحتية البرية والبحرية المؤهلة لإقامة هذه الصناعة، والأيدي العاملة الماهرة، كما وتتمتع مصر أيضًا بعلاقات تجارية راسخة مع السوق الأوروبية والسوق الآسيوية، كما تمتلك بنية تحتية ضخمة للغاز الطبيعي يمكن استغلالها في الحصول على الهيدروجين.
وكان الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، لفت إلى ما تتلقاه الوزارة من عروض جديدة من تحالفات وشركات عالمية ومحلية لتنفيذ مشروعات إنتاج الهيدروجين الاخضر ومشتقاته، وتضمنت التوقيعات عددا من التحالفات والشركات العالمية والمحلية، حيث تشمل شركة "Acwa Power" السعودية، وتحالف "Benchmark"، والشركة القابضة للصناعات الكيميائية، وشركة "China Energy" الصينية، وشركة "DAI" الألمانية، وشركة "OCIOR ENERGY" الهندية، وتحالف "VoltaLia – TAQA"، وشركة "British Petroleum" البريطانية.
وفى السياق ذاته يقول الدكتور وحيد إمام، رئيس الاتحاد النوعي للبيئة، إن مصر تمتلك الأماكن والمساحات ومصادر الطاقة الجديدة والمتجددة ولابد من عقد الشراكات لتوفير جانبين، أما التمويل المالي الذى يوفر الدعم التمويلي الكبير ويأتي التمويل والدعم فى هيئة منح وقروض وفوائد وهنا لابد من الاعتماد على هذه الشركات، أو الفني الذى يتمثل في استيراد التكنولوجيا الخاصة بالتصنيع.
ويضيف إمام لـ"البوابة نيوز": وفور التشغيل يمكن تغطية كافة القروض التى يتم اقتراضها من خلال تصدير الانتاج إلى الدول الأوروبية التى تفتقد مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة ومصادر الوقود الذي يساعدهم على التحليل الكهربائي وهنا تكون حاجتهم أكبر للهيدروجين الأخضر الذى سيتم إنتاجه فى مصر ويكون التصدير هو الخيار الأسهل عبر شاحنات للشواطئ الأوروبية لأنهم لديهم التكنولوجيات التى تسمح باستخدامه سواء في السيارات أو الشاحنات ومحطات الطاقة الكهربية، فى المستقبل يمكن تطوير البنية التحتية للمصانع والمنازل ويمكن استخدامها الاحتياجات الداخلية ويمكن ضخه فى أنابيب الغاز الطبيعيى مع عمل اشتراطات أمان عالية لمنع تسربية للهواء.