الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

استراتيجية وتكتيكات الإخوان المسلمين للتمكين في كندا (1)

استغلال مناخ الحريات الدينية لإعادة تنظيم الصفوف

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد الضربات المتلاحقة التى عانت منها جماعة الإخوان الإرهابية فى موطنها الأصلى فى العقد الأخير، خصوصا بعد الرفض الشعبى لها بداية من ثورة 30 يونيو 2013 فى مصر، وعزل الجماعة من الحكم والوجود فى الواقع السياسي، وفرار الكثير من صفوفها الأولى إلى بلدان شتى بحثا عن ملاذات آمنة، تدير فيها خططها للعودة من جديد، وكذلك تقييد حركتها نسبيا فى الدول التى تأويها مثل تركيا، والتضييق الحكومى والأمنى الذى يطالها ضمن عدد من دول الاتحاد الأوروبي، تبرز كندا البعيدة جغرافيا كإحدى الملاذات الآمنة للجماعة التى يبدو أنها تستغل مناخ الحريات الدينية والسياسية والاجتماعية، ومكانة كندا فى النظام الاقتصادى والسياسى الدولي، لإعادة تنظيم صفوفها تمهيدًا لمرحلة التمكين وكذلك سوف نعرض لأساليب وآليات الجماعة والمراكز الفكرية والاجتماعية التى ساعدتها على التواجد والتمدد فى كندا، ولا شك أن هناك عددا من الباحثين تناول هذا الموضوع بالدراسة والبحث من بينهم مساهمة "تريندز للبحوث والاستشارات"، بدراسة صادرة العام الماضى ضمن سلسلة "اتجاهات حول الإسلام السياسي"، بعنوان: "الإخوان فى كندا: مؤسساتهم.. رموزهم.. أهدافهم.. ومدى تأثيرهم" للدكتور وائل صالح، كذلك مركز دراسات الشرق الأوسط الذى قدم دراسة مهمة هذا العام 2022، تحت عنوان "الإخوان المسلمين فى كندا: المظاهر وآليات التأثير"، هذا بجانب عدد كبير من المقالات باللغتين العربية والانجليزية تتبعت بدايات الجماعة وخططها وانتشارها فى كندا، الا أن التركيز فى هذه الورقة سيكون حول استراتيجيات الجماعة، ومراكزها التى تعتمد عليها فى الانتشار وتحقيق هذه الاستراتيجية.


البدايات

 

كانت بدايات الجماعة حسب وثيقة مؤرخة ٢٢ مايو ١٩٩١، حصلنا على نسخة منها، تحت عنوان "مذكرة تفسيرية حول الهدف الاستراتيجى العام للجماعة فى أمريكا الشمالية"، وكانت مُقدَّمة من قبل القيادى البارز فى الجماعة، محمد أكرم، إلى أمين مجلس شورى الجماعة وأعضاء المجلس، كتفسير لما جاء فى الخطة بعيدة المدى التى اعتمدها مجلس شورى الإخوان فى أمريكا الشمالية عام ١٩٨٧، وخطة المؤتمر التنظيمى الذى عقد فى نفس عام كتابتها.
تم تصدير هذه الوثيقة بعبارة كاشفة ومهمة عن الاستراتيجية الأساسية لتحركات الاخوان فى أمريكا الشمالية هذه العبارة تقول "على الإخوان أن يفهموا أن عملهم فى أمريكا هو نوع من الجهاد الكبير للقضاء على الحضارة الغربية وتدميرها من الداخل وتخريب بيتها البائس بأيديهم وأيدى المؤمنين حتى يتم القضاء عليها وينتصر دين الله [الإسلام] على جميع الأديان الأخرى".
تكشف هذه الوثيقة الداخلية التى عثر عليها فى منزل إسماعيل البراسي، عضو التنظيم (فلسطينى الأصل وأمريكى الجنسية) عقب القبض عليه فى ولاية فرجينيا الأمريكية عام ٢٠٠٤ بتهمة الانضمام لحماس، أنّ التنظيم الدولى للإخوان وضع خطة لـ"التمكين" فى شمال أمريكا، وبخاصة فى الولايات المتحدة وكندا. ورغم أنّ الوثيقة أثارت الكثير من الجدل فى الأوساط السياسية، إلا أنّ الجماعة، بتقيّتها المعروفة، تمكنت من التنصل من تهم الإرهاب وإثارة القلاقل فى البلاد، مستغلة مناخ الحريات الذى أتاح لها الانفراد شبه التام بالفضاء الدينى الإسلامى فى كندا، عبر شبكة مترابطة من المنظمات المدنية التى تتستر خلفها.
ورغم تعدد النشاطات الإخوانية وتنوعها لتشمل مختلف مناحى الحياة، تختفى الإدارة المركزية للجماعة خلف مسمّيات كثيرة فى الأراضى الكندية، ربما خشية الملاحقة الأمنية على خلفية تمويل ودعم جماعات مصنفة إرهابية، كما حصل حين وضعت "مؤسسة عرفان الخيرية" أحد أذرع الإخوان الأخطبوطية فى كندا على قوائم المنظمات الإرهابية عام ٢٠١٤ بسبب تمويلها لحركة حماس. أو تأثّرًا ربّما بنهج الجماعة فى العالم العربى القائم غالبًا على السرية، وأيضًا بسبب أن كثيرين من المقيمين هناك ما زالوا مرتبطين بأوطانهم الأم، فكانت هناك خشية عليهم أو على عائلاتهم من الملاحقة إن عادوا إليها.
نقطة أخرى جديرة بالملاحظة وهى أنّ جماعة الإخوان المسلمين كثيرًا ما ترى كندا والولايات المتحدة الأمريكية كمنطقة عمليات متكاملة، لذا فإنّ معظم المنظمات الإخوانية الكندية مرتبطة بمنظمات فى الولايات المتحدة، كما أنّ العديد من الشخصيات الحاصلة على الجنسية الكندية يعملون أو عملوا فى مجالس إدارة مقرها الولايات المتحدة أو العكس.
وفرت البيئة القانونية والإجتماعية وثقافة التسامح السائدة فى كندا، مناخًا ملائمًا لعمل جماعة الإخوان وأذرعها بمختلف مسمياتها. حيث ركزت جماعة الإخوان فى خطتها منذ بداية ومنتصف الستينات على اختراق المجتمع من خلال عدة مراحل؛ مرحلة التجميع والحشد، أو غرس بذرة الإخوان فى أمريكا الشمالية، عبر متطوعين ومتحمسين لكن بدون أى إطار تنظيمي، وذلك بالتزامن مع بدء الفاعلية الإسلامية فى أمريكا الشمالية.
مرحلة العمل المنظم: حيث تم إنشاء مجموعات على مستوى دول أمريكا الشمالية وكان لديهم إطار تنظيمى تنسيقى سُمى بـ "مجلس التنسيق" والذى أولى اهتمامه بالتنسيق بين جهود المجموعات الدولية والتحقق من مدى فاعليتها والاستفادة من تجاربها والخروج بتوصيات لكنها غير ملزمة للمجموعات وليست فى إطار تنظيمي.
ثم أضافت جماعة الإخوان فى تلك المجموعات بعض إطاراتها الفكرية والهياكل التنظيمية التى أوجبت عليهم الانتماء للجماعة، وعليه أمدتهم الجماعة بكل ما يحتاجونه من كتب ومواد دعائية ودعوية وغيرها مما ييسر لهم حمل فكر الإخوان، وكان الإطار التنظيمى لجميع هذه التنظيمات هو الجماعات الثقافية وليس تيار الإخوان المسلمين، عبر الزعم بأنّ الإسلام هو السبب الأساسى لانخراط الشباب فى هذه المجموعات.
استخدمت «ISNA» موارد المجتمع لدعم الجهود السياسية للجماعة الإسلامية وجناحها المسلح حزب المجاهدين.



أساليب الجماعة لتحقيق استراتيجيتها 


وفرت البيئة القانونية والاجتماعية وثقافة التسامح السائدة فى كندا مناخًا ملائمًا لعمل جماعة الإخوان وأذرعها بمختلف مسمياتها.
ربما كان السؤال الأهم بعد معرفة استراتيجية الإخوان فى كندا وأمريكا الشمالية التى تضمنها الوثيقة المشار إليها آنفا، وهى "على الإخوان أن يفهموا أن عملهم فى أمريكا هو نوع من الجهاد الكبير للقضاء على الحضارة الغربية وتدميرها من الداخل وتخريب بيتها البائس بأيديهم وأيدى المؤمنين حتى يتم القضاء عليها وينتصر دين الله [الإسلام] على جميع الأديان الأخرى"، ماهى أساليب الإخوان لتحقيق هذه الاستراتيجية؟
نجد إجابة هذا السؤال فى عدد من الأساليب أهمها:
توظيف المناخ القانونى السائد فى كندا، والذى يسمح بحرية إنشاء روابط اجتماعية، بشكل يحقق اندماج الإخوان وغيرهم من الإسلامويين فى هياكل اجتماعية أوسع نطاقًا من ذى قبل.
احتكار تمثيل المسلمين واختراق المؤسسات والكيانات المدنية ذات الطبيعة الدينية والسيطرة عليها وفق خطة محددة الأهداف ومدروسة بعناية.
توسيع الشبكات التنظيمية التابعة للجماعة عبر التعاون مع جمعيات خيرية ومراكز إسلامية أجنبية تحت ستار العمل الإغاثى والإنساني.
تقديم قادة الجماعة ورموزها إلى المجتمعات الإسلامية المحلية، وترويج هؤلاء الرموز على أنهم قادة دينيون يُقتدى بهم.
استغلال ظاهرة الإسلاموفوبيا: وذلك عبر تصدير كوادر الجماعة للمشهد العام فى غالبية الحوارات الجدلية المثارة بشأن قضايا الكنديين المسلمين ومشكلاتهم المتصلة بالاندماج والإسلاموفوبيا والتطرف وغيرها. ومن المعروف أنّ المنظمات الإسلاموية عامة تقدم نفسها كضحية للتمييز والعنصرية، وليس كناشرة لها، وقد نجحت فى العديد من المناسبات فى الضغط على قوات الشرطة ووكالات الأمن والسياسيين الكنديين والمؤسسات الأخرى. كما أشار مجلس الشيوخ الكندى فى تفويضه اللجنة الدائمة لمجلس الشيوخ المعنية بالأمن القومى والدفاع فى ١٩ يونيو ٢٠١٤، بدراسة التهديدات الأمنية التى تواجه كندا والإبلاغ عنها، بما فى ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، التجسس الإلكتروني، والتهديدات التى تتعرض لها البنية التحتية الحيوية، وتجنيد الإرهابيين. والتمويل والعمليات الإرهابية والملاحقات القضائية. 
جمع التبرعات والمساعدات: اكتسبت جماعة الإخوان خبرة كبيرة فى جمع الأموال تحت ستار العمل الخيرى وإغاثة المسلمين ومناصرة القضية الفلسطينية (..)، وتُظهر المتابعات، النفوذ الواسع لمؤسسات تنظيم الإخوان فى أمريكا الشمالية وتحديدًا فيما يخص جمع التبرعات، فخلال السنوات القليلة الماضية، استطاع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR) تحصيل ملايين الدولارات، موظفًا الكوارث الطبيعية والمناسبات الدينية لحث أتباعه على التبرع. وحدّد مجلس العلاقات الأمريكية فى مطلع ٢٠٢١ هدفًا ماليا مفاداه جمع ٣ ملايين دولار تبرعات خلال الستة أشهر الأولى من العام، ومع بداية يونيو ٢٠٢١ كانت نسبة التبرعات المعلنة من المجلس قد تجاوزت مليونى ونصف المليون دولار. وفى رمضان ٢٠٢٠ حاول المجلس جمع مليونى ونصف المليون دولار كتبرعات منفصلة عن باقى أوجه التبرعات الأخرى. 
ومن المحتمل أن يتم تخصيص جزء من حصيلة التبرعات فى دعم أنشطة الجماعة سواء فى كندا أو خارجها، لا سيما أن الخبرة السابقة فى التعامل معها تشير إلى أن الجماعة وظفت الأموال التى جمعتها فى عمليات الإغاثة فى العديد من الأنشطة التنظيمية.
تصدير الوجوه النسائية: تولى الجمعيات المحسوبة على “إخوان كندا" اهتمامًا خاصًا بالشابات والسيدات المسلمات الذين يتم توظيفهن فى مناصب عليا بهدف كسب التعاطف وتصدير صورة الاعتدال والالتزام بالقيم الغربية.
الإعتماد على شبكة واسعة من العائلات المهاجرة التى تضم بعض القيادات السابقة للجماعة، والتى هاجرت من الشرق الأوسط عامة قبل ثلاثة أو أربعة عقود منها، خاصة وأنهم أصبحوا مواطنين كنديين، والعمل على تضليل السلطات والرأى العام عبر ازدواجية الخطاب.

 

المنظمات العاملة فى كندا


حسب الوثيقة التى حصلنا على نسخة منها، هناك ما يزيد على ٢٩ منظمة ومؤسسة صديقة للإخوان المسلمين فى أمريكا الشمالية، تحت عنوان “قائمة بمؤسساتنا ومؤسسات أصدقائنا"، وتضم: “الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية ISNA"، وجمعية الطلاب المسلمين “MSA"، و"جمعية الشباب العربى المسلم MAYA"، و"الصندوق الإسلامى لأمريكا الشمالية "NAIT"، و"المعهد الدولى للفكر الإسلامى IIIT"، وكذلك “صندوق الأرض المحتلة “OLF”، الذى أصبح فيما بعد مؤسسة الأرض المقدسة "HLF"، وجماعات أخرى تعمل كداعم لميول الإخوان، مثل المجلس الوطنى لمسلمى كندا CAIR CANI، وجمعية الطلاب المسلمين MSA، التى تكونت فى الولايات المتحدة الأمريكية ولكنها فعالة فى كندا، ومنظمة مسلمى كندا أو إم إيه سي، ومنظمة عرفان الخيرية، التى كانت قد داهمت الشرطة الكندية مكاتبها فى إطار التحقيق فى تمويل حركة حماس، وتم إدراجها كمنظمة إرهابية عام ٢٠١٤.


أبرز المؤسسات 


الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية - فرع كندا (ISNA)

حسب موقع "جلوبال وتش" الذى يهتم فى جانب بالموجز الاستخاراتى والمراقبة العالمية للاخوان، تعد هذه المنظمة هى الذراع المجتمعية الضاربة للإخوان المسلمين فى أمريكا الشمالية. تأسست عام ١٩٦٣ فى ولاية إنديانا الأمريكية وكانت تُعرف باسم "جمعية الطلاب المسلمين" (١٩٦٣-١٩٨١). بدأ نشاط هذه المنظمة بسرعة فى كندا، حتى سيطرت على عدد كبير من المساجد والمراكز الإسلامية فى البلاد. من خلال تلك المساجد والمراكز الإسلامية، تمكنت الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية من التأثير على الرأى العام للجاليات المسلمة فى كندا، وخاصة فى الاستحقاقات الانتخابية.
تأسست المنظمة الأم فى عام ١٩٨٢ من خلال الجهد المشترك لأربع منظمات:
رابطة الطلاب المسلمين فى الولايات المتحدة وكندا (MSA)
الجمعية الطبية الإسلامية (IMA)
رابطة علماء الاجتماع المسلمين (AMSS)
رابطة العلماء والمهندسين المسلمين (AMSE)
قبل ذلك، فى عام ١٩٧٩، دعت لجنة من المنظمات المؤسسة لـ "ISNA" المهندس المعمارى جولزار حيدر لتصميم مسجد مقر للجمعية فى بلينفيلد. تم الانتهاء من المشروع فى عام ١٩٨١ وبدأ المسلمون فى استخدام المسجد منذ عام ١٩٨٢. ويضم المسجد مصلى ومكتبة ومكاتب إدارية. بلغت التكاليف الإجمالية للمشروع عدة ملايين من الدولارات. تمكنت جماعة الإخوان المسلمين من تمويل المشروع باستخدام الأموال التى تم جمعها من التبرعات والداعمين الدوليين، والتى لم تفصح عنها الجمعية.
تدير منظمة "المجتمع الإسلامى لأمريكا الشمالية" اليوم أصولًا مالية بملايين الدولارات، ولديها ٣ فروع:
فرع ISNA-Canada الرئيسى، يقع بالقرب من ٢٢٠٠ South Sheridan Way فى ميسيسوجا (أونتاريو فى كندا).
فرع فى مسجد تورنتو الجامع.
فرع فى يلونايف (مدينة فى الإقليم الشمالى الغربى بمحافظة كندا).
تسيطر ISNA، مع الصندوق الإسلامى لأمريكا الشمالية (NAIT)، على ٣٣١ مسجدًا فى الولايات المتحدة وفقًا لإحصائية عام ٢٠١١. 
فى بداية عام ٢٠١٨، ترأست المنظمة الأكاديمية وأستاذة العلوم السياسية فى جامعة تورنتو "كاثرين بولوك"، التى اعتنقت الإسلام قبل ٢٥ عامًا. كانت بولوك أول امرأة تقود جماعة الإخوان المسلمين فى كندا. كان مجلس الإدارة فى ذلك الوقت يضم خاجدة السعيدى وبرهانا بيلو. يبدو أن الترويج للمرأة والشباب كجزء من واجهة التنظيم كان مرتبطًا بتبييض صورة “ISNA”، خاصة بعد فضيحة التحويل المالى التى تم الكشف عنها فى عام ٢٠١٣. وأثناء التحقيقات، أصبح الأمر علنيًا، أن إسنا حولت ٢٨٠ ألف تبرعات لحزب المجاهدين، وهو جماعة مسلحة مرتبطة بـ "الجماعة الإسلامية" فى باكستان.
تم الكشف عن صفقة أخرى فى سبتمبر ٢٠١٨ من قبل سلطة الدخل القومى الكندية، عندما استخدمت ISNA "موارد المجتمع" لدعم الجهود السياسية للجماعة الإسلامية وجناحها المسلح حزب المجاهدين. قررت السلطات الكندية تجميد نشاط وكالة أنباء الطلبة الكندية لمدة عام وغرامة قدرها ٥٥٠ ألف دولار.
فرع الجمعية فى كندا يرأسه حاليًا الناشط الإسلامى "شهاب كعب"، والمدير التنفيذى هو فوزان خان. ومن الشخصيات المعروفة فى التنظيم "طه غيور" المدير التنفيذى السابق ومدير منظمة "العدل للجميع". تقدم ISNA العديد من الخدمات لمجتمعها وتدير شركات فرعية تقوم بإنتاج شهادات اللحوم الحلال واستضافة حفلات الزفاف وتنظيم الجنازات ودعم ومساعدة اللاجئين السوريين.
لطالما نفت الجمعية ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين أو "الجماعة الإسلامية"، لكنها غالبًا ما تستضيف قادة وشخصيات من الجماعة فى مؤتمراتها وفعالياتها، وخاصة زعيم الإخوان الكندي، وهو عضو فى مجلس أمناء الجماعة. الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين د. جمال بدوي. كما دعت الجمعية إلى مؤتمرها السنوى الرابع والثلاثين فى مايو ٢٠٠٨ أمير الجماعة الإسلامية "قاضى حسين أحمد".
المجلس الوطنى للمسلمين الكنديين NCCM
المجلس الوطنى للمسلمين الكنديين هو منظمة إسلامية أسسها فى يوليو ٢٠٠٠ دعاة مسلمون كنديون فى أوتاوا مثل جمال بدوى وشيما خان وفاسل كوتي. كان يُعرف سابقًا باسم المجلس الكندى للعلاقات الأمريكية الإسلامية.
المجلس ناشط سياسيًا وينقل عبر موقعه على الإنترنت أنه منظمة مستقلة وغير حزبية "تحمى حقوق الإنسان والحريات المدنية الكندية، وتتحدى التمييز والإسلاموفوبيا، وتبنى التفاهم المتبادل، وتدافع عن المصالح العامة للمسلمين الكنديين".
فى الواقع، يعتبر الكثيرون المجلس الذراع السياسى البحت لجماعة الإخوان المسلمين فى كندا. وتنفى المنظمة صلاتها بجماعة الإخوان المسلمين، قائلة إنها "تأسست فى أوتاوا على يد مسلمين كنديين بارزين بقيادة د. شيما خان، كاتب العمود فى جلوب أند ميل". 
يمكن إثبات ارتباط المجلس بجماعة الإخوان المسلمين بمذكرة داخلية للتنظيم صادرة عام ١٩٩١، حيث تم إدراج اسم التنظيم فى قائمة عدد من المنظمات الموالية للإخوان. جمال بدوي، مؤسس البنية التحتية للإخوان المسلمين فى أمريكا الشمالية، ورد ذكره أيضًا فى تلك المذكرة الداخلية، التى ظهرت فى دليل هاتف لقيادة الإخوان عام ١٩٩٢. قاد جمال بدوى هذه المنظمة على الأقل من ٢٠٠١ إلى ٢٠١٣. 
يضم مجلس الإدارة اليوم مسلمين كنديين من أصول مختلفة، بما فى ذلك:
مصطفى فاروق: الرئيس التنفيذى للمجلس، حاصل على درجة الدكتوراه فى القانون من جامعة ألبرتا ودرجة الماجستير فى القانون، وشغل سابقا عدة مناصب حكومية.
نادية حسن: مديرة العمليات بالمجلس. حاصلة على دكتوراه فى العلوم السياسية من جامعة يورك.
كاشف أحمد: رئيس مجلس الإدارة. وهو محامٍ مقيم فى فانكوفر ويمارس قانون الشركات والقانون التجاري. حصل على ليسانس الحقوق من جامعة ساسكاتشوان ودرجة فى إدارة الأعمال فى العلوم المالية من جامعة ريجينا.
خالد الجزار: نائب المدير. محام مقيم فى أوتاوا ويمارس فى مجالات التقاضى المدنى والتجارى وقانون حقوق الإنسان.
مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) 
وهى من أبرز المؤسسات التى انبثقت من عباءة المنظمة الدولية للإخوان، وتمكنت من خلال عقود من المناصرة والعمل المجتمعى من التسلل إلى الولايات المتحدة وكندا.
تأسست المنظمة عام ١٩٩٤ على يد ثلاثة شبان مسلمين أمريكيين، نهاد عوض وعمر أحمد، وكلاهما من أصل فلسطيني، وإبراهيم هوبر، وهو مواطن كندى اعتنق الإسلام. وللمجلس ٣٢ فرعًا ومكتبًا إقليميًا فى الولايات المتحدة، ورئيس المنظمة الدولية نهاد عوض هو المدير التنفيذى لـ "كير".
ساعدت منظمة CAIR الأمريكية ودعمت منظمة CAIR-CAN فى كندا فى بدايتها، والتى تحولت منذ عام ٢٠٠٠ إلى المجلس الوطنى لمسلمى كندا.


الإغاثة الإسلامية الكندية 


هى فرع فرعى لمنظمة الإغاثة الإسلامية العالمية "الخيرية"، والتى تأسست عام ١٩٨٤ فى برمنغهام، شمال لندن، بريطانيا، من قبل قادة الإخوان المسلمين البارزين مثل هانى البنا، عصام الحداد، خالد لمادا، عصام آل بشير وأحمد الراوى وعبد الوهاب نور والى ومحمد الشماوى وإحسان شبيب.
"الإغاثة الإسلامية" هى واحدة من أكبر الجمعيات الخيرية الإسلامية فى العالم وتعمل فى أكثر من أربعين دولة. وتواجه فى معظم الدول الأوروبية اتهامات بتمويل الجماعات المتطرفة والارتباط بجماعة الإخوان المسلمين على وجه الخصوص. لعب المستشار السابق للرئيس محمد مرسى، عصام حداد، أدوارًا مهمة فى التنظيم لسنوات عديدة.
تأسست منظمة الإغاثة الإسلامية الكندية فى عام ٢٠٠٦ "كبرنامج عمل خيرى إسلامى للقضاء على الفقر والأمية والمرض". يقع مقرها الرئيسى فى برلنغتون، أونتاريو.
وتعتبر المنظمة من أغنى الجمعيات الخيرية فى كندا من حيث قدرتها على جذب التبرعات، حيث تلقت تبرعات كندية بقيمة ٦٨.٨ مليون دولار فى عام ٢٠٢١، كما تلقت ٣٢٥ ألف دولار تبرعات عينية، و٦٥٧ ألف دولار تمويل حكومي، و٤٢٨ ألف دولار تبرعات نقدية دولية. التكاليف الإدارية ٤٪ من الإيرادات، وتكاليف جمع الأموال ١١٪ من التبرعات. ينتج عن هذا إنفاق عام بنسبة ١٥ ٪ لكل دولار يتم التبرع به للجمعيات الخيرية، يتم استخدام ٨٥ سنتًا منها للقضية المتبرع بها. يبلغ احتياطى الإغاثة الإسلامية الكندية ٢٥ مليون دولار، وفقًا للبيانات الحكومية الصادرة فى ١٨ يوليو ٢٠٢٢.