أكدت صحيفتا البلاد والرياض السعوديتان، اليوم الأربعاء، أن العلاقات المتنامية بين الرياض وبكين عكست آفاقًا لمسارات استثمارية إثر زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج المرتقبة اليوم إلى المملكة، والتي تعد أول زيارة له منذ عام 2016، حيث تبدو المنطقة مندفعة تجاه التحول الاقتصادي من أجل تشكيل مرحلة مختلفة لما بعد النفط.
وقالت صحيفة البلاد، في افتتاحيتها تحت عنوان "قمم تاريخية" إن المملكة العربية السعودية تقود مرحلة مهمة للعمل المشترك، لتعزيز مصالحها ومصالح الدول الشقيقة في مجلس التعاون والأمة العربية، بما يعود على شعوبها بالمزيد من التنمية والازدهار، والإسهام في إرساء الاستقرار في المنطقة والعالم بروح التعاون والاحترام المتبادل مع الدول المؤثرة ذات المصالح العظمى، مشيرة إلى أنه تجسيدا لهذا الدور وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دعوة رسمية للرئيس الصيني ليبدأ زيارته الرسمية اليوم للمملكة تنعقد خلالها (القمة السعودية – الصينية)، و(القمة الخليجية – الصينية)، و(القمة العربية الصينية) لتعزيز العلاقات المشتركة في المجالات كافة، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الزيارة التاريخية للرئيس الصيني إلى المملكة وما تشهده من فعاليات وأعمال القمم الثلاث ونتائجها الكبيرة استراتيجيا على كافة الأصعدة، ستسهم كثيرا في تعزيز الشراكة وتعكس الاهتمام بحاضر ومستقبل التنمية والاستقرار، في ظل تحديات كبيرة يواجهها العالم، قدمت خلالها المملكة نموذجا للرؤية الاستشرافية الدقيقة والقدرة على تجاوزها ودعم كل جهد في ذلك بمبادرات ومواقف متوازنة.
من جهتها أوضحت صحيفة الرياض - في افتتاحيتها تحت عنوان (الرؤية والمبادرة)- أن زيارة الزعيم الصيني ستشمل «قمة سعودية - صينية»، وقمة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، وقمة صينية - عربية؛ لمد جسور آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي، مؤكدة أن الصين شريكًا استراتيجيًا للمملكة والدول العربية، ورئيسًا لمنتجي النفط والغاز في الخليج، فهي أكبر مستهلك للطاقة في العالم، بينما تظل العلاقات الاقتصادية مرتكزة على أكثر من مجال، فقد توسعت هذه العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تعتبر الصين المملكة حليفًا رئيسًا لها في الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن المملكة والصين تجتمعان في العديد من الملفات المشتركة، وهو ما يدعم فتح ملف النقاش بين البلدين، بمحورية انطلاق المشروعات الضخمة بينهما، الذي ربما يشهد انخراط الشركات الصينية الكبرى بشكل أعمق في هذه المشروعات، مشكلًا خطًا يتزامن مع الاستراتيجية الوطنية المتمثلة برؤية 2030، ومبادرة الحزام والطريق الصينية في تنويع الاقتصاد، والتي تهدف إلى جعل المملكة قوة استثمارية عالمية.
وأضافت أن السعودية عززت من خلال هذه اللقاءات العلاقات المشتركة في جميع المجالات، ومهدت مجالات التعاون الأوسع نطاقًا، وساهمت في الانفتاح على علاقاتها المتوازنة، فالمملكة تتصدر قائمة الوجهات للاستثمار الأجنبي الصيني في منطقة الخليج على مدار العشرين عامًا الماضية، بإجمالي 106 مليارات دولار و500 مليون، متجاوزة النفط في السنوات الأخيرة حيث أفردت مساحة من الاستثمار في التكنولوجيا ومشروعات البنية التحتية.